علّمت نساء العالم دروس الصمود والكرامة:

المرأة اليمنية.. شريك أساسي في صناعة النصر

 

 

المرأة اليمنية جسَّدت روح البذل والعطاء وأذهلت العالم بصمودها ووعيها
بعثت للعالم رسالة مفادها: أن المرأة اليمنية عصية على الكسر وأنها حاملة لمشعل الحرية والكرامة
استشعرت المرأة اليمنية مسؤوليتها من زاوية جهادية قرآنية كلها صمود وثبات

لم تقف المرأة اليمنية وقفة حداد جراء الأوضاع الراهنة لكنها أثبتت قدرتها على تخطي الصعاب والصمود..
وأكدت نساء وحرائر اليمن القيام بمسؤولياتهن في تعزيز الصمود والثبات وتوحيد الصفوف وجمع الكلمة في مواجهة العدوان خاصة أن اليمنيين الآن باتوا يملكون زمام المبادرة العسكرية والانتقال المثالي من موقع الدفاع إلى الهجوم بعد أن تمكنت القوات المسلحة بخبرائها وبصورة إعجازية من تطوير قدراتها العسكرية بكفاءات وعقول يمنية خالصة وخاصة في مجالات القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر وأنظمة الدفاع الجوي..

الثورة  /نجلاء علي


بوعي وصبر تُقدم الشهداء والأسرى طيلة ست سنوات في محراب الوطن.. صابرة محتسبة.. وفوق ذلك تجابه تداعيات العدوان والحصار الاقتصادية والاجتماعية ببسالة نساء عصر النبي وما تلاه من عصور الظلم التي نزلت بآل بيت النبي وبقت فيها النساء المؤمنات عونا وسندا في الملمات.. فضربت المرأة المثل في هكذا ميدان..
ست سنوات وهي تكافح من اجل القضية.. وتقدم نفسها مجاهدة في شتى الميادين بما فيها ميدان اقتصاد الأسرة ورعايتها لتشكل جبهة موازية في مواجهة العدوان.. لتنال من خلال ذلك الحرية والعزة والكرامة..
وفي ذكرى الصمود نستمع إلى ما قالته الماجدات اليمنيات وكيف صمدن وتمكن من كسر جبروت العدوان ونجحن بهويتهن الإيمانية في أن يقدمن النموذج المبهر الذي نال إعجاب نساء العالم..
بداية تحدثنا الكاتبة وفاء الكبسي فتقول:
تولد جميع النساء نساء، إلا اليمنيات ولدنَّ جبالاً شامخات، حملنَّ العبء الأكبر من أوزار هذا العدوان الذي تنأى الجبال الراسيات عن حمله ، فعلى مدار الست سنوات من العدوان الوحشي الغاشم والحصار الظالم الخانق خاضت المرأة اليمنية دوراً نضالياً أسطورياً فريداً جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل، فأثبتت للعالم أنها شريك له في الصمود وصناعة النصر، وأنها مثال للنموذج الرائد الحر الصامد ضد قوى البغي والطغيان التي أرادت سحقها منذ أول يوم من العدوان، ولكن برغم كل آلامها وجراحها وأحزانها التي عصفت بها من فقدان وحرمان لأهلها وأبنائها وبيتها الذي كان يؤويها إلا أنها وقفت صامدة ثابتة متحدية كل الظروف والصعوبات..
وتضيف الكبسي: المرأة اليمنية جسّدت أروع صور التضحيات والعطاء، فكانت ولازالت خلف صمود كل جبهة وهي الداعمة المعنوية والمادية للمقاتلين في الجبهات، وكان حضورها وتحركها الفاعل عاملاً رئيسياً في الثبات بوجه المعتدين، وذلك حين دفعت بزوجها وابنها وأخيها إلى الجبهات للدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره، في مواجهة المعتدين الذين استباحوا أراضيه ودماء أبنائه، وقدّمت أعظم صور الثبات والتماسك حين تستقبل جثامين شهدائها العظام من بذلوا أنفسهم رخيصة دفاعاً عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية في جبهات العزة والكرامة، ولم تكتف المرأة اليمنية بذلك، فواصلت العطاء برفد المرابطين في الجبهات بقوافل المدد بما تملك من حليّ ومجوهرات والمساهمة في تشكيل فرق عمل في الأحياء والتجمعات السكنية لإعداد وتحضير قوافل الغذاء والكساء وجمع المال وإرسالها للأبطال في الجبهات، فاستطاعت بإيمانها، ووعيها وارتباطها الوثيق بدينها أن تتجاوز كل الصعاب والتحديات، في كل المجالات سواء كانت: ربة بيت، عاملة، إعلامية، سياسية، بل أصبحت مدرسة كاملة لتعليم نساء العالم معنى الصمود والثبات والاكتفاء والجهاد، والنهوض ببلادها رغم كل المعوقات الصعبة، فأصبحت بوعيها والتزامها، واقتدائها بسيدة نساء العالمين أسطورة خالدة و فريدة علمت نساء العالم .
معركة وجود
الدكتورة أسماء الشهاري بدورها تؤكد أن أهمية دور المرأة في مواجهة العدوان والتصدي له، وتقول: كان من المستحيل مكافحة هذا الظلم والعدوان بواسطة الرجل فقط وبمنأى ومعزل عن دور المرأة الهام والحيوي في هذا المجال ففي ذلك ببساطة إهمال لنصف المجتمع بل وإهمال لأكثر من نصف المجتمع باعتبار أن الأم هي من تُعد الأجيال ومن تُربي وهي دائماً الظهر الداعم للرجل في كل تحركاته وقرارته وبالتالي تتجلى أهمية دور المرأة وضرورته في هذا المضمار بشكل واضح وجلي.
وتابعت الشهاري القول: كما أن لهذا الدور خصوصيته التي تتعلق أساساً بالبنية الداخلية للأسرة والمجتمع وتماسك هذه البنية بشكل قوي ومتين يمنح أي مجتمع من المجتمعات صموده وقوته أمام أي عدوان ولا مجال لمكافحة أي بغي وعدوان بمختلف أساليبه الفكرية والثقافية والعسكرية والاقتصادية والسياسية دون أن يكون هناك الدور الحيوي للأم والزوجة والأسرة وكلها لبنات المجتمع وقوته ومتانته.
فالبيئة الداخلية القوية هي الأساس في مواجهة أي عدوان داخلياً كان أم خارجياً،
وهنا نتحدث عن أهم الأدوار التي برزت فيها المرأة والتي كانت بمثابة العمود الفقري لهذا الصمود الأسطوري .
وتضيف: ليس غريباً في اليمن أرض الحكمة والإيمان والعزة والإباء أن تجد أمهات قدمن ثلاثةٌ بل وأربعةٌ من أبنائهن شهداء في ساحات البطولة والفداء وليس غريباً أيضاً مشهد الأم اليمانية التي تستقبل جثمان ابنها وهي تطلق كلمات التحدي والإباء والتي مثلت أقوى جبهات الصمود والتي لن تنسى أبدا في تاريخ الوجود، كما مثلت أقوى أنواع الحرب النفسية على الأعداء، وهي تستقبل شهيدها البطل فتقول: مرحباً بك يا ولي الله، وتعقد العزم على أن تلحق به إخوانه الباقين شهداء في سبيل الله، ومشاهدة النساء وهن يستقبلن أبناءهن الشهداء بالزغاريد أمرٌ مألوفٌ في كل مكان في اليمن، بل الغريب والنادر حدوثه هو أن نجد مشاهد النحيب والعويل.
كما أن الأم تبذل فلذة كبدها إلى جبهات البطولة وهي تعلم أنه سيكون في مواجهة مباشرة مع أكبر ترسانة عسكرية في العالم وكان أهون عليها أن تذهب بنفسها بدلا عنه إلى ساحات المواجهة.
وكذلك المرأة التي قدمت زوجها أو إخوتها أو أبناءها شهداء وهي لا تزال تشعر بالتقصير وتعاهد الشهداء بدمائهم الطاهرة أنها ستسير على ذات درب التضحية والفداء.
واستطردت :لقد تبنت المرأة في اليمن خلال فترة العدوان الخطاب الذي من شأنه تعزيز الصمود من خلال صوتها وكتاباتها فهي الإعلامية والصحفية والأديبة والكاتبة والشاعرة والقاصة والحقوقية وقد واكب نشاطها التوعوي الجهادي والوطني الرائد كل الأحداث والمراحل التي مرت بها بلادنا فترة العدوان ، ولم يقتصر عملها وتحركها على جانب الوعي إذ قدمت للعالم دروس التوعية والصمود على أرض الواقع بمواقفها المُشَرّفة مثل دعم الجبهات بالمال والذهب والغذاء ودعم تسيير القوافل بالمواد الغذائية، وهذا هو الجانب العملي التطبيقي لجبهة بناء الوعي الذي قدم صورة أسطورية توعوية للمرأة حققت استنهاض أبناء الشعب اليمني للانطلاق إلى جبهات الإباء .
وتواصل الشهاري بالقول :في كل قطاعات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات والتكتلات المناهضة للعدوان كان ومازال للمرأة اليمنية حضورٌ بارز وصوت مدوٍّ يحمل خطاب العزة والصمود والثبات وتوحيد الصف وبذل الجهود في سبيل الله والدفاع عن الوطن ، وقدمت خطاباً يتماهى مع خطاب الرجل في مستوى عالٍ من التحدي والشموخ وتعرية الخونة العملاء وفضح جرائم العدوان ومرتزقته وإفشال مخططاته وإلجام الأبواق التابعة للعدوان وكشف حقيقة مخططات ومحاولات العدوان لإشعال الفتن وتمزيق وحدة الصف، وما يجدر الإشارة إليه هنا هو حكمة المرأة اليمنية واستشعارها مسؤوليتها الدينية والتاريخية والوطنية في التعاون مع شرائح المجتمع اليمني كافة لمواجهة العدوان، ولذكاء بنت اليمن فقد استغلت كل وسائل التواصل الإعلامية الورقية والإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لتبعث من خلال كل تلك الوسائل رسالتها إلى العالم ، ومازال عطاء المرأة في ربيعه وسيظل معيناً لا ينضب حتى تحقيق النصر.
التصدي للعدوان
وعن دور المرأة في التصدي للعدوان تقول الشهاري:
قد تجلى هذا الدور في أبهى صوره والمرأة اليمانية في شغل شاغل فهي في غالب وقتها تعد للمجاهدين في الجبهات ما يلزمهم من زاد ووجبات وهذا مجهود كبير لم تكن الدولة لتتحمله خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والحصار الغاشم المطبق على البلاد، وبرغم ذلك استطاعت المرأة اليمنية أن تغطي هذا الجانب بشكل كبير فكانت نتيجته صمود وثبات الرجال في الجبهات ولو ترك الأمر للدولة وحسب في ظل هذه الظروف لكانت هذه ثغرة كبيرة قد تتسبب في الخلل والتراجع.
هذا إضافةً إلى مساهماتها بما تملك من مال وذهب وحلي، ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد شاركت المرأة اليمانية بنفسها في حمل السلاح وأوجدت مراكز للتدريب على حمل السلاح واستخدامه، فالمرأة في اليمن قوية الشكيمة شديدة البأس ولا تخاف إلا الله.
كما أن الكثير من النساء سعين لإيجاد وخلق فرص عمل في ظل الحصار وانقطاع المرتبات وتردي الأوضاع الاقتصادية من خلال تبني الأفكار ومشاريع كثيرة مثل الأعمال الحرفية والخياطة والمنتجات اليدوية ومحلات للأغذية والحلويات وغيرها من المنتجات المحلية.
وختمت حديثها بالقول : المرأة اليمنية ومن منطلق استشعارها لمسؤوليتها الدينية والتاريخية والوطنية استطاعت أن تلعب دوراً حيويا وأساسيا في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي الغاشم وتعريته والتصدي له وتعزيز عوامل الصمود والثبات، وذلك ينبع من عظم المسؤولية وحجم المخاطر والتهديدات التي تواجه الوطن والأمة والمسؤولية الملقاة على الجميع في الدفاع عن وجودهم وكيانهم فالمعركة أصبحت معركة وجود وصمود.
صمود أسطوري
الأستاذة أمة الرزاق جحاف – باحثة اجتماعية في التراث اليمني – تقول :منذ 26 مارس 2015م والمرأة اليمنية تودع فلذة كبدها في طريقه إلى الجبهات وهي تعلم أنه قد لا يعود إليها ، فإذا حظي بالشهادة قاومت حزنها وأخفت دموعها وظهرت بمظهر العظماء حتى لا تمحو أجرها، ست سنوات من العدوان الصهيو أمريكي السعودي الإماراتي انقلبت فيها حياة المرأة اليمنية رأسا على عقب ، تخلت عن راحتها ورفاهيتها ابتداء من المحطبة في الوديان تجمع الحطب طيلة النهار لتبيعه وتدعم بقيمته المجاهدين في الجبهات ، انتهاء بأختها المرأة المدنية التي تبيع حليها وتدعم الجبهات بقيمتها ، و في كل مكان تصنع الكعك وتجمع التبرعات وتجهز القوافل ، لا يقر لها قرار ولا يهدأ لها بال بمسؤولية وثبات وقوة وشجاعة ليس لها نظير .
تضحيه وثبات
المرأة اليمنية أثبتت أنها امرأة الصمود والثبات والتضحية، فرغم ما تعانيه من حصار وقتل وتشريد ومعاناة لكنها هي المرأة الأسطورة التي أذهلت العالم بهذا الصمود والثبات والوعي ورغم المعاناة وقلة الموارد، إلا أنها بذلت الغالي في سبيل توصيل مظلومية الشعب اليمني للعالم أجمع ، وواجهت العدوان على مدي ست سنوات ومازالت مستعدة لتقديم كل التضحيات لمواجهة التحديات والعدوان حتى تحقيق النصر المبين بإذن الله.
ذلك ما قالته أنيسة عياش – ناشطة إعلامية – التي أضافت: لقد أوجد العدوان الظالم فينا مسؤولية عظيمة تحملناها على عاتقنا أمام الله وأما أنفسنا وأمام أمتنا جميعنا نستشعر هذه المسؤولية المنبثقة من رؤية جهادية قرآنية لا تكل ولا تمل كلها صمود وثبات وإباء مستقاة من هويتنا الإيمانية التي هي سر كل هذا الصمود والشموخ والإباء .
وتكمل: تحملت المرأة اليمنية نصيبًا مضاعفًا من المعاناة بسبب تبعات حرب العدوانية وويلاتها ولعبت دورا عظيما ولاتزال في مجابهة العدوان الغاشم الذي يتعرض له الوطن منذ ستة أعوام رغم كل المصاعب والمحن التي تعيشها في ظلال العدوان، فكانت في مقدمة الصفوف المنددة بجرائم وانتهاكات العدوان وفي مختلف الفعاليات الاحتجاجية وكانت المدركة لأهمية دورها ومسؤوليتها في الظرف الحرج الذي يعيشه الوطن من أجل تعزيز روح الولاء الوطني في نفوس أبنائه.
شريك في صناعة النصر
الإعلامية بلقيس السلطان قالت: لقد كانت المرأة اليمنية هدفا أساسيا من أهداف المعتدين، فمنذ الضربة الأولى للعدوان كانت المرأة في صدارة الشهداء الذين استهدفهم المعتدون ، كما أنها لم تستثن من الأسر والحصار وقطع المرتبات ، لكن ذلك لم يثنها عن الوقوف في وجه العدوان والتصدي له ولحربه الناعمة فكانت شريكا أساسيا وفاعلا في صناعة النصر بصمودها ودعمها وإنفاقها ، ووعيها، فسطرت مواقف عظيمة وخطت سطور النصر مع بقية الشعب الصامد الأبي .
وتضيف السلطان: للمرأة الكثير من الجبهات الصامدة ، فهي تشارك في جبهة العلم التي حاول المعتدون إيقافها بقطع الرواتب والتحريض على الإضراب وشل حركة التعليم في اليمن ، لكنها أبت ذلك ووقفت المعلمات كالبنيان المرصوص في مواصلة مسيرة التعليم والتقدم ، وفي جبهة الزراعة فهي تزرع وتحصد وتربى المواشي وتشارك في العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي للوطن ، والعديد العديد من المشاركات التي تقدمها المرأة كإعلامية وكاتبة وشاعرة .
وتابعت: لقد تصدت المرأة اليمنية للعدوان بكل عنفوان وشموخ ، وصمدت في وجه أشرس عدوان كوني جعلها هدفا أساسيا، وبعثت للمعتدين رسائل مزلزلة مفادها أن المرأة اليمنية جدار شامخ أبي عصيٌّ على الانكسار فأنى لها أن تخضع وأنى لها أن تركع وسيتحقق النصر المبين والعاقبة للمتقين .
استهداف ممنهج
وتقول مدير عام المرأة والطفل بوزارة الإعلام سمية الطائفي : اليوم وحينما أدرك العدو أهمية المرأة في المجتمع اليمني ودورها الأساسي المكمل لدور أخيها الرجل عمل على وضع المخططات والمؤامرات لاستهدافها فكريا وثقافيا وأخلاقيا وعقائديا، بحربه الناعمة ليس فقط بالصواريخ وآلة القتل والدمار وارتكاب المجازر ، ورغم معاناة المرأة اليمنية إلا أنها مازالت الصامدة الصابرة امرأة العطاء والتضحية .
وتضيف: ترفض كل امرأة يمنية مجاهدة في كافة المجالات الذل والهوان وتقاوم الطغاة والمستكبرين وذلك عرفانا بالتضحيات الجسيمة التي قدمتها المرأة اليمنية ولا تزال من أجل الوطن وحريته واستقلاله.
المتضرر الأول
فيما توكد الناشطة غادة يعقوب: المرأة اليمنية هي المتضرر الأول من نتائج الوضع الإنساني الصعب الذي تعيشه اليمن جراء استمرار العدوان الذي أدى إلى تدهور كارثي في الوضع الإنساني فالنساء يشكلن أكثر من نصف تعداد سكان اليمن ويعانين من تهديد الأمن الغذائي والصحي وشحة المياه ما يعد تحدياً كبيرا وحملا ثقيلاً يصعب على المرأة تحمله، تزداد معاناة النساء قساوة في ظل انقطاع الخدمات العامة، ما يجعلهن يقمن بمهمات شاقة.
وفي ذات السياق تقول الكاتبة عفاف محمد الشريف: المرأة اليمنية التي لم تعرف في ظل هذا العدوان الغاشم غير السواد لوناً والحرمان لحناً وزيارة روضات الشهداء متنزهاً لا تزال على مدى أكثر من ست سنوات من العدوان تلملم جراحها ومعاناتها وأشلاء أطفالها وأقاربها، لاتزال تعاني من تجويع، وإبادة، وتشوهات وضياع أدنى حقها في العيش بكرامة، لا تزال تعاني من فقد معيلها لذلك أصبحت أباً ومعيلاً لعائلتها! وهي تعاني معاناة جسيمة تعجز عنها كل نساء العالم.
وتابعت: لذلك استطاعت المرأة اليمنية بإيمانها، ووعيها وارتباطها الوثيق بدينها أن تتجاوز كل الصعاب والتحديات، فأصبحت ماسة فريدة، ورائدة عظيمة في كل المجالات سواء كانت ربة بيت أم عاملة.
وتضيف: إن العدوان الظالم خلق فينا مسؤولية عظيمة تحملناها على عاتقنا أمام الله وأمام أنفسنا وأمام أمتنا جميعا، نستشعر هذه المسؤولية المنبثقة من رؤية جهادية قرآنية لا تكل ولا تمل كلها صمود وثبات وإباء.
العدوان لم يخلف فقط ضحايا قتلى وأشلاء ودماء بل كان من آثاره ظهور حالات نفسية أصابت عدداً كبيراً من نسائنا وأطفالنا. عندما قام المعتدون بقطع الرواتب والتحريض على الإضراب وشل حركة التعليم في اليمن ، لكنها أبت ذلك وظلت شامخة صامدة.

قد يعجبك ايضا