الوِلايَة .. اتِّباع ونُصرة ومَوقف

مطهر يحيى شرف الدين

 

 

كلما زاد تعلق الشعب اليمني بالدين الإسلامي الحنيف كلما أوغل تحالف العدوان في إجرامه علينا وتنوعت أساليبه وتبريراته الواهية والوقحة بعدم إيقافه الحرب القذرة على شعبٍ عزيزٍ كريمٍ مسالم..
وبذلك تتواصل انتهاكاته الصارخة بحق سيادة واستقلال وحرية اليمن أرضاً وشعباً..
وكلما زاد تمسكنا بالهوية الإيمانية وقيمها ومعانيها الأصيلة كلما زادت خصومة الأنظمة الخليجية معنا وصارت ترى فينا الخطر الاستراتيجي الذي يهدد مستقبلها المليء بآيات النفاق وأنواع التطبيع والعمالة والارتهان لقوى الاستكبار العالمي الذي نجح في طمس معالم الدين الإسلامي في دولٍ عربية خليجية شكلاً وجوهراً وموقفاً..
وكلما زاد حبُنا وتعلقنا وتولينا لأئمة الهدى وفي مقدمتهم الإمام علي عليه السلام كلما زاد خوفهم وتربصهم بنا وذلك لأننا ركبنا سفينة النجاة واخترنا القيادة الحكيمة الصادقة العادلة الشجاعة الصادحة بالحق التي تخرج الأمة من الظلمات إلى النور ومن محيط الهلاك والخسران إلى الفوز بنعيم الدنيا والآخرة..
ولذلك يتبادر إلى ذهني بل تترسخ لدي قناعة خلاصتها أن العدوان والحصار علينا ليس إلا لأننا متمسكون بالدين ولا زالت الهوية الإيمانية لصيقة بنا ومتجذرة في دمائنا وقد اتخذناها رداءً لا يمكن أن ننسلخ منها أو تنسلخ منا، لأننا تولينا أولياء الله الذين قال الله فيهم : ” أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ”..
إذاً ما من ذرةِ شكٍ في قضيتنا العادلة التي نقاتل ونضحي من أجلها وسنظل إلى أن يأذن الله بالنصر المؤزر للقضية التي لم تعد -حسب قناعتي- قضية سيادة واستقلال وحرية فحسب بل أضحت القضية اليوم قضية تول واتباع لأولياء الله وقضية تعلق بالدين الإسلامي وبالهوية والقيم الإيمانية التي بموجبها ننال شرف الانتماء للقيادة الحكيمة المصطفاة التي تستلهم توجيهات ربانية غايتها إعلاء كلمة الله والمحافظة على الدين وإحياء الشريعة الإسلامية وفي مقابل ذلك مواجهة الطاغوت وإزهاق الباطل ومحاربة الثقافات الغربية الماجنة الدخيلة ..
واليوم ها هي اليمن قيادةً وشعباً الأكثر توجهاً و موقفاً مناهضاً صلباً من بين أنظمة وشعوب العالم العربي والإسلامي تجاه الحرب الثقافية والفكرية التي تنال من الدين الإسلامي وهي الأكثر تنديداً ومواجهةً لممارسات وسلوكيات الأنظمة الخليجية العميلة المطبعة مع الكيان الصهيوني والتي أصبحت فيها المظاهر الإسلامية مغيبة وانعدم جوهر الإسلام في توجهاتها ولم يعد فيها من يتحدث ويُغير على دين الله ، حتى علماؤهم وكهنتهم أضحوا أكثر خوفاً وذلةً واستكانة وخضوعاً لحكامهم العملاء المرتهنين لقوى الاستكبار العالمي، بل أصبحوا يبررون بشكلٍ مخزٍ وفاضح مواقف وسياسات حكامهم وأنظمتهم التي أصبحت تحقق بشكلٍ فعلي أهداف أمريكا وإسرائيل في المنطقة ، وليس بمقدورهم أن ينبسوا ببنت شفة أو حتى يكون لهم رأي أو فتوى تناقض المخطط الصهيوأمريكي..
كما أنه ليس بوسعهم مع ذلك الانبطاح وتلك المهانة إلا أن يزدادوا نفاقاً وتنفيذاً لأجندة ومخططات قوى الطاغوت الرامية إلى سلخ الهوية الإسلامية من المجتمعات العربية وتغييب الشعائر الإسلامية والقضاء على القيم الإيمانية والعمل على إعدام النخوة والحمية لدى الشعوب المستهدفة بالتدجين والانحلال..
ولذلك فإن كل ما وصلت إليه الأنظمة والشعوب المدجنة من انحرافٍ وتِيه إنما هو نتيجةً لتوليهم أئمة الكفر والضلال ومخالفتهم لأوامر الله سبحانه في قوله “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” ولتنبيه ولفت أنظار وأسماع من مردوا على النفاق ينبغي التذكير والحث على التَّمعن وقراءة ما ورد بعد الآية الكريمة لكي يعرف ويدرك المعاندون والمنافقون والمستكبرون مراد النص القرآني المكمِّل والموضِح للآية السابقة والدالة على وجوب تولي من أمرنا الله بتوليهم لكي ننجو ونفلح ونفوز بثمار التولي للإمام عليٍ عليه السلام ونتخذ من عهدهِ لمالك الأشتر دستوراً لمجتمعٍ مثالي وحكمٍ رشيد ومنهاجاً للدين في كل مجالات الحياة..
قال تعالى ” إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ”.

قد يعجبك ايضا