فلسطين والشهيدة شيرين

عبدالله الأحمدي

 

 

ليست فلسطين هي المحتلة فقط، بل إن الوطن العربي من شماله إلى جنوبه، ومن شرقة إلى غربه هو المحتل.
وكل مقدساته مدنسة من قبل اليهود والنصارى وأدواتهم في المنطقة، وكل قوى الاحتلال الطامعة.
القواعد الأمريكية والفرنسية والبريطانية الممتدة من الشرق إلى الغرب؛ ماذا تفعل في المنطقة ؟!!
ثروات الأمة كلها تحت سيطرة الشركات الغربية العابرة للقارات.
في المناطق التي تخلو من القواعد العسكرية يقوم العملاء بالمهمة.
يا أمة العرب والإسلام نقول لكم : إن تحرير فلسطين يبدأ من إسقاط الأنظمة العميلة للغرب، فلولا هذه الأنظمة لما بقيت إسرائيل ساعة واحدة في الوجود.
النفط يدعم إسرائيل وتصب أمواله في خزائن وبنوك الغرب الامبريالي، وهو الممول الرئيسي لوجود إسرائيل والقواعد الاستعمارية في المنطقة.
أمة هانت عليها أعراضها وأرضيها وأوطانها وشعوبها ومقدساتها؛ حكام عملاء ومستبدون أذلوا شعوبهم واشتغلوا عملاء وجواسيس للغرب الاستعماري.
الشهيدة شيرين أبو عاقلة خدمت القضية الفلسطينية حية ( وميتة ) بل إن مثلها أكثر حضورا من كثير أحياء.
بدم الشهيدة شيرين وصل صوت فلسطين إلى كل أرجاء المعمورة، وسمع في كل المحافل الدولية، وفي كل وسائل التواصل الاجتماعي.
هناك من يعيشون ويناضلون وهم أموات، وهؤلاء هم القلة من أفذاذ وشرفاء ومناضلي الأمة. وهناك من يعيشون وهم أموات لا يذكرون، وهؤلاء كثيرون كغثاء السيل.
الأحد ٢٩ مايو ٢٠٢٢م آلاف اليهود يقتحمون ساحات الأقصى الشريف بحماية شرطة الاحتلال، ومسيرة الإعلام الإسرائيلية تجوب البلدة القديمة في القدس، واعتقالات تشمل المدافعين عن القدس والأقصى والعرب في سبات عميق، أو أنهم يتجاهلون.
والمضحك إن السلطة الفلسطينية تطالب امريكا بالضغط على سلطة الاحتلال، وهي تعلم أن أمريكا ترامب هي التي اعترفت بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل !!
الغرب وعلى رأسه أمريكا حريصون على الحفاظ على تفوق دولة الاحتلال الصهيوني، فهم صناع هذه الدويلة في خاصرة الأمة، ويحافظون على تفوقها.
الاتحاد الأوروبي عن طريق ممثله يفين كوبمانز طرح على لبنان مبادرة جديدة هي : التطبيع مقابل الخبز والكهرباء والدواء، بما يعني إن الغرب هو صانع أزمات لبنان وهو الذي يريد أن يستثمر هذه الأزمات لصالح الكيان الصهيوني.
الشعب اللبناني وعلى رأسه المقاومة اللبنانية رفض عروض الاتحاد الأوروبي القائم على ابتزاز حكومة وشعب لبنان باستغلال أزماته، والعربان أصحاب النفط يتفرجون، ويصرفون أموالهم على قتل ودمار شعوب الأمة.
الاحتلال الصهيوني والغرب الصانع لدولة الصهاينة طوال أكثر من سبعين عاما كانوا يراهنون على النسيان؛ أي إن الشعب الفلسطيني جيلا بعد جيل سوف ينسى قضيته، وأرضه، لكن الشعب الفلسطيني بأجياله لم ينس، والذين نسوا هم حكام الأعراب الذين يهرولون للتطبيع وخدمة اسرائيل. بالمجان.
الشعب الفلسطيني يواجه الاحتلال الصهيوني ومن ورائه الغرب الاستعماري وحيدا أعزل وبصدور عارية.
دول النفط بدلا من الذهاب إلى التطبيع ودعم كيان العدو كان الأجدر بها لو خصصت ولو ١٪ من نفطها لصالح كفاح شعب فلسطين بدلا من دعم القاعدة وداعش لقتل الشعوب العربية والإسلامية المقاومة للمشروع الأمريكي.
نقول لأردوغان حليف أمريكا وعميل الصهاينة والمعتدي على شعوب الأمة في سوريا والعراق بدلا من تجنيد الإرهابيين للقتال في صف النازية في أوكرانيا، ما كان أجدره أن يجندهم للدفاع عن المقدسات في فلسطين التي ساهم أجداده في بيعها لليهود الصهاينة.
في كل الأحوال تثبت دولة الصهاينة أنها دولة احتلال عنصري لا تقل عن ابرثيد جنوب أفريقيا الماضي، بالرغم من ادعاء الغرب الصهيوني أنها واحة ديمقراطية وسط وحوش متخلفين.

قد يعجبك ايضا