صدر مؤخراً بصنعاء كتاب “ومضات من وحي الصمود” للكاتبة عفاف محمد الشريف، والذي جاء في 300 صفحة من القطع الكبير.
وتضمن الكتاب إضاءات وتناولات لأكثر من 50 شخصية من الشعراء والمنشدين الذين كرسوا إبداعاتهم الشعرية والفنية لمواجهة العدوان..
وقد تناولت الكاتبة شخصية كل شاعر ومنشد وإبداعاته وما تميز به من خصائص أدبية وفنية وذلك بأسلوب أدبي رشيق ومتمكن وشامل.
ومما جاء في مقدمة الكتاب بقلم الكاتبة :
ومما لا شك فيه أن للأدب والشعر مكانة كبيرة عند العرب ،فبالشعر دوّن العرب أحداثهم ومغازيهم ،ووصفوا به مجتمعاتهم وتطلعاتهم ،ولم يقل اهتمام العرب بالأدب والشعر عند مجيء الإسلام ودخول الناس في دين الله أفواجا، إذ برز الكثير من الشعراء والأدباء على مر العصور، إلا أن القليل منهم من سخّر قلمه وكتاباته لخدمة القضايا الدينية والوطنية خاصة إذا كان الأمر متعلقاً بالدعوة للجهاد في سبيل الله والذود عن حياض الوطن وصد المعتدين الغازين، بل إن الكثير منهم قد تعرض للإهمال وأصبح في طي النسيان، ولعل ذلك يعود إلى أن أغلب الشعراء يميلون في قصائدهم للغزل والفخر والمدح والهجاء.. الخ.
وتضيف الكاتبة قائلة :-
وحيث إن بلادنا الحبيبة تتعرض لعدوان همجي سافر استهدف الأرض والإنسان 26/3/2015م إلى يومنا هذا قام خلالها بارتكاب أبشع الجرائم بحق الأبرياء المدنيين العزل، إضافة إلى تدمير البنية التحتية ومقدرات والدولة، عدوان تقوده مملكة آل سعود وحلفاؤهم ومن خلفهم شيطانهم الأكبر – الولايات المتحدة الأمريكية- لا لشيء إلا لقيام شعبنا العزيز بحمل راية المسيرة القرآنية التي تجذرت في عقول وقلوب أبناء شعبنا اليمني العظيم التي أسس بذرتها الأولى السيد العلم /حسين بدر الدين الحوثي- رحمه الله – وحمل رايتها من بعده سماحة السيد /عبدالملك بدر الدين الحوثي- حفظه الله – فإنه ولا شك بأن هذه المرحلة قد حركت همم الكثير من الشعراء والأدباء والمنشدين للتصدي لذلك العدوان بالصوت والكلمة فانتجوا ابلغ القصائد وأعذب الألحان وأقوى الأناشيد التي كان لها وقع كبير في النفوس وساهمت في تحفيز الهمم وشحذها للصمود في كافة الجبهات عسكرياً وسياسياً وإعلامياً,, , واعترفاً وتقديراً لفضلهم وجهادهم في هذا الشـأن فقد كنت أكتب بعض المقالات الأدبية عن بعض الشعراء والمنشدين مبتدئة بالشاعر الأديب محمد التركي، وحين قامت صحيفة الثورة وغيرها من الصحف بنشر ما أكتبه إضافة إلى تناقل مواقع التواصل الاجتماعي لها فقد لاحظت أنها لاقت قبلواً واهتماماً من ذوي الشأن وشجعني الكثير بالاستمرار في الكتابة، فتوالت كتاباتي بعد ذلك عن كم لا بأس به من الشعراء والمنشدين، مركزة في ذلك على التعريف بهم واعطاء لمحات ونقاط عما تميز به كل منهم وذكر أهم الأعمال المنسوبة لهم مع تضمين مقتطفات من أشعار وقصائد الشعراء الذين تطرقت لهم تلك المقالات، وجاءت بعد ذلك فكرة جمعها في كتاب لحفظها وتوثيقها، كونها تتحدث عن مرحلة من أهم مراحل صمود وكفاح شعبنا اليمني العظيم، فخضعت بعض المقالات للتعديل والإضافة بما يناسب ذلك وقد، قمت بترتيب الشخصيات بحسب الحروف الأبجدية فيما عدا الشهداء منهم، وهم: الشاعر زيد علي مصلح، والشاعر عبدالمحسن النمري والمنشد لطف القحوم، والشاعر محمد أحمد ملفي –رحمة الله تغشاهم- فقد جعلتهم في مقدمة الكتاب تقديراً لتضحياتهم الجسيمة وارتقاء أرواحهم الطاهرة في ميادين الشرف والبطولة فاستحقوا بذلك التقديم والتمييز ولا ادعي أني قمت بالكتابة عن كل شاعر ومنشد فهناك الكثير من الشهداء والمنشدين فاتني الكتابة عنهم والتعريف بهم، وهم لا يقلون عمن كتبت عنهم أداءً وقوة وجهاداً، وما ذلك إلا لعددهم الكبير، وعدم حصولي على بيانات البعض منهم، وإن شاء الله يكون كتابي هذا باكورة أولى تليها باكورة ثانية بإذن الله تعالي، كما أني لا أدعي أني قمت بتوثيق كامل الأعمال لمن كتبت عنهم، إذ أن مقالاتي تلك تمت في مراحل زمنية مختلفة تجاوزت الثلاث أو الأربع سنوات، وأعمالهم دائماً في انهمار وما تم إنتاجه منهم قد لا يستوعبه مجلد واحد أو مجلدان ويحتاج كذلك لبحث وتقص عميقين، ولكن قد يعتبر عملي هذا بذرة لكتاب وباحثين قادمين يكون لديهم القدرة على التقصي بشكل أوسع وجمع كل ما أنتج وقيل عن هذه المرحلة.
وتختم الكاتبة مقدمتها بقولها:
ولا يفوتني هنا إلا أن أشير إلى أني قد حرصت على إثبات وتضمين تلك المقالات بما تضمنته من مقدمات متعلقة بالحديث عن مكانة الشعر والأدب والتعريف بالزامل ودورهما في المجتمع، وما كان لهما من أثر في مجابهة العدوان.. إلخ، إذ استحسن الكثير إثبات المقالات بما تضمنته من مقدمات كونها كانت أحد أسباب جذب القارئ للمقال، إضافة إلى حرصي على كتابة الشعر الحميني باللفظ الذي ينطق به مع توضيح معنى الكلمة، وأصل كتابتها في الهامش، واستكمالاً للعمل الذي قمت به والغاية التي أهدف إليها، فقد قمت بإضافة صور الشعراء والمنشدين لكي تكتمل فكرة التعريف بهم.
Prev Post