إلى أمين العاصمة مع التحية..

محمد العزيزي

موقف ومنظر ومشهد مؤلم جدا، عندما ترى مجاميع كبيرة من الشباب والشابات والطلاب وهم ينتظرون بل يبحثون عن وسيلة مواصلات تقلهم إلى كلياتهم بجامعة صنعاء والجامعات الأخرى في تجمع وسائل النقل.
هذا المنظر لا يمكن أن يحدث في أي دولة في العالم إلا في بلادنا أن يبقى طلاب وشباب وشابات الجامعات واقفين منتظرين مساربين لساعات في محطات وفرز انتظار وسائل النقل، أو كما نسميها نحن بفرز الباصات، دون أن تتدخل الدولة والوزراء المعنيون أو على الأقل المسؤول بالمحافظة في توفير وسائل نقل للمواطنين إلى مبتغاهم سواء في أيام الأزمات أو غيرها، فما بالكم بتوفير وسيلة مواصلات للطلاب في الصباح الباكر وأثناء البرد القارس حتى يلتحقون بقاعات الدراسة.
تلك التجمهرات الطلابية الكبيرة في فرزة الباصات بمنطقة الحصبة صنعاء، أمر يحز في النفس أن يعانون يوميا جراء هذا الوضع، كما أنه يدلل على عمق الفجوة بين المسؤولية والمسؤولين، عندما تشاهد بأم عينيك طلاب الجامعات يتسابقون على باب الباص أملا في ألا تفوتهم فرصة الصعود على متن الباص، حتى لا يتخلفون عن المحاضرات الأولى، وسط تجاهل الجهات المعنية في العاصمة صنعاء ممثلة بأمين العاصمة صنعاء ومدير عام المرور بالأمانة خاصة وهؤلاء الطلاب يعانون الأمرين في غياب وسائل النقل وكذا غياب دور الدولة في تنظيم وسائل النقل وتقديم خدمات المواصلات لهم خصوصا في هذه الأوقات وفي فصل الشتاء وموجة البرد وكذا حر الشمس في الصيف.
أنا شخصياً متأكد وأيضا مستعد لأن أحلف يميناً بأن كثيراً من المسؤولين يمرون بسيارتهم المختلفة من جوار وأمام فرز الحصبة وباب اليمن وشارع تعز ويرون تلك التجمهرات والتجمعات الكبيرة من الطلاب أمام تلك الفرزات ومحطات انتظار وسائل النقل ينتظرون وعيونهم ترقب عسى يصل باص ينقذهم ويقلهم ويسعفهم في الوصول إلى الحرم الجامعي وبقاعات الدراسة.
هؤلاء المسؤولون يمرون يوميا من أمام الفرز أو محطات الباصات وكأن الأمر لا يعنيهم خاصة وأبناؤهم يصلون إلى جامعاتهم في سيارات فارهة، أو يوصلهم السائق ذهابا وإيابا وبالتالي فإن الطلاب الفقراء والذين على قدر حاله، لا يعنيهم أمرهم وليسوا في قائمة اهتماماتهم.
هذا المنظر المؤسف والمؤلم أيضا يتكرر عند الظهر وقت عودة الطلاب إلى منازلهم حين يتجمع أعداد كبيرة من الطلاب الخارجين من جامعاتهم باحثين عن وسيلة مواصلات تقلهم للعودة، ينتظرون باصاً ويتسابقون عليه بنفس الطريقة في الصباح الباكر.
هذه المأساة والمعاناة التي يعانيها شبابنا يوميا تحتاج إلى إعادة نظر في توزيع وسائل النقل والسماح لعدد كبير من وسائل النقل في المساهمة في تخفيف الزحام وحل مشكلة الانتظار لساعات، التي يعانيها الطلاب بغية الحصول على باص، وعدم الاحتكار في وقت الذروة على باصات خطوط السير “الفرزة” وإحباط أعمال الآخرين خدمة لمصالح عدة أشخاص من ملاك الباصات.. وهنا نوجه مناشدة عاجلة إلى الأستاذ حمود عباد- أمين العاصمة ومدير عام مرور العاصمة العميد محمد المنصور والمدنيين في مديرية شعوب بأن يلتفتوا إلى هذا الأمر وحل هذه المشكلة بتوفير وسائل مواصلات والسماح للباصات من خارج فرزة الحصبة لنقل هؤلاء الطلاب من وإلى الجامعات وبالذات في وقت الذروة عند الصباح الباكر وأثناء الخروج من الجامعات.. أتمنى أن تلقى هذه المناشدة تجاوبا سريعا من الأخ أمين العاصمة والمعنيين، ونكون شاكرين لهم تعاونهم مع الطلاب والشباب سلفا.

قد يعجبك ايضا