تاريخ من المجد والصمود

 

يكتبها اليوم / زيد الشُريف


((سبعة أعوام من الصمود)) في زمن الهيمنة والاستكبار والوصاية والتطبيع وفي عصر التكنولوجيا العسكرية الحديثة والمتطورة والأسلحة الفتاكة وفي عصر النفط والمال والثروة والنفوذ السياسي والأطماع الاستعمارية التي يقودها ويتحرك على أساسها الأمريكان والصهاينة وحلفاؤهم وأدواتهم ومرتزقتهم، في القرن الحادي والعشرين هجمة طاغوتية إجرامية أمريكية سعودية بريطانية إماراتية صهيونية هجمة عدوانية مضى من عمرها سبعة أعوام استهدفت الشعب اليمني تحت مبررات وعناوين واهية وحجج سخيفة غير منطقية، ولكن الشعب اليمني بهويته الإيمانية وقيمه ومبادئه الإنسانية وعزيمته الفولاذية تصدى – ولا يزال – لهذه الهجمة العدوانية وصنع تاريخاً يمنياً فريداً استثنائياً في مواجهة دول تحالف العدوان ومرتزقتها، تاريخ كله مواقف وأعمال بطولية في ميادين الصراع الشاملة وأبرزها ميدان المعارك العسكرية حيث تصدى للمعتدين رغم إمكانياتهم الهائلة بقوة نفسية ومعنوية وإيمانية وحطم كبرياءهم بمعية الله تعالى وأحرق معداتهم العسكرية وأرسل الكثير من قواتهم البشرية إلى قعر جهنم.
صنع الشعب اليمني الصامد المجاهد – خلال هذه السنوات السبع في مواجهته لدول تحالف العدوان الأمريكي السعودي – تاريخاً من المجد والصمود والكفاح والثبات والجهاد والتضحية والعزة والكرامة والضيم والإباء تاريخاً معمداً بدماء الشهداء العظماء تاريخاً أزلياً لا يفنى ولا يموت ولا يمحى سيخلده الدهر ويدونه الزمان خالداً بخلود الشهداء الذين ربحوا الدنيا والأخرى، وسطروا أروع وأقوى المواقف في سبيل الله وفي سبيل حرية وكرامة الإنسان اليمني المسلم الذي تحاول دول الاستكبار أن تركعه وتستعبده وتستعمر أرضه وتنهب ثرواته ولكنه وقف في وجهها وتصدى لطغيانها وغطرستها وأطماعها ومخططاتها وخاض أعنف المعارك معها ومع مرتزقتها وألحق بها أقوى الخسائر وكبدها أفدح الهزائم في شتى المجالات العسكرية والأمنية والإعلامية والاقتصادية والسياسية وغير ذلك.
نعم حصلت الكثير من المآسي والجرائم والمجازر الوحشية بحق الإنسان اليمني على أيدي دول تحالف العدوان ومرتزقتها من خلال الغارات المكثفة التي شنتها طائرات العدوان مستهدفة الأرض والإنسان وكل مظاهر الحياة وحصلت الكثير من المعاناة على المستوى الإنساني والاقتصادي، ولكن رغم ذلك كله لم يستسلم الشعب اليمني الصامد ولم تقهره تلك الجرائم بل جعلته يزداد قوة وصلابة وتمسكاً بمواقفه المحقة وقضيته العادلة ودفعته لاتخاذ المواقف القوية والمشرفة التي يؤمن أنها هي الخيار الأمثل والحل السليم في مثل هذه الحالة من الصراع المفروض مع هؤلاء الطواغيت المعتدين ومن أهم وأبرز تلك المواقف هو التحرك العملي الدائم والمستمر إلى الجبهات ورفدها بالرجال والمال بروحية إنسانية ومعنويات إيمانية وثقافة قرآنية فكان ولا يزال على استعداد عال للتضحية في سبيل الله وفي سبيل تحقيق الحرية والاستقلال ودفن أحلام وطموحات المعتدين الاستعمارية.
ورغم حجم التحديات وطول أمد الصراع إلا أن الشعب اليمني الصامد المجاهد صنع تاريخاً قل أن تجد له نظيرا على مر التاريخ حين خاض غمار المعركة في كل ميادين الصراع واثقاً بالله ومعتمداً عليه ولأنه كذلك – ويملك قيادة شجاعة وحكيمة وثقافة قرآنية جهادية – استطاع بعون الله تعالى أن يقهر التحديات ويتغلب عليها وأن يحرر الكثير من المساحات الجغرافية اليمنية الشاسعة تضاريسها المتنوعة الجبلية والساحلية والصحراوية وأن يصنع الكثير من الانتصارات العسكرية وأن يحول بين دول تحالف العدوان وما تسعى إليه من إعادة اليمن واليمنيين إلى مربع الوصاية والهيمنة الأمريكية السعودية وأن يتغلب على التكنولوجيا العسكرية الحديثة ويصنع أسلحة ردع متطورة بقدرات ذاتية دكت عقر المعتدين وعواصمهم وانتصرت لمظلومية الإنسان اليمني، وغير ذلك الكثير من الإنجازات التي لا مكان فيها للمقارنة لحجم فارق الإمكانيات.. ولهذا نستطيع القول إن الشعب اليمني الصامد المجاهد صنع تاريخاً من الصمود والثبات سيفرض نفسه على الأجيال القادمة إلى يوم القيامة.

قد يعجبك ايضا