مدير أوقاف محافظة صنعاء لـ " الثورة " : تم حصر 50 ألف لبنة واستعادة 20 موضعاً و1500 لبنة من ممتلكات الوقف

جهود وخطوات إيجابية في إدارة وتنمية العمل الوقفي

 

 

بدأ فرع الهيئة العامة للأوقاف بمحافظة صنعاء، منذ مطلع العام الجاري 2022م، العمل على تنفيذ خطة مرحلية لإدارة وتفعيل العمل الوقفي وتنمية موارده ووضع الحلول والدراسات لمعالجة الإشكالات والأسباب التي تعيق إحياء سنة الوقف والحفاظ عليها وتحقيق مقاصد الواقفين.
وأسهمت الجهود والخطط في إعداد مصفوفة عمل ورسم خارطة طريق حقيقية للارتقاء بالعمل الوقفي خاصة في الجانب الإداري والمالي وسياسة ترجمة الرؤى والأهداف لتطوير الوقف واستعادة مكانته وتنمية موارده وتجاوز الشلل وبدء تنفيذ العديد من الإجراءات لاسترداد ممتلكات الأوقاف باعتبار ذلك أمانة في أعناق القائمين عليها.
وحول هذا الموضوع أجرت ” الثورة ” لقاءً مع مدير عام فرع الهيئة العامة للأوقاف بمحافظة صنعاء الدكتور خالد الشعباني، الذي تحدث عن الوضع الراهن للعمل الوقفي وأبرز التحديات والصعوبات وآليات مواجهتها وسبل معالجتها، وما تم تحقيقه من خطوات وإجراءات في طريق إدارة وتنمية الأداء وأبرز مؤشرات النجاح خلال هذا العام، وكيفية ترجمة توصيات المؤتمر الوطني الأول للأوقاف :

لقاء/ جميل القشم

الوضع السائد
* بداية.. صف لنا الوضع الماثل لعمل الأوقاف في محافظة صنعاء وأبرز الصعوبات ؟
– التحديات جمَّة وتتباين مع جوهر المشكلة ومظاهر الخلل المتصلة بأراضي وعقارات وممتلكات الأوقاف، منها ضعف تطبيق اللوائح والإجراءات والحاجة لتفعيل دور جهات الضبط لحماية ممتلكات الوقف وتنميتها واستثمارها بما يحقق مقاصد الواقفين خاصة في معالجة أوضاع الفقراء والمحتاجين، ورغم هذا الإرث من ركام المشكلات إلا أن هناك خطوات ملموسة بدأنا نقطعها لمواجهة الصعاب وبدء إزالة مسببات الخلل لمساندة الهيئة العامة للأوقاف في الاضطلاع بدورها المأمول.
* ما الذي تحقق لأوقاف محافظة صنعاء منذ صدور قرار إنشاء الهيئة العامة للأوقاف؟
– شكل قرار إنشاء الهيئة العامة للأوقاف وتبني سياسة استراتيجية جادة لبناء مؤسسة وقفية حديثة يتطلع إليها الجميع، الركيزة الأساسية لتصويب الاختلالات وتجاوز التحديات التي تواجه عمل الوقف سيما في ظل الظروف التي تمر بها البلاد جراء العدوان والحصار وحربه الاقتصادية.
كما يعد المؤتمر الوطني الأول للأوقاف، الذي نظمته الهيئة العامة للأوقاف مؤخرا تحت شعار “معاً نحو التحول الاستراتيجي في العمل الوقفي” وما خرج به من توصيات ومقترحات عملية، صورة أخرى للتوجه نحو تجسيد المسئولية الدينية لتجاوز التعقيدات الماثلة وحماية أموال الأوقاف خاصة ما يتعلق باسترداد ممتلكات الوقف.
وبخصوص ما تحقق خلال الفترة الماضية، عبارة عن جزء من ملامح التوجه في طريق تصحيح الاختلالات التي ظلت عقوداً من الزمن تنهش في جسد ممتلكات الأوقاف، كبارقة أمل للقضاء على الواقع المختل من خلال تفعيل آليات المنظومة الوقفية التي تحقق مقصد الواقف وتعزيز الحرص على تفعيل قضايا الأوقاف والحفاظ على ممتلكاته وصرفها في مصارفها.
خطوات وإجراءات
* في ما تكمن هذه المؤشرات التي ترون أنها تمثل بارقة أمل للنجاح في تطوير العمل الوقفي؟
– تكمن في المساعي التي نحرص من خلالها على تجسيد المسؤولية الدينية للنهوض بالعمل الوقفي، وأبرز ملامح هذه المؤشرات ما سعى إليه فرع الهيئة العامة للأوقاف بمحافظة صنعاء منذ مطلع هذا العام وما نفذه من خطوات وإجراءات، تمثلت بمشروع حصر ممتلكات الأوقاف وإحالة قضايا تزوير للقضاء واستعادة أراض وحصر وإنجاز ملفات ومعاملات راكدة وتحقيق نمو في موارد الوقف.
ومن ضمن مؤشرات الإنجاز التي تحققت، معالجة بعض الاختلالات الخاصة بالإيجارات الوقفية وتصحيح وضع الكوادر الوظيفية وتفعيل أداء الفروع في المديريات وأتمته العمل الإداري وتأسيس قاعدة بيانات الأعيان الوقفية وإعداد عدد من الدراسات لترميم المساجد الأثرية وتصحيح كشوف مستحقات قيمي المساجد.
كما تركزت مسارات العمل في تنفيذ برامج النزول الميداني لدراسة وتقييم أوضاع مكاتب فروع الهيئة في عموم المديريات ومعاينة أوضاع واحتياجات المساجد ومسح الأراضي الموقوفة وتشكيل لجان عمل وعقد لقاءات مع الجهات ذات العلاقة وبلورة مجمل الاختلالات في آليات ودراسات، حيث تم التوجه لمعالجة بعضها فيما تتواصل الجهود وفق استراتيجية بالتنسيق مع قيادة الهيئة العامة للأوقاف.
تفعيل الجهود
*إلى أي مدى نجحت جهود فرع الهيئة في مواجهة التعقيدات والاشكالات ؟
– تتركز الجهود حول تعزيز آليات التنسيق والرفع من كفاءة الأداء في إطار خطة مرحلية للحفاظ على أموال الأوقاف وتصحيح الإشكالات والتجاوزات لاستعادة حقوق الأوقاف ومتابعة تنفيذ الإجراءات تجاه أي تلاعب بمقاصد الواقفين.
وما تم إنجازه منذ بداية هذا العام، مثل خارطة طريق لبدء إدارة وتنمية الوقف وفق أسس منهجية علمية حديثة بهدف حفظ أموال وممتلكات وأراضي الأوقاف وصرفها في مصارفها التي تحقق مقصد الواقف والابتعاد عن المحسوبيات والمجاملات وبما يساهم في حماية هذه الممتلكات من الضياع والاندثار وتفعيل وإحياء التراث الوقفي.
حصر واستعادة ممتلكات
*هل هناك ثمة إنجازات واضحة تحققت لفرع الهيئة خلال هذا العام؟
– خطة الأداء أثمرت عن تنفيذ مشروع حصر ومسح جزء مهم من الممتلكات الوقفية التي تعاني من تزوير واحتيال، حيث تم حصر أكثر من 50 ألف لبنة من ممتلكات الأوقاف في مديريات المحافظة، كما تمت استعادة أكثر من 20 موضعا وقرابة ألف و500 لبنة من ممتلكات الوقف تم فيها البيع والشراء بالمخالفة وبطرق تندرج في إطار الممارسات التي لا تتناسب مع طبيعة وخصوصية الأوقاف واللوائح والإجراءات المنظمة لحقوق الواقفين.
معِّالجة ملفات راكدة
حدثنا عن المعالجات لتصحيح بعض الاختلالات في قضايا وممتلكات الوقف؟
– أبرز المعالجات القيام بحصر أكثر من أربعة آلاف ملف من الملفات الراكدة منذ أكثر من خمس سنوات، وتتضمن قضايا ومعاملات وحقوقاً وقفية وعقوداً مهملة، حيث تمت جدولتها واستكمال النواقص فيها والعمل على إنجازها وتنفيذها ومتابعة توريد مستحقات الأوقاف، كما قمنا بإعداد خطة عمل تنفيذية على ضوء الاجتماعات مع مدراء المكاتب في المديريات لدراسة أسباب تأخير إصدار العقود وتشخيص وتقييم وضع المنتفعين منها وكيفية تصحيحها والبت في تجديدها وفق الإجراءات المتبعة في لائحة عمل هيئة الأوقاف.
وأسهمت خطة وتوجه فرع أوقاف المحافظة خلال الفترة الماضية، في تعزير أطر التعاون والتنسيق مع وكلاء الوقف والمتحصلين وتفعيل تحصيل عائدات الأوقاف في مديريات المحافظة وسرعة إنجاز معاملات المنتفعين، كما تم تنفيذ لقاءات مع الجهات ذات العلاقة بينها محاكم المديريات والتنسيق مع الأجهزة المعنية لسرعة البت في قضايا الأوقاف وتنفيذ الأحكام المتعلقة بها والتشديد على ردع كل من تسول له نفسه العبث بممتلكات الوقف.
تدابير هامة
بخصوص التنسيق لمعالجة القضايا الوقفية، ماهي صور الإنجاز في ذلك؟
– حرصنا خلال الفترة الماضية وما نزال على تعزيز جوانب التنسيق مع أجهزة القضاء لتنفيذ التوصيات المتفق عليها بخصوص الأحكام القانونية الخاصة بالحجز التحفظي لأراضي الأوقاف، وتكليف مندوبين من المحاكم لحصر ومتابعة القضايا، وآلية رفع الدعاوى، والنظر في تخصيص قاض في كل محكمة لمعالجة قضايا الأوقاف.
ونود أن نؤكد في هذا الجانب أن مسؤولية حماية ممتلكات الأوقاف تقع على عاتق الجميع، وتستدعي استشعار الجميع للمسؤولية، ومضاعفة الجهود في مساندة الهيئة لتنفيذ مهامها وواجباتها بما يسهم في تطوير آليات العمل الوقفي، لافتا إلى أن الهيئة تعوِّل على دور القضاء في ردع وضبط المخالفين وتحقيق الإصلاحات.
إصلاحات
ماذا عن الإصلاح الإداري.. إلى أين وصلت الجهود ؟
– فيما يتعلق بالجانب الإداري تم تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع أتمته البيانات والمعلومات آليا وكذا تأسيس قاعدة البيانات الخاصة بالأعيان الموقوفة وإدخالها ألياً لارشفتها وحفظها من الضياع، ونعتزم خلال الفترة القادمة استكمال عملية الحصر والتوثيق لأراضي وممتلكات الأوقاف وتفريغ بياناتها وتقييم حالتها الراهنة.
كما تم تحسين وضع الكادر الوظيفي ومعالجة جوانب الخلل والركود والعشوائية في سير الأداء وتنفيذ المهام والواجبات المناطة واعتماد الحوافز والامتيازات المشجعة لتطوير العمل وتلافي الأخطاء والإشكالات والتعقيدات التي تنعكس سلبا على الأداء والتفريط بالمهام والواجبات.
وبخصوص وضع مكاتب الأوقاف في مديريات المحافظة، الحمد لله تم تحقيق مؤشرات إيجابية في تفعيل أدائها ماليا وإداريا وتوفير التجهيزات المساندة والمطلوبة لتحسين الأداء، وتتضمن خطة الهيئة خلال المرحلة المقبلة تنفيذ برامج التدريب والتأهيل لتعزيز بناء القدرات بشكل نوعي.
نمو في الموارد
هل هناك نجاح معين في معالجة الوضع العام لإيرادات الأوقاف؟
– نعم ، فقد أثمرت خطة الإصلاح المالي والإداري خلال الربع الأول في نمو الإيرادات بنسبة 80 % مقارنة بنفس الفترة من العام 2021م، وبإذن الله سنواصل العمل في خطط، تنمية موارد الوقف كأولوية لترجمة سياسة الهيئة ومسؤولياتها لاستعادة مكانة الوقف ودوره في رفد المجتمع والتنمية وتحسين الاقتصاد الوطني.
العقارات الوقفية
ما هي المعالجات المتخذة بخصوص الحقوق الوقفية والإيجارات المتعلقة بعقارات الأوقاف؟
– تم تصحيح كشوفات مستحقات قيمي وسدنة المساجد في كل المديريات والعمل على إعادة صرف الإعاشة الخاصة بهم، وكذا إعادة صرف إعاشة الخطباء لمساندة مكتب الإرشاد في هذا الجانب، كما بدأ فرع الهيئة بالمحافظة تنفيذ حزمة من الإجراءات لمعالجة الاختلالات السابقة في ما يتعلق بالإيجارات الوقفية وتصحيح إشكالاتها بما يحقق تنمية الإيرادات الوقفية والعمل بوصية الواقفين والاستفادة منها في مصارفها المحددة.
تأثيث وترميم 50 مسجداً
إلى أي مستوى وصل أداؤكم في إنجاز المشاريع الخاصة ببيوت الله وتنفيذ الأعمال الخيرية؟
– تم فرش وتأثيث 40 مسجدا وتزويدها بمنظومات طاقة شمسية بتكلفة 80 مليون ريال ضمن مشروع ” إنما يعمر مساجد الله “، وترميم عشرة مساجد بمبلغ 40 مليون ريال، وإعداد دراسات لترميم أربعة مساجد أثرية بالتعاون مع هيئة الأثار.
كما تم إعادة فتح مشروع المخبز الخيري، ضمن مشروع “ويطعمون الطعام” ويستهدف يوميا توزيع الخبز لأكثر من 600 أسرة من الشرائح المستضعفة والفقيرة وذوي الشهداء بمبلغ أربعة ملايين ريال شهريا.
ترجمة توصيات مؤتمر الأوقاف
فيما يتعلق برؤية فرع الهيئة في محافظة صنعاء لترجمة توصيات المؤتمر الوطني الأول للأوقاف.. هل تم البدء بأي إجراءات في هذا الجانب؟
– يجري حاليا وضع الآليات اللازمة والبرامج الكفيلة بتنفيذ التوصيات واقعا عمليا لبناء المؤسسة الوقفية الحديثة وتحقيق التحول الاستراتيجي في العمل الوقفي، حيث تتضمن هذه الأليات مصفوفة من خطط العمل والإجراءات الهادفة إلى تحرير الوقف من ركام المشكلات التي تحيط به واستثماره وفق أسس علمية متطورة وكذا إحياء سنة الوقف وتجسيد قيم معاني الإيثار والتراحم والتكافل في المجتمع وتوسيع مجالاته خاصة المتصلة بإعمار المساجد والإنفاق عليها.
خطوات النجاح
على ماذا تتركز خطتكم لتحقيق النجاح في تنفيذ المهام والنهوض بالعمل الوقفي مستقبلا؟
– خطوات النجاح لتحقيق التحول المنشود يستدعي تضافر كافة الجهود وتعاون الجهات ذات العلاقة لاتخاذ الإجراءات وتصحيح الخلل واستعادة حقوق الأوقاف وتصويب الأخطاء ونشر مفاهيم فقه الوقف وتشكيل وعي لدى المجتمع بأهمية الحفاظ عليه، والعمل على اجتثاث التزوير والاحتيال وكافة أشكال التلاعب بممتلكات الوقف، ولا يخفى على الجميع أن ممتلكات الأوقاف في محافظة صنعاء كغيرها من المحافظات تعاني من ركام التحديات والتي تنحصر أغلبها في قضايا السطو والاستيلاء وغياب الوعي والحاجة لتغيير الثقافة والمفاهيم المغلوطة تجاه ممتلكات وأموال وأعيان الوقف والتي ساهمت في ضياع حقوقها وعدم صرفها في مصارفها الفعلية، ويظل الأمل معقودا بتعاون الجميع لمساندة الهيئة العامة للأوقاف على الاضطلاع بدورها المأمول.

قد يعجبك ايضا