تصارع قوى العدوان على الموانئ اليمنية.. هل يشعل المنطقة؟

طفايات “بايدن” المنتظرة لتجميل صورة أمريكا فقط!
نتائج هذا الصراع كانت كارثية على اليمن لأنه تسبب بأسوأ كارثة إنسانية نتيجة إغلاق الموانئ؟

أصبحت اليمن مسرحا للصراع الدولي وقد بدأت ملامحه تتشكل مع اتساع أطراف الصراع فيه بما فيها إسرائيل وتركيا وفرنسا جميع مؤشرات هذا الصراع تؤكد على أن العدوان على اليمن قد لا ينتهي في القريب العاجل والأخطر أن يضفي طابعا دوليا.
دخلت الموانئ اليمنية، المنتشرة على طول السواحل الشرقية والغربية للبلاد وبمسافة تتجاوز  الـ2500 كيلو متر، مسرح جديد من الصراع ينذر بسحب الحرب نحو أبعاد دولية، أخطرها في تعقيد أي توجه لإنهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة منذ 6 سنوات بفعل الحرب التي تقودها أطراف إقليمية على اليمن منذ العام 2015م.
حتى وقت قريب كان الصراع حول هذه الموانئ الاستراتيجية على طريق الملاحة الدولية يقتصر على السعودية والإمارات، الحليفتين في الحرب على اليمن، وكانت نتائج هذا الصراع كارثية على اليمن ليس فقط في التسبب بكارثة إنسانية جراء إغلاق تلك الموانئ بما فيها الخاضعة أصلاً لسيطرة تحالف الدولتين بل أيضا على البنية التحتية في تلك الموانئ والتي تعرضت لتدمير ممنهج.
كان المخطط الإقليمي يقضي بتدمير هذه الموانئ لكن رغم الحروب وما أنفقته تلك الدول عليها في سبيل تدمير اليمن وتمزيق نسيجه الاجتماعي وإضعاف قواه السياسية، لم تتمكن من تحقيق مآربها فقررت هذه الدول مجاراة الدول العظمى في إيجاد موطئ قدم في هذه المناطق وبما يبقيها على الخط البحري الدولي.
اليوم أصبح اليمن مسرحا للصراع الدولي، وقد بدأت ملامحه تتشكل مع اتساع أطراف الصراع فيه، فدخلت إسرائيل وأنظمت تركيا وكشرت فرنسا عن أنيابها وحضرت الصين وحتى هولندا  وقبل ذلك كانت الولايات المتحدة وبريطانيا تتحركان تحت أجندة مختلفة وقد نشرت الدولتان قوات فعلية على الأرض وفي مناطق متفرقة من البلاد.
بالنسبة لإسرائيل التي لا تزال تعزف على الأسطوانة الإيرانية، فمخططها لا يختلف كثيرا عن حلفائها في السعودية والإمارات وقد كشفت عنه على لسان أكثر من مسؤول ويتمحور حول إجبار خط الملاحة الدولي للعبور باتجاه إيلات الواقعة على البحر الأحمر، وهي كغيرها تبرر التدخل في اليمن رغم إدراكها خطورة ذلك بمواجهة إيران وقد نشرت قواعد في سقطرى  مستفيدة من الوجود الإماراتي والترحيب المحلي للفصائل الموالية لأبوظبي بالوجود العبري هناك.
وخلافاً لإسرائيل التي تحاول استغلال غرق الأطراف الخليجية في مستنقع الحرب، تحاول تركيا التسلل إلى هذه المنطقة مستخدمة الرغبة القطرية بالانتقام عبر اليافطة الإخوانية التي سهلت حتى الآن وجودا تركيا في شبوة على بحر العرب عبر إنشاء ميناء قنا، وتطمح لتعزيز وجودها عند مضيق باب المندب بالدفع نحو ميناء جديد في مناطق سيطرة الإصلاح بمحافظة لحج وتحديداً في رأس العارة.
فرنسا هي الأخرى، دخلت على الخط بتعزيز علاقتها مع سلطة الإصلاح في شبوة بصفقات تضمن وجودها عند بحر العرب بإعادة تشغيل أهم منشأة لإنتاج الغاز المسال في شبوة،  ومثلها الصين التي بدأت تغري الأطراف المحلية  بأموالها بغية الهيمنة على موانئ البلد الحيوية وقد عرضت على الانتقالي، سلطة الأمر الواقع في عدن، نصف مليار دولار مقابل الاستحواذ على الميناء، وعينها على باب المندب الذي تسعى لشق جسر بحري عبره يربط الجزيرة العربية بالقارة  الأفريقية ، وفق ما ذكرته سفارتها في اليمن.
خلطة الصراع هذه بالطبع لا تشمل أطرافا دولية أخرى تسعى للنفوذ والهيمنة وعلى رأسها بريطانيا والولايات المتحدة اللتان تتحركان تحت يافطة السلام مستفيدتين من الانتشار السعودي- الإماراتي- الإسرائيلي أصلاً، ولا روسيا التي تلعب دورا رئيسيا حالياً وتحاول الحفاظ على علاقة ثابتة بكافة الأطراف اليمنية، وجميعها مؤشرات على أن الحرب على اليمن قد لا تنتهي في القريب العاجل والأخطر ان تضفي طابعا دوليا للحرب على بلد أريد له منذ الوهلة الأولى البقاء تحت رحمة الوصاية الدولية.. وبالتالي علينا أن لا نصدق التصريحات الناعمة لـ بايدن وفريقه تجاه اليمن.. لأنها بالأساس تهدف إلى تجميل صورة أمريكا المغمسة بدماء ومعاناة الشعوب.. وبإرهابها الذي فاق الحدود.

قد يعجبك ايضا