علاو: الممثل الأممي يسوق تعز نحو مذبحة جديدة

 

الأمم المتحدة تريد أن تفتح الطريق الرئيس الذي يتداخل عسكريا بين الجبهات المتعددة بين الطرفين، وهي لم تضمن حماية المدنيين في اليمن أو المدنيين في تعز فكيف ستضمن حماية المدنيين في هذا الطريق؟
أبناء الحوبان والمناطق الحرة يقبعون تحت حصار خانق من قبل مرتزقة العدوان المسيطرين على المدينة، حيت تتركز الخدمات الطبية والتعليمية..

تعز.. الملف الذي يراد له أن يبقى متوترا.. المبعوث الأممي في مجلس الأمن يسوق مقترحا لفتح طريق يعلم قبل غيره أن هدفه عسكري وليس إنسانيا..
بشكل فج تجاهل المبعوث الأممي في إحاطته منتصف الأسبوع الحالي أمام مجلس الأمن، مبادرة صنعاء لفتح الطرق، وذهب إلى تبني مقترح المرتزقة، ويدرك أبناء تعز أنه فتح لدورة دماء جديدة يريدها المرتزقة كي يحصلوا على المال وينهبوا مزيدا من الأرض ويحققوا هدف الغازي الخارجي في دورة عنف جديدة في تعز التي يراد لها أن تبقى ملفا مفتوحا وبؤرة توتر.
في هذه السطور نقف مع الأستاذ عبد الله علاو وكيل محافظة تعز السابق، لنقف من خلاله على خلفية إبقاء تعز بؤرة توتر وانسياق الأمم المتحدة في هذا المضمار المشين ..

لقاء / إبراهيم الوادعي

* مّنْ يحاصر من في تعز ؟
– حقيقة.. ملف تعز يسيس منذ بداية الأحداث، ويستخدم استخداماً سياسياً، وأرى أن ملف تعز وجد لتجزئة الملف لأننا نرى أن الاهتمام يصب نحو تجزئة المشكلة في اليمن، اليمن بحاجة إلى وقف العدوان الشامل ورفع الحصار عنه باعتبار ذلك الحلقة الأساس في مشكلة تعز وهو مشكلة كل أبناء اليمن، الحصار بمنع الغذاء والوقود وانسياب السلع..اليمن بحاجة إلى فتح الممرات لليمن ككل التي تحقق دخول المشتقات النفطية والمواد الغذائية ورفع هذا الحصار الظالم الذي يموت جراءه آلاف اليمنيين، الحديث عن تعز هو حديث عن اليمن، وليس الحديث عن تعز كجزئية، في تعز يسيس هذا الملف كثيرا.. طرقات تعز مفتوحة من قبل الجيش واللجان الشعبية وأنا كنت وكيل محافظة تعز سابقا منذ بداية الأحداث والطرق مفتوحة: طريق حيفان مفتوح، طريق سامع مفتوح، طريق من صبر من جهة صنعاء، ولكن للنظر من يحاصر تعز حقيقة، ميناء المخا يسيطر عليه مرتزقة طارق ومن هنا يمنع دخول أو خروج الناس إلى تعز، وإن مر أحد عن طريق الصبيحة نشهد حوادث القتل والنهب، إذاً هذه الطريق مغلقة .
المواطنون في منطقة الحوبان يشكلون ثلث أو نصف المواطنين في مدينة تعز، عشر مديريات تقريبا هي مناصفة بين مناطق سيطرة أنصار الله ومناطق سيطرة العدوان في محافظة تعز، هؤلاء المواطنون في هذه المناطق محرومون من المدارس، محرومون من المستشفيات، محرومون من الجامعات، محرومون من الخدمات الموجودة في محافظة تعز، في قلب مدينة تعز مستشفى الثورة، مستشفى الجمهوري، المستشفى العسكري، جامعة تعز بكل كلياتها بما في ذلك كلية الطب سيطر عليها مرتزقة العدوان وهي كلية حديثة يحرم منها أبناء تعز الذين يتشردون للدراسة في جامعات المحافظات الأخرى، أبناء تعز محرمون من المستشفيات خاصة مرضى الفشل الكلوي فهم يعانون معاناة شديدة جدا بانتقالهم إلى إب وصنعاء ومحافظات أخرى، بينما بينهم وبين مدينة تعز 10 دقائق، إذاً من يحاصر الآخر؟!.
هل تقصد أنه يتم ترويج لوضع مغلوط تماما في إعلام العدوان والمرتزقة ؟
– مرتزقة تعز يحاصرون الحوبان ويمنعون الناس من الوصول إلى المستشفيات والى مراكز الكلى وبينهم وبين الحوبان 10 دقائق.. لماذا لا يدخل الناس إلى مدينة تعز؟.. لأن مرتزقة العدوان يمنعون ذلك.
في عام 2018م كنت حينها وكيلا لمحافظة تعز – فتحنا طريق أبعر في منطقة شرقي مدينة تعز وكان فتح الطريق من طرف واحد من طرفنا، خلال شهر واحد الطريق مفتوحة لكن لم يستطع أي مواطن أن يعبر هذه الطريق بسبب القناصة من طرف مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي، وفجأة تداهم نقطة للجيش واللجان الشعبية من قبل مرتزقة الإصلاح في مدينة تعز ويقتل 16 أو 18 من الجيش واللجان الشعبية عمدا وعدوانا، فاضطررنا بعدها إلى إغلاق الطريق، بعد أن ظل مفتوحا لمدة شهر.
هل العائق أمام فتح الطرق بين تعز والحوبان جغرافي أم سياسي؟
– في مسألة الطرقات هناك تسييس كامل وقد طرحت صنعاء مسألة فتح 3 طرقات اليوم، وأذكر أننا دخلنا في حوارات مع الجماعات التي في المدينة ووصلنا إلى اتفاق حينما كان المحافظ الشيخ أمين البحر لفتح طريق صالة تعز، لكن في اللحظة الأخيرة تنصل أبو العباس من هذا الاتفاق .
مبادرة صنعاء في فتح طريق الستين أو طريق الزيلعي – صالة، أو فتح طريق كرش – الراهدة، وهو ما يصبو إليه الناس اليوم لكي تحقن الدماء، و يوفر 95% من الاحتياج الحقيقي للوصول إلى مدينة تعز، وإن كان هناك حسن نوايا فلتبدأ هذه المبادرة وتفتح الطرقات ويبدأ الناس بالتحرك إلى المدينة، وتكسب الثقة، وإن كان هناك حسن نوايا سيتوالى فتح بقية الطرقات، لكن كما ذكرت لك كوني أحد أبناء تعز وكمسؤول كنت في محافظة تعز لا توجد مشكلة في فتح الطرقات، المشكلة سياسية والملف يسيس ويستغل الجانب الإنساني سواء من قبل المبعوث الأممي أو من قبل تحالف العدوان والمرتزقة في تعز لاستخدامه استخداما عسكريا .
* تجاهل المبعوث؟!
– الأمم المتحدة تعمل غطاء لهذا العدوان، وأنا من الناشطين الحقوقيين الذين عملوا لمدة 15 عاما في هذا المجال وسبرت أغوار حقوق الإنسان وتعامل الأمم المتحدة وآلياتها، المعروفة ماهي إلا غطاء للنظام العالمي الجديد، غطاء للولايات المتحدة في العالم، غطاء باسم الإنسانية لقتل الإنسانية، عجزت الأمم المتحدة على مدى 8 سنوات في حماية اليمنيين من القتل، وفي الحد من التجويع ومن الحصار الذي يقتل آلاف المواطنين، وآخر إحصائية تقول إن 320 ألف يمني قتلوا في هذه الحرب على اليمن، أين الأمم المتحدة من كل هذه الكوارث؟ أين الأمم المتحدة من حماية مواطني تعز من القتل والسلخ؟ وآخر اغتيال بالأمس كان اغتيال أحد أئمة المساجد في مدينة تعز .
الأمم المتحدة تريد أن تفتح الطريق الرئيس الذي يتداخل عسكريا بين الجبهات المتعددة بين الطرفين، وهي لم تضمن حماية المدنيين في اليمن أو المدنيين في تعز، فكيف ستضمن حماية المدنيين في هذا الطريق، في حين يوجد بديل له لا يقل عنه بمثقال ذرة هو خط الستين وخط صالة تعز لا يفرق بينه وبين هذا المنفذ سوى عشر دقائق، فلماذا يصرون على هذا المنفذ؟ هل ليقتل آلاف من الناس وتطحن مدينة تعز من جديد؟!.
– الأمم المتحدة تتبنى طرف العدوان لأنها تعمل في اليمن لتحقيق هدف سياسي أكثر مما هو هدف إنساني، وهي تعمل برضوخ تام للسعودية والوصاية الأمريكية على القرار في داخلها، ولاحظنا تغيير المبعوث الأول جمال بنعمر غير فقط لهدف سياسي كون الرجل كان على وشك تحقيق اتفاق سياسي في اليمن، تداول المبعوثين على اليمن وعملهم بصورة غير إنسانية يكشف بجلاء مواقف الأمم المتحدة، اليوم الإنسان اليمني يذبح على مدى أكثر من 7 سنوات ولم يكن للأمم المتحدة صوت في مجلس حقوق الإنسان لصالح هذا الإنسان الذي يذبح وتجريم المعتدين على النساء والأطفال والشيوخ، 500 ألف مبنى سكني هدم في اليمن ماذا فعلت الأمم لمتحدة لهؤلاء المستضعفين ولإيصال صوت هؤلاء المظلومين إلى العالم؟ لا شيء .
لماذا نهتم بالأمم المتحدة أصلا، ويفترض بكل إنسان حر أن يقاطع آلية الأمم المتحدة وهذه المنظومة الدولية التي تذبح الإنسانية – كما قلت – باسم الإنسانية .
المبعوث قال إنه وصل إلى مدينة تعز بعد معاناة 6 ساعات من جهة عدن.. ماذا يعني هذا؟ هل تعز محاصرة كما المناطق الحرة من قبل تحالف العدوان؟
– حديث هانس غروندبرغ عن سفره إلى تعز عبر طريق جبلي ضيق لمدة 6 ساعات يدين الأمم المتحدة التي تؤكد قدرة الوصول من عدن إلى تعز وانعدام الوصول بسهولة إلى المناطق الحرة، كما يكشف وجهة الحصار المضروب على من، لم يصل المبعوث إلى منطقة الحوبان لأن الطريق من جهة العدو مغلقة.
ولنا أن نتساءل كيف تصل المدرعات وأنواع الأسلحة؟ كيف وصل مسؤول الخارجية الإماراتي إلى منطقة الصلو؟ وأيضا يكشف كلام المبعوث أن تحالف العدوان هو الذي يفرض الحصار على كل اليمن وعلى تعز، يحاصرها حتى من جهة المناطق المحتلة التي يقولون إنها ” تحررت “؟!..، ولنا أن نتساءل أيضا في ضوء ما قاله المبعوث، من يغلق مطار تعز؟ من يغلق ميناء المخا عن تعز الذي هو ميناء تعز ؟.. من يغلق الطريق من المخا إلى حيس، إلى البرح، إلى تعز؟ من يغلق الطرقات المؤدية من التربة والحرجية إلى مدينة تعز ؟. من يغلق الطرقات بين شارع جمال وشارع 26 في مدينة تعز؟ كل هذه الإغلاقات والاعتداءات تقع داخل مناطق المرتزقة أنفسهم ولا يجري الحديث عنها في ضوء استعراض معاناة أبناء تعز، اذا أردت أن تنتقل من صبر إلى المدينة هناك 100 سور، وإذا أردت أن تنتقل من المدينة إلى المعافر هناك أسوار وهناك حواجز وهناك نقاط وممرات تتحكم بها المليشيات، إذا أردت أن تنتقل من المخا التي يسيطر عليها طارق عفاش فهناك ألف حاجز في الطريق، اذا أردت أن تنتقل من تعز إلى عدن والعكس هناك مئات الحواجز، بينما ينتقل المواطنون إلى مدينة تعز من مناطق سيطرة الجيش واللجان الشعبية من حيفان ومن سامع ومن حيفان بشكل أكثر سهولة ودون تعقيدات .
وأتساءل: هل يستطيع أحد من المشردين من تعز أن ينكر أن صنعاء تستوعب اليوم أكثر من مليون نازح من تعز؟ هل يستطيع هؤلاء أن يعودوا إلى مدينة تعز وإلى مناطقهم التي هي تحت سيطرة المرتزقة؟ سوف يواجهون بالذبح والسلخ .
هل يستطيع أبناء عشر مديريات في مناطق سيطرة صنعاء في محافظة تعز أن يذهبوا للعلاج أو للدراسة في المستشفيات والجامعات والمدارس التي يسيطر عليها المرتزقة؟ بالتأكيد لا لأن العدو يغلق الطرقات ويمنع سكان هذه المناطق من الوصول إلى هذه الخادمات، يمنعهم من تلقي العلاج في مستشفيات تعز، فيهبون مضطرين ويتوجهون إلى إب وصنعاء لتلقي العلاج، ويلقون معاناة شديدة وبالأخص مرضى الفشل الكلوي الذين تبعد عن بعضهم مستشفيات تعز نحو 10 دقائق ويضطر للسفر إلى إب لإجراء جلسة غسيل كلوي أو السفر إلى صنعاء .
تعز محاصرة من قبل التحالف برا وبحراً وجوا، ولا يمكن إنكار هذه الحقيقة.
الوضع الإنساني في محافظة تعز أصبح صعبا للغاية وأنا مسؤول عن هذه الأرقام، فقد هجر نحو مليونان ونصف من السكان مناطقهم وقراهم ومدينة تعز نتيجة سقوطها تحت سيطرة المرتزقة الذين مارسوا القتل والسحل، هاجروا إلى مناطق تنعم بالأمن تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية تحت سيطرة الحكومة في صنعاء، ما يدل على وجود الأمن والأمان في محافظات المجلس السياسي الأعلى .
التقطع والاختطاف وسلب الناس أموالهم والقتل على طريق طور الباحة تعز، فلا يكاد يمر شهر دون وقوع حوادث قتل ونهب وسلب للأموال، هناك تعنت ضد الناس في تلك المناطق والمسافرين لا يستطيعون الوصول إلى عدن للسفر منها حيث يتم تفتيش جوازاتهم ويفرزون على مستوى مناطقي وطائفي وأسري، اغتيالات بالجملة في مدينة تعز ينعدم معها الأمن في المدينة إلى حد كبير، صودرت ممتلكات المواطنين ممن نزحوا إلى صنعاء ومحافظات المجلس السياسي، المليشيات تسيطر على مربعات، وكل مجموعة مسلحة تسيطر على مربع بداخل مناطق المرتزقة في تعز وداخل المدينة ويعاني الناس من العذاب والمعاناة، ويصبح المرور مقابل جبايات من منطقة إلى أخرى وحتى داخل المدينة .
ما هدف تحالف العدوان من إبقاء تعز منطقة مشتعلة وإبقاء أبنائها تحت المعاناة برفض كل الحلول ؟
– محافظة تعز استخدمت كما يستخدمها أعداء اليمن منذ عقود لتكون بؤرة للإخوان المسلمين وليعود ضرر ذلك على كل اليمن، والعدوان اعتمد على ما زرعته يد الخارج تلك وهم كانوا رأس حربة المرتزقة،.
تحالف العدوان أراد منذ 2016م لفت أنظار العالم إلى تعز والتعمية على المأساة ومشروعه الشيطاني في اليمن، وسلب الثورات والاحتلال .
لكن دعني أقول لك هناك رجال صادقون وخيرون في تعز يقفون بالمرصاد لمؤامرات تحالف العدوان وللمؤامرات الشيطانية التي تحاك ضد اليمن، أفشلوا مشروع العدوان في اليمن وسيعيدون لتعز حريتها وسيستعيدونها من العدوان ومليشياته التي باعت اليمن مقابل مصالح رخيصة وعلى حساب دماء ومعاناة أبناء تعز .

قد يعجبك ايضا