الشهيد الصماد

أحمد يحيى الديلمي

يكتبها اليوم / أحمد يحيى الديلمي


في لقاء موسع حدث إجماع تام ومطلق على أن أكبر وأبشع جريمة ارتكبها النظام السعودي بحق اليمن واليمنيين تمثلت في اغتيال الشهيدين إبراهيم محمد الحمدي وصالح علي الصماد ، كان الاجتماع متعدد المشارب ودرجات الفهم والوعي، كلهم أجمعوا بلا استثناء على هذه الحقيقة، وهي فعلا ماثلة أمام أي إنسان تؤكد صلف وغطرسة هذا العدو الذي يتربص باليمن واليمنيين ويحاول أن يقضي على أي حلم جميل، فكم خابت آمال اليمنيين بعد استشهاد الرئيس المرحوم إبراهيم الحمدي وكانت الكارثة أكبر بعد استشهاد الرئيس صالح الصماد، فالأول تم اغتياله من خلال العملاء أما الثاني فلقد جاءت طائرات العدوان مباشرة وتولت المهمة بعد أن خططت لها أمريكا وصنعت القنبلة الخاصة بالقضاء عليه، فكيف بإنسان اجتمعت على استهدافه بريطانيا وأمريكا والسعودية وكل من تحالف معهم من مردة الشياطين ، إنه بالفعل إنسان عظيم وذو شأن خاص وهذا هو سر حب اليمنيين له.
قال أحد الحاضرين “الحب والبغض أشياء بيد الله سبحانه وتعالى يصنعها الإنسان بسلوكه ومعاملاته وصدقه بالذات حينما يتحمل المسؤولية وهذا ما جسده الرئيس الشهيد صالح الصماد فلو كان الحب يُشترى بالمال لكان الغشمي قد استحوذ على حب العالم وليس اليمنيين فقط لما أنفقه من مال خلال ثمانية أشهر فقط ، كذلك الرئيس عفاش ثلاثين سنة وهو يوزع الأموال يمينا وشمالا وبلا حساب لكنها تبخرت وذهبت أدراج الرياح ولم يعد له أي ذكر بينما الرئيس الشهيد السعيد / صالح الصماد لم ينفق فلسا واحدا لا على نفسه ولا من أجل شراء الضمائر مع ذلك أحبه الناس وأصبح رمزا للصدق والإخلاص والأمانة بالذات الأمانة في ترجمة المسؤولية بكل صدق وإخلاص”.
وقال أحد الحاضرين – وهو على درجة عالية من الثقافة – “لقد انبهرت كثيرا بثقافة وشجاعة الرئيس الصماد ففي لقاء جمعنا أردت أن أغيظه قلت له أنتم فرضتم سُلطة الأمر الواقع ! ابتسم وقال وأنا أؤكد ذلك صدقني يا أخي موضوع الدولة التي يحلم بها كل يمني لم توجد بعد فكل ما حدث أن كل حركة أو انقلاب من 62م حتى اليوم يأتي ليفرض سلطة الأمر الواقع يتحدث باسم الديمقراطية والحرية وهو بعيد كل البعد عنهما ولا يفهم أي شيء من مقاصدهما لكننا إن شاء الله الآن أنا معك أننا نمارس السلطة ، ولا ندير الدولة بمعناها الشامل فالدولة لها مضمون كبير ويحتاج إلى أفق واسع ومؤسسات فاعلة تترجم المضمون بأسلوب حضاري يستطيع أن يحفظ الحقوق وينصر المظلومين ويوفر الأمر والاستقرار ، لأن العدالة هي أهم مقومات الدولية وإذا غابت غابت الدولية ، وهذا ما باها به أرحم الراحمين قريش عندما قال ( وأطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)، تحدث عن الأمن والغذاء فقط كأسس للحكم ، وأنا لا أقول أننا وصلنا إلى هذا المستوى ولكننا نحاول ولا تنسى أننا ورثنا تركة ثقيلة، الجميع تعودوا على النهب باسم الدولة وسخروا مضمونها لممارسة الظلم والإرهاب وكيف تريد منا تغيير كل هذا في غمضة عين ، نحن لدينا مشروع قرآني يهتم بالعدل أكثر من أي شيء آخر وإن شاء الله يمد الله بأعمارنا لكي نصل إلى ترجمة هذا المشروع على أرض الواقع”.
قال المتحدث أحسست أنني أمام رجل يعي ما يقول ولديه إحساس قوي بثقل المسؤولية ، وأضاف آخر وأنا حدث لي موقف معه عندما سمعني أقول هذه مسؤولية رجال الدين فالتفت إلي وقال “لا يوجد في الإسلام رجال دين كلنا رجال دين كل مسلم رجل دين، الذي يوجد في الإسلام هم علماء الدين وهذه الشريحة إذا كانوا على درجة عالية من المسؤولية سلمت الأمة الكثير من المحن والمشاكل”.
لذلك ومن هذه الوقائع نستشعر أهمية الرجل وندرك لماذا تم استهدافه بتلك الوسيلة القذرة من أعداء اليمن فقد تآمروا عليه واستهدفوه بكل صلف وفي وضح النهار، لكنهم إن شاء الله سينالون عقابهم الصارم وكل من أسهم في هذه الجريمة ، الحديث كثير الذي دار في نفس المقيل والشخصيات كلها اعتبارية ولها وزنها لم أجد أحدهم يخالف هذا الكلام أو يأتي بشيء آخر، كلهم سلموا بأن الصماد رحمة الله عليه وقدس الله روحه، كان فلتة من فلتات الزمان ونسأل الله أن يسخر لليمن إنسانا بذات الأفق الإيماني الصادق والبعد الحضاري والمضمون الواسع من الوعي ، وقمة الإدراك فاليمن يحتاج إلى مثل هذا النوع من الرجال، وإن شاء الله المسيرة ولادة طالما أنها تسير برعاية القائد الشاب عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- فمهما حدثت من إعوجاجات أو ممارسات خاطئة إلا أن الزمن سيتخطاها وستأتي اللحظة التي سيظهر فيها نجم القائد الفذ من جديد ويحظى بزعامة لا تقل شأنا عن صالح الصماد.. رحم الله الشهيد واسكنه فسيح جناته ولا نامت أعين الجبناء ، والله من وراء القصد..

قد يعجبك ايضا