لماذا تتعثر مشاريعنا؟ ولماذا نحولها إلى كوارث؟

 

الثورة /
قبل أيام أعلنت شركة صينية إنجاز مبنى سكني مكون من 10 طوابق خلال 28 ساعة، قبلها حفر الصينيون نفقا على خط سكة الحديد التي تربط بين الصين ولاوس بطول 17.5 كم، في جبال عالية الخطورة أنجز المشروع خلال نصف شهر، والفترة تلك أقل بكثير من المدة التي قضاها نفق تصريف المياه في منطقة دارس بالعاصمة صنعاء، إذ مضى شهران على بدء المشروع وما زال كما هو في الصورة.
هذا المشروع واحد من مشاريعنا التي تتعثر وتتأخر حتى تتحول من مشاريع إلى مخاطر، المعلومات صادمة عن حجم الإنجاز في مشاريع البنية التحتية، ولو جئنا واستعرضنا حجم الإنجاز الكلي لهذا العام ونحن في الربع الأخير لوجدنا ما هو صادم للأسف الشديد.
ويدرك الرئيس المشاط هذه المشكلة المتفشية وقد نبه المحافظين والمسؤولين في اجتماعاته قبل أيام إلى ضرورة الاهتمام والمتابعة وسرعة الإنجاز وذكر المسؤولين بما عليهم.
والحقيقة في كل مشاريعنا ما إن يمر على بدء العمل في المشروع يومان حتى يدخل المشروع مرحلة التباطؤ في العمل، دفعني مشاهدة النفق الذي لا يزيد قطره عن مترين في دارس إلى الذهاب إلى جسر النصر الذي زاره الرئيس في وقت سابق وأكد سرعة إنجازه، الجسر مرت عليه أعوام ولا يبدو أننا سنحتفل هذا العام بافتتاحه.
لماذا يتم تدوير مشاريعنا على سنوات طويلة؟ وهل هذا يحسن جودة المشاريع المنفذة طول مدة التنفيذ، لا نريد أن نصبح الصين ولكن يجب أن نسعى ونتابع ونقيم وننجز.
بطبيعة الحال المشكلة هذه ليست وليدة هذا العام ولا ما قبله، بل هي عملية متراكمة من الفوضى والفساد وغياب المسؤولية الذي درج عليه النظام الفاسد سابقا وغياب الحد من المسؤولية لدى المنفذين والمسؤولين، لكن يجب ألا يستمر هذا بعد ثورة الشعب اليمني 21 سبتمبر التي جاءت للتصحيح.
بالعودة إلى مشروع معالجة تصريف مياه السيول بمنطقة دارس فقد جرى بدء تنفيذه قبل شهرين تحديدا وبدء العمل في المرحلة الأولى من مشروع التصريف للمياه التي تأتي خلال السيول من جهة وادي أحمد وتتجمع قرب سوق دارس وتحول المنطقة إلى بحيرة كبرى، جراء ارتفاع شارع المطار عن المنطقة تلك، والمشروع يهدف إلى توفير للمياه قناة تصريف أرضية إلى جهة السايلة.
يلحظ أولا أن المشروع ورغم نفقات الحفر والصبيات الإسمنتية يتم تحويله إلى قنوات حديدية بقطر لا يتسع لآلة من آلات فتح القنوات صغيرة الحجم، فإذا انسدت القنوات غدا كيف يمكن فتحها؟ لماذا لم يضع في الحسبان أن يكون المشروع بحجم أكبر ليتسع للآلات الميكانيكية التي يمكن بها نزع الأتربة التي ستتكدس حتما.
أما النقطة الثانية فإنه مر شهرين وأكثر على بدء العمل في المشروع، وإلى الآن كما يظهر ذلك على الواقع ما زال يتعثر.
يوميا لا نلمس النشاط المطلوب في عمل المشروع، لا يزيد عدد العمال يوميا عن عاملين إلى ثلاثة تجدهم يتناوبون في بناء الجوانب وتعطيف الحديد، هذه مشاريع دولة يفترض أن يحسب تنفيذها بالساعة لا بالأشهر..
التأخير في الإنجاز غير مبرر، وقد سبب الكثير من المشاكل والكوارث، والآثار الجانبية للمشروع على حياة الناس وتحول إلى مشكلة يومية تعرقل حركة السير فالمشروع يقع في منطقة مكتظة بالمواطنين وبحركة السيارات والمركبات.
حساسية منطقة الأعمال في هذا المشروع والكائنة على مدخل سوق دارس المكتظ بالباعة والمتسوقين وحركة المركبات والتي يظهر جانبا الصور التي التقطتها عدسة ” الثورة”.
لا نطمح أن نكون كالصين ولكن ألا يمكن أن نكون كنصف الصين مثلا!
السؤال برسم أمانة العاصمة ومكتب الأشغال وغيرهما من الجهات المعنية..
تصوير/ عادل حويس

قد يعجبك ايضا