الشهيد اللواء هشام الغرباني .. وداع العظماء ومآثر الخالدين

 

الثورة/ محمد أحمد القادري

الحشود الجماهيرية التي تدفقت بعشرات الآلاف إلى ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء للمشاركة في تشييع الشهيد اللواء هشام مسعد الغرباني السبت الماضي جسدت بما لا يدع مجالا للشك المكانة الكبيرة التي احتلها الشهيد الغرباني في نفوس الكثيرين من أبناء الشعب اليمني التي تحمل الكثير من الوفاء والعرفان بتضحيات هذا البطل والفارس الشجاع الذي وهب حياته رخيصة في سبيل الدفاع عن الوطن وكرامة أبنائه.
ترجل الفارس الغرباني عن فرسه وحُمل جثمانه الطاهر على أكتاف عشرات الآلاف من المواطنين في واحدة من أعظم التجمعات الجماهيرية لمواكب التشييع التي شهدها الوطن اليمني خلال العقود الأخيرة ليوارى الثرى في روضة الشهداء بقرية الأحرم مديرية دمت محافظة الضالع يوم الأحد بعد أن تم تشييعه السبت رسمياً في جامع الشعب وبحضور عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى ومحافظ محافظة الضالع وعدد من القيادات العسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية.
وحمل رجال حرس الشرف الجثمان الطاهر للشهيد فيما كانت الموسيقى العسكرية تعزف السلام الجمهوري في مشهد مهيب أثبت أن العظيم يظل عظيما في حياته ومن بعد التحاقه بمواكب الخالدين .
الشهيد المجاهد اللواء هشام مسعد قايد الغرباني من أبناء محافظة الضالع مديرية دمت قرية الاحرم حيث ولد هناك في العام 1976م، عاش وترعرع في مسقط رأسه تحت رعاية والده الشيخ مسعد قايد الغرباني وفيها درس المرحلتين الأساسية والثانوية قبل أن ينتقل إلى صنعاء، حيث حصل على شهادة الثانوية العامة من مدرسة الكويت ليلتحق بكلية الطيران والدفاع الجوي في العام 1995م حصل على العديد من الدورات التخصصية داخل الوطن وفي الخارج، عين مديراً عاماً لأمن محافظة الضالع ثم قائداً لمحور الضالع القتالي.
كانت حياة الشهيد الغرباني حافلة بالعطاء الوطني الخلاق وظل وفيا لوطنه ولشعبه حتى ارتقى شهيدا في يوم الأحد الموافق 12 /11 /2018م بمحافظة الضالع بيت اليزيدي خلال مشاركته في معركة استعادة سلسلة جبال ناصه.
وتم أسر جثمانه من قبل المرتزقة حتى تم تبادل جثمانه في صفقة تبادل للاسرى والجثامين في شهر يونيو الجاري.
برحيل هذا القائد العظيم خسر الوطن اليمني واحدا من خيرة أبنائه الأخيار وأحد أبرز رجالاته الأوفياء، فقد كان قائدا عسكريا باسلا تشهد بإقدامه ساحات الوغى، إذ لم يتردد للحظة واحدة في مقارعة الأعداء وتلقينهم الدروس القاسية في الوقت الذي كان فيه إنسانا مرهف الإحساس شديد التواضع مع عامة الناس فاكتسب حب واحترام الجميع .
إلى جنات الخلد مع الأنبياء والصديقين والشهداء أيها الغرباني النبيل وعزاؤنا في فراقك الجلل أنك تركت فينا مآثر ستبقى خالدة في القلوب ونبراسا يضيء للأجيال دروب الحق والعدل وستظل بطولاتك وتضحياتك العظيمة من اجل هذا الوطن وأبنائه محل عرفان الشعب اليمني الذي لن ينكص على عقبيه وسيمضي على نهجك العظيم في مقارعة الأعداء حتى تطهير الوطن وطرد الغزاة والخونة من كل شبر في ربوعه الطاهرة وذلك ما سيكون حتما، فهذا وعد الله ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله .
المجد للوطن والخلود للشهداء وعلى دربكم سائرون يا من أنرتم بدمائكم الطاهرة عتمة الدروب ووضعتم بها الأساس لحياة الحرية والكرامة والاستقلال والعظمة والكبرياء في زمن الخنوع والاستسلام لقوى الطغيان والاستكبار .

قد يعجبك ايضا