مدير الزراعة:قادمون على موسم الأمطار حيث سيتفاقم الخطر

خطر الانهيارات يهدد الأهالي في قرية المعاين بمحافظة ذمار

 

عضو المجلس المحلي:هذه هي الظاهرة الأولى في المنطقة بعد زلزال ذمار

رغم مرور عام تقريبا على كارثة الانهيارات الأرضية والصخرية في قرية المعاين بعزلة بني البحري -محمية عتمة، إلا أن تبعاتها مازالت مستمرة والخوف من أمطار هذا العام التي قد تكشف ما هو أخطر من هذه الكوارث التي ترعب المواطنين هناك..
قرية المعاين مازالت تحدث فيها هزات وتتوسع التشققات وتتصدع أرض القرية أكثر وأكثر.. الأمر الذي دفع بالأجهزة المحلية للإسراع في عمل البلاغات إلى مكتبي الزراعة ومكتب الرصد الزلزلي في محافظة ذمار خوفا من حصول الكارثة ،في حين يرفض الأهالي الامتثال والتسليم للنصائح بالإخلاء منتظرين ما سيحصلون عليه من بدائل للسكن الآمن في القرى المجاورة .
(الثورة) ذهبت إلى قرية المعاين بعزلة بني البحري بمحمية عتمة – ذمار لتشاهد وتستمع لأقوال الأهالي وتواجه المسؤولين.. وقد نقلت كل ذلك في السطور التالية:

الثورة / عبدالواحد البحري

الرعي، والحياة لم تتوقف في القرية من قبل السكان في أماكن ومناطق وصفها المختصون في الزراعة والرصد الزلزالي بالخطرة ..بهذه الكلمات أكد المهندس الزراعي/ عبد الملك محمد – مدير مكتب الزراعة والري في المحمية -أهمية توخي الحذر وضرورة نقل السكان من قرية المعاين تحسبا لأي حادث ..وأضاف: مقدمون على موسم أمطار حيث سيتفاقم الخطر وعملية النزوح إلى قرى مجاورة .
وأشار المهندس عبد الملك محمد إلى المخاطر المحتملة لانهيار السد (الحاجز المائي) -لا قدر الله- وما سيلحقه الانهيار من أضرار بالممتلكات والأراضي الزراعية..
ونبه مدير الزراعة بخطورة انهيار الحاجز الذي كلف الدولة ملايين الريالات ويعد من الحواجز الحيوية في المنطقة، حيث يغذي الغيول المحيطة بالحاجز ويروي ضمأ أبناء المعاين ومواشيهم منذ عدة سنوات وكذا أبناء القرى المجاورة.
كما حذر مدير الزراعة من تساهل الجهات المعنية بالانهيارات الصخرية في قرية المعاين ما قد يتسبب في تسرب المياه من الحاجز وقد يطمر الأراضي الزراعية ويجرفها ويلحق أضراراً بالمنازل القريبة من الحاجز ،لأن التهاون تجاه مناشدة الأهالي يزيد خطورة الانهيارات الصخرية التي تنذر بكارثة اقتصادية وبيئية.

الظاهرة الأولى
ويرى الأخ نعمان قائد عامر – عضو المجلس المحلي بعزلة بني البحري- أن عملية الرعي في هذه المنطقة خطرة ولا بد من إبلاغ المواطنين بذلك.
موضحا أن المنازل التي تقع على الصخور وأسفل الجبل تمثل أخطر الأماكن للسكان وهي مهددة بالانهيارات.
وقال عضو المجلس المحلي: هذه الظاهرة هي الأولى في المنطقة بعد زلزال ذمار في الثمانينيات من القرن الماضي، حيث تعرضت قرى ومناطق كثيرة لانهيارات صخرية بعد الزلزال المشهور الذي دمر وخرب قرى وعزلاً عديدة في المحافظة جراء الانهيارات الصخرية ومنها مناطق وقرى في المحمية.
وأضاف عضو المجلس المحلي: إن الانهيارات الصخرية والتشققات ظاهرة للعيان وقد أثارت الرعب لدى المواطنين والمزارعين خاصة رعاة الأبقار والأغنام وذلك لوجود تشققات في الصخور وعلى مستوى الأرض قد تبتلع المواشي كون فتحاتها تتوسع من وقت لآخر.
وأشار الأخ نعمان إلى أن المنطقة مهددة بالانهيارات التي تتزايد خطورتها وتشاهد من قبل الزائرين لها، حيث أثرت على حاجز المياه الذي يهدد أهالي المعاين بطمر وجرف المساحات الزراعية المحيطة بالحاجز (الغيل).
مشيدا بتفاعل الأخوة في قيادة المجلس المحلي بالمديرية وكذلك مكتب الرصد الزلزالي في محافظة ذمار الذين سارعوا إلى إرسال فرق لرصد الظاهرة، ليدل ذلك على اهتمام قيادة محافظة ذمار وتفاعلها مع شكاوى ومناشدة أهالي المنطقة التي قدمها رئيس المجلس المحلي باسم أبناء قرية المعاين، كون المنطقة تقع في مكان مرتفع وتحيط بها عدة قرى ويوجد في القرية حاجز كبير للمياه يعتبر من أكبر الحواجز المائية، ويخشى الأهالي أن يتسبب في خراب منازل المواطنين وجرف المساحات الزراعية إذا لم يتم التعامل مع هذه الظاهرة وتفريغ الحاجز قبل موسم الأمطار .
وخلال تنقلنا في القرية وأماكن الانهيارات والتشققات وأخذ الصورة الفوتوغرافية التقينا بعدد من الأهالي الذين عبَّروا عن أملهم في نقل تخوفاتهم ومعاناتهم للقيادة السياسية ممثلة بالمجاهد الأول قائد الثورة السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي والأخ / محمد البخيتي – محافظ المحافظة وكذا الأخوة في حكومة الإنقاذ الوطني ممثلة بالدكتور عبد العزيز بن حبتور – رئيس حكومة الإنقاذ الوطني بتوجيه الجهات المختصة بتوفير خيام للأهالي وسرعة نقلهم من الأماكن الخطرة هم ومواشيهم لتفادي وقوع الكارثة، لا سمح الله ..
وفعلا وجدنا بعض المواطنين ممن فضلوا الهروب من قرية المعاين إلى القرى المجاورة وفضلوا المبيت في العراء وتحت الخيام التي شيدوها من الطرابيل البلاستيكية خوفا من الانهيارات الصخرية.
محمد علي الصورعي –مزارع- رفض الإخلاء بحُجَّة أنه لا يريد الابتعاد عن الغيل والماء النظيف كما يقول وأن البقاء عند الجيران صعب جدا كون الفترة طويلة وقد تمتد لأشهر أو أكثر من سنة.
في حين قالت صالحة ناجي -ربة بيت: سأتعب أنا وأولادي بعد الخروج من القرية وسوف نبيت في العراء إلى أن يأتي الفرج من الدولة ويتم توفير خيام لنا ولمواشينا، لأن النزوح والهروب من المنازل خيار صعب في ظل الظروف التي نعيشها اليوم.
ويتبين مما سبق أن الإخلاء والنزوح من قرية المعاين إلى القرى المجاورة صعب خاصة أن الأهالي يفضلون الانتقال مع مواشيهم (أبقار وأغنام) ولعدم توفر سكن بديل خاصة أن خطر الانهيارات والتشققات يتزايد، ويأمل المواطنون كما نأمل من الأخوة في قيادة محافظة ذمار أن يتفهموا مناشدة أبناء قرية المعاين وأن يوجدوا لهم حلولاً ناجعة وبدائل آمنة، حيث أن الخطر يشاهد بالعين المجردة ويشعرنا بالخوف، فما بالنا بالأهالي من أبناء المعاين الذين يتنقلون بين هذه التشققات المخيفة والمفزعة والخطرة عليهم وعلى أطفالهم وحيواناتهم أيضا.

قد يعجبك ايضا