من أجله نواجه عدواناً جمعت له قوى الضلال

الـ 30 من نوفمبر.. “الحرية والاستقلال”.. المفهوم الذي أفرغه الخونة من مضمونه

في خطاب “الحرية والاستقلال” السيد القائد: لأجل ذلك قامت ثورة الـ21 من سبتمبر
حرية حقيقية واستقلال حقيقي والبديل استعمار وخنوع واستعباد للشعب
مواجهة طواغيت العدوان والاحتلال بداية للتحرر والاستقلال من الهيمنة

الثورة / وديع العبسي

في مسيرة النضال الوطني من أجل تحقيق حياة كريمة للشعب اليمني، مثل يوم الثلاثين من نوفمبر منعطفا استثنائيا لكونه قد جعل ملامسة مفهوم التحرر حقيقة على أرض الواقع، وبهذا التحرر، تلاشى تأثير الساحر البريطاني المحتل، على الكيانات الجنوبيّة التي سارعت للانضواء تحت راية جمهوريّة واحدة مستقلة بقرارها وذات سيادة على أرضها.
مفهوم التحرر والاستقلال هو ذاته الذي عاد ينادي به كل اليمنيين سواء في المحافظات التي تشهد اليوم احتلالا جديدا، أو المحافظات التي تصارع عدوانا يستهدف إخضاع باقي المحافظات لهذا الاحتلال.
في خطاب متلفز وجهه للجماهير المليونية المحتشدة في العاصمة صنعاء والمحافظات بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف ١٤٤٣ه‍، أكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن تحقيق الحرية والاستقلال جهاد مقدس ولن يخضع للمساومة أبدا.
وقال” إن هدفنا في تحقيق الحرية والاستقلال على أساس هويتنا الإيمانية، هو هدف مقدس يرتكز على مبدئنا في التوحيد لله والكفر بالطاغوت”.
“الحرية والاستقلال” العبارة التي تتسيد حديثنا بالمناسبة، كلما حلت ذكرى دحر الاحتلال البريطاني، صار الهدف اليوم استكمال معالمها على نحو من الوضوح والرسوخ، يتجاوز الشعارات التي تحاول تزيين حالة الارتهان للأجنبي وإفراغ عيد الاستقلال من مضمونه طوال العقود الماضية.
من هنا، تجد تأكيد السيد القائد على هذا المبدأ في كثير من خطاباته مستهدفا تحويل المفهوم إلى حقيقة، في الوقت الحاضر الذي بدأ يتخلق بملامح جديدة قوامها حرية حقيقية واستقلال حقيقي، انطلاقا من هذا الاستهداف الذي يعيشه اليمنيون اليوم من قبل أعداء الأمة غزاة الأمس، نتيجة هذه الرغبة العارمة التي صارت تسيطر على طموحات المجتمع اليمني في تحقيق التحرر بمعناه الصحيح، فتكالبت عليها قوى الطغيان والاستكبار.
وعلى نحو مستمر يؤكد السيد قائد الثورة على هذا الهدف، محفزاً النفوس لاستعادة ذاك الإرث اليماني المميز الذي كان فيه اليمنيون روادا وقادة في واقع البناء والإعمار ونشر وترسيخ قيم الإسلام.
وفي كلمة له في المسيرات العاشورائية في محافظتي صنعاء والحديدة لهذا العام ١٤٤٣ه‍ قال “يجب أن نسعى كأمّة مسلمة إلى الحرية والاستقلال”.

أكبر الأهداف
وفي خطاب الحرية والاستقلال، وهو الخطاب الذي وجهه للشعب اليمني بمناسبة ثورة الـ٢١ من سبتمبر العام الماضي ٢٠٢٠، أوضح قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن أكبر أهداف ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر هو الحرية والاستقلال.. مؤكدا أن ثورة الـ21 من سبتمبر هي المحطة التي انطلق من خلالها الشعب للخروج من الماضي المظلم ولبناء المستقبل على أساس المبادئ والقيم التي ينتمي إليها هذا الشعب.
وأوضح قائد الثورة أنه بدون الحرية والاستقلال يعيش الشعب في حالة من الاستعمار والخنوع والاستعباد، فالشعب الذي يعيش خانعا ومستسلما لأعدائه الظالمين المجرمين، يعني إفلاسه من الشعور الإنساني بالتوق إلى الحرية والكرامة، لافتاً إلى أن شعبنا اليمني حر بفطرته الإنسانية وبهويته الإيمانية، وشعب يعشق العزة والكرامة، لذلك لا يمكن أبدا أن يقبل شعبنا بمصادرة حريته واستقلاله.
ولفت إلى أن الأمريكيين أدركوا أن شعبنا إذا كان في وضعية متحررة فهو يملك المؤهلات لأن يكون له دور إيجابي وكبير على مستوى واقع الأمة، فعمد الأمريكيون لزيادة تدخلهم في اليمن بعد أحداث 11 سبتمبر ليدفعوا السلطة للدخول في حرب أهلية لاستهداف أحرار شعبنا.
وفي خطابه ذاك، قدم قائد الثورة نموذجاً لحالة الهيمنة التي كان عليها البلد والتدخل الأمريكي في شؤونه من خلال الدور الذي كان يلعبه السفير الأمريكي في الحياة العامة وليس السياسية فقظ، اذ أشار السيد إلى أن التدخلات الأمريكية كانت خطيرة، والسفير الأمريكي كان يتدخل على المستوى الرسمي في كل المؤسسات والوزارات والقضاء والمؤسسات العسكرية، كما كان يتدخل في المؤسسات الأمنية والسياسية، وفتح برنامجا في كل مؤسسات الدولة، ونوه بأن السفير الأمريكي لم يكتف بذلك بل توجه إلى الحالة الشعبية لتنسيق علاقات مباشرة مع بعض المشائخ والوجاهات والمناطق، كما اتجه السفير الأمريكي إلى المجتمع المدني ليتغلغل من هذه النافذة، ولم يُبق نافذة من النوافذ التي يمكن أن يتدخل فيها بشؤون شعبنا إلا وتسلل منها.
وأوضح السيد القائد أن السفير الأمريكي قبل ثورة 21 سبتمبر كان يتدخل بكل شؤون اليمن بما يخدم السياسات الأمريكية الاستعمارية، وقد رأينا بكل وضوح كيف تدهور الوضع في اليمن على المستوى الأخلاقي والاقتصادي والسياسي والأمني والعسكري، وبنية الدولة التي كان ينخر فيها السفير الأمريكي كالسوس.. مؤكدا أن الأمريكيين دفعوا اليمن نحو الانهيار التام، وأوشك اليمن على الوصول إلى الهاوية لولا ثورة 21 سبتمبر.
وقال السيد عمل الأمريكيون وعملاؤهم على تعزيز كل ما يمهد للسيطرة الأمريكية المباشرة، وينزع عن شعبنا عناصر القوة.. اليوم تبدو الوقائع تسير في هذا الاتجاه، اتجاه التحرر والاستقلال من الهيمنة، ويتجسد ذلك فيما عليه اليمنيون وهو حالة لحمة استثنائية في مواجهة العدوان، كما يتجسد في انتفاضتهم هناك في المحافظات الجنوبية ضد أدوات الاحتلال وقد أدركوا المؤامرة التي تستهدفهم في قرارهم وفي معيشتهم، ولذلك وفي مقابل هذا التأكيد اليمني على الاستمرار لإعادة عيد الاستقلال الى مساره الموضوعي تجدد أمريكا وأعوانها في المنطقة يرفعون من وتيرة عدوانهم على شمال اليمن، فيما القسم الآخر من تحالف العدوان المتمثل في قوى الاحتلال يزيد من التضييق في معيشة المواطن في المناطق المحتلة في محاولة لإجباره الناس على الرضوخ لم يُرسم لهم.

الحرية في وجدانهم
اكد رحيل الاستعمار البريطاني، إثر الضربات والتنكيل من أبطال ثورة الـ14 من اكتوبر، ادراك أبناء المحافظات الجنوبية المحتلة بأن المستعمر قد انتزع منهم الشعور بهذه القيمة الإنسانية للحرية والاستقلال قرابة الـ130 عاما، فنهضوا بعزة وكرامة وإباء اليمني التاريخ والحضارة لطرده، والانطلاق لبناء دولة السيادة والقانون والتحرر من الهيمنة، الا انه ظل هناك ما يعبث بهذا الحق الطبيعي، اذ استمرت للمستعمر أياد قادت الوضع الى ما صار عليه اليوم من عودة مباشرة للمحتل، هو ذاته المحتل بأجندته القديمة في السيطرة التي أعاقت حركة البلد نحو الاعتماد على الذات في النهوض بواقعه على مستوى الإنتاج في مختلف المجالات ومواكبة تقدم المجتمعات الأخرى، والذي ظل دائما يتعمد استقطاب العقول المنفتحة إلى بيئته هو، فافرغ البلد من هذه العقول حتى لا يكون لها تأثير في ظهور نوابغ أخرى يمكن بتكاملها تحقق هذه النهضة بكل حرية واستقلال.
اليوم وفي ذكرى عيد الاستقلال الـ 30 من نوفمبر، ينتظرنا واجب وطني مقدس، يتمثل بالاصطفاف مجدداً لطرد وإسقاط الهيمنة والوصاية والاحتلال السعودي الإماراتي للبلاد، ومن خلفهما أمريكا وبريطانيا وإسرائيل.
يقول الناشط الجنوبي فيصل الحذيفي -نائب رئيس الهيئة الوطنية لحماية السيادة: “لم يعد لأعيادنا الوطنية أي معنى في ظل شرعية فرطت بالسيادة اليمنية، وأحزاب ونخبة حاكمة اكتفت بالغنيمة على شكل مناصب، واللجنة الخاصة السعودية لتوسع قاعدة العملاء، وكذلك بسبب الإمارات التي بنت مليشيات توازي قوام جيش كامل لتتحكم في المشهد بكل “دناءة”، وأمم متحدة تشتغل شاهد زور، وتغمض عينها عن كل تلك الانتهاكات”.

قد يعجبك ايضا