عملية روابي وتغيير موازين القوى

علي محمد الأشموري

 

 

مع بداية العام الجديد 2022م تم ضبط سفينة الشحن الإماراتية العسكرية روابي من قبل القوات البحرية وسط مياهنا الإقليمية وهي تمارس أعمالا عدائية تمثل خرقاً لكافة القوانين الدولية، فبعد 7 سنوات من العدوان والقرصنة البحرية التي كانت تقوم بها الإمارات في المياه والجزر اليمنية المنتشرة في البحرين الأحمر والعربي ضبطت قواتنا البحرية السفينة العدوانية بين جزر الزبير والطير وجزيرة كمران.. اليوم القلق السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني جراء العملية النوعية للجيش واللجان الشعبية التي قلبت موازين القوى والردع البحرية يرافق القلق والخوف من القوات اليمنية تحذير الجيش واللجان من ارتكاب أي خطأ من قبل الإمارات التي أقحمت نفسها وزادت من وقاحتها حينما استأجرت سفينة شحن تجارية واتضح حينما عرض الإعلام الحربي مشاهد لمحتويات السفينة المحملة بقطع حربية وزوارق ودبابات وأسلحة فردية .
وبدأ إعلام العدوان يتخبط جراء الخطأ الذي وقع فيه، فتارة يقولون إن السفينة التي ضبطت إيرانية وتارة يتذرعون ويرمون التهمة على الضحية لاعتبارات واهية وكذب مفضوح والمجتمع الدولي يعلم جيداً محتويات السفينة وما يحاك ضد اليمن ويتعرض له منذ سبع سنوات من تدمير للبنى التحتية وتجريف للثروة السمكية في البحر وأعمال عدائية في الوطن المظلوم من قبل شذاذ الآفاق وممالك الرمال والعالم صامت والمجتمع الدولي مغمض العينين لأن جيوبهم مليئة بمال مدنس وخزائنهم قد امتلأت بالثروات اليمنية (ومع الغني ياعون الله )، فمنذ 2016م تجرع الصياد اليمني أقسى أنواع الظلم والقهر والاحتجاز وذنبه أنه يبحث عن قوته في المياه الإقليمية اليمنية، فكم من سنبوك ضرب وضرب من فوقه ليصبح ضحية القراصنة الذين يملأون كروش العالم الأول ويصبح صاحب الحق جائعاً محروماً من ثرواته التي تذهب إلى كروش الأسياد (شذاذ الآفاق) .
هذا العمل الإجرامي يخالف المواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن وخصوصاً أن السفينة الإماراتية ضبطت وسط المياه الإقليمية اليمنية.
اليوم القوات البحرية اليمنية غيرها بالأمس وهذا ما أفقد تحالف العدوان صوابه وجعل إعلام المرتزقة والاستعمار القديم والجديد يتخبط بأعذارهم فإذا افترضنا أن السفينة تحمل مستشفى حسب قولهم وأدوات صحية، فلماذا كمية الأسلحة التي تحملها؟؟ يبدو أن الإمارات وبريطانيا اتفقتا على الخطة القديمة وذريعة السفينة داريا التي بسببها عاث الاحتلال البريطاني 129عاما في الجنوب ولكن العقل اليمني والقدرة اليمانية الإيمانية قد استطاعت أن تكشف هذه الألاعيب وضبطت السفينة التي علقت في اليمن وهي تمارس أعمالا عدوانية شرسة وذلك بفضل العمل الاستخباراتي الدقيق الذي استطاع كشف ما يخطط له الأعداء ضد الشعب اليمني ورسالة الجيش واللجان الشعبية للغزاة والطامعين للممرات المائية اليمنية ومحاولة الاستيلاء عليها باعتبارها تربط الشرق بالغرب وهذه ليست المرة الأولى حيث تشير الحقائق والوقائع إلى أن السفينة مارست أنشطة عدوانية معادية لليمن والجيش اليمني وسفينة الشحن العسكرية هذه التي تم اقتيادها وما بداخلها من أسلحة وشذاذ آفاق إلى أحد الموانئ اليمنية ..وهذا التصعيد الخطير وما سبقه من وقوع سفن حربية منذ عام 2017م تحت مرمى قواتنا البحرية، فهذه الأعمال الجنونية التي أسقطت قوى والعدوان في المستنقع اليمني وفشلت الخطط الجهنمية لما يسمى بالتحالف الذي أدرك أن للشعب اليمني بقواته ولجانه الحق في الرد المشروع على مثل هذه العربدة.
فاليمن يمتلك خيارات بحرية وبرية وجوية مناسبة وإلا لما صمد 7 سنوات أمام 17 دولة غازية.. اليمن اليوم بجيشها ولجانها فاجأتهم في البحر والبر والجو، لكن عملية روابي قد أثبتت قدرة العقل اليمني وبأسه الشديد في وضع استراتيجية الخيارات المفتوحة للرد على المعتدين ..
كما أن التحالف لا بد أن يأخذ تحذير القيادة اليمنية والجيش اليمني بجدية بأن المياه الإقليمية اليمنية ليست مرتعا ومسرحا للغزاة والطامعين لأن الحماقات سترتد على أصحابها بالويل والثبور …
وقد أثبت اليمنيون مدى القدرات التي وصلت إليها القوات البحرية اليمنية وعلموا أن الرد بالتأكيد سيكون مزلزلا إذا ما استمرت قوى العدوان والغزو القديم والحديث في عدوانها ومشروعها التخريبي في اليمن، وأن أرضه ورجاله ومياهه الإقليمية وأرضه وسماءه ليست لقمة سائغة لشذاذ الآفاق وممالك الرمال وليستفيدوا من العملية الأخيرة التي استهدفت السفينة روابي لأن كشفها منذ أسابيع دليل على ما وصلت إليه القوات اليمنية واستخباراتها من تنام للقدرات الدفاعية وصلابة موقفها السياسي، فهذا التحول الميداني يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار.
فنقل الأسلحة يعتبر خرقاً فاضحاً ويبدو أن قوى العدوان والمرتزقة لم يستفيدوا من التجارب …فسفينة سويت الأمريكية ومصيرها التي تم سحبها وبيعها في سوق الخردة وغيرها من السفن التي كانت تقوم بتقديم الدعم اللوجيستي 2018م وبارجة دمام المستهدفة في المياه الإقليمية اليمنية (والمدينة السعودية)، باختصار تشير الإحصائيات إلى 50 سفينة عسكرية لكن جهوزية اليمنيين فاجأت العدوان واربكت حساباته ومشاريعه .
أما روابي الإماراتية فكانت القشة التي قصمت ظهر التحالف العنجهي على اليمن، فالنصر اليمني قريب واليمن مقبرة الغزاة منذ الأزل ..
فقواتنا البحرية تمتلك الرصد الدقيق رغم الفارق في المعدات التي يمتلكها العدوان .. ومن حقنا حماية مياهنا الإقليمية والشريط الساحلي الذي يبلغ طوله 2500 كيلو متر وجزرنا النادرة كسقطرى وعبدالكوري وغيرهما من الجزر التي تحاول الإمارات الاستحواذ عليها وعلى موانئنا التي فاقت الموانئ العالمية .
فقواتنا المسلحة حاضرة للرد على الإمارات والسعودية وكل طامع وغاز لمياهنا الإقليمية وبلدنا العصي على الغزاة والمرتزقة..
فعملية روابي تعتبر عملية غير مسبوقة في التاريخ القديم والحديث وكما أكدت القيادة السياسية اليمنية بأن التصعيد سيواجه بالتصعيد والرسائل واضحة للإمارات ومن يحركها، لأن النتائج ستكون سيئة لكل طامع، فهل هذا هو الانسحاب الإماراتي التي أعلنت عنه سابقا ؟!!

قد يعجبك ايضا