قرار أميركي مثقوب تخيطه المصالح الصهيونية..

 

المحرر السياسي
يوما بعد آخر تتضح الحقائق ويزاح الغطاء عمّا خفي من أهداف وأجندات وأدوار صهيونية في العدوان على اليمن ، ويوما بعد آخر يتأكد بأن تحالف العدوان والإرهاب الممتد من واشنطن حتى تل أبيب والرياض وأبو ظبي إلى المنامة والخرطوم ، يهلوس حتى اللحظة بوهم تحقيق الأهداف المستحيلة في اليمن ويبحث عن قشة نجاة من الهزيمة الساحقة التي يقترب منها مع بقائه مستمرا في العدوان مع مرور كل يوم جديد ، وعلى الرغم من الصفعات والهزائم والانتكاسات التي يتجرعها على يد المجاهدين الأبطال في مختلف الجبهات إلا أنه لا يزال يتوهم بأنه قادر على اكتشاف ثغرات يمكن من خلالها الولوج إلى ركائز الصمود اليمني وتحقيق ما يمكن لبن سلمان أن يغطي به وجهه الملطخ بعار الجرائم والهزائم والانتكاسات.
ووفق ما اعتاد عليه حلف العدوان والبغي ، تكشف المعلومات أن القرار الساقط الذي يعتزم بومبيو إصداره في الوقت الضائع محاولة أمريكية صهيونية لإنقاذ المجرم بن سلمان الذي بات يواجه مخاطر وجودية جراء غرقه في الحرب على اليمن ، وفشله المتعاظم مع صعود بايدن للرئاسة والذي يحاول اتباع سلوك مغاير لما اتبعه ترامب ، ليس بالضرورة أن يحوّل أمريكا إلى راعية سلام وديمقراطيات وحقوق وحريات بل في اتباع أجندات ووسائل وأدوات مختلفة عن سياسة البلطجة المعلنة التي مضى بها ترامب المنتهية ولايته في فرض السياسات الأمريكية والتعبير عن مصالحها.
كما تكشف المعلومات التي نشرتها المواقع والصحف الصهيونية أن المسؤولين الصهاينة يقومون بتكثيف العمل الدعائي والإعلامي في أمريكا ضد أنصار الله ، بهدف تقديم هدية غالية لبن سلمان تتمثل في منحه شعورا بالنصر في اليمن من خلال القرار المرتقب ، مقابل إعلان المهفوف رسميا التطبيع مع اسرائيل ، وأنهم يعملون مع الأميركيين على إعداد استراتيجية جديدة تلبي متطلبات العدوان على اليمن وتراعي التوجهات التي يعلن عنها بايدن ، والتي لن تغير من حقيقة أن أمريكا تقود العدوان على اليمن وترعاه وتديره وتستثمره وأن إسرائيل تتكئ عليه لتحقيق مطامعها المشبوهة في البحار والمياه الدولية.

حقائق المساعي الصهيونية لتصنيف أنصار الله أمريكياً على لائحة الإرهاب كشفتها مواقع وصحف إسرائيلية ، حيث يسعى نتنياهو من خلال دفع الإدارة الأمريكية لإصدار القرار منح بن سلمان خدمة يحصل مقابلها على إعلان سعودي رسمي بالتطبيع قبل موعد الانتخابات التي يظهر فيها نتنياهو مهزوما أمام التيارات المنافسة والمزمع عقدها في مارس المقبل.
المهفوف بن سلمان هو الآخر يعتقد أن من خلال القرار ستتغير موازين القوى لصالحه ، لكنه في المقابل انكشاف يعكس الإفلاس الذريع لتحالف العدوان والإرهاب بعد أن فَقَدَ كل الأوراق والخيارات وبات يعيش إرهاصات الهزيمة الساحقة التي ينتظرها كل يوم ، متابعون يرون بأن قرار بومبيو ولد ميتا ، فالإدارة الأمريكية الحالية منزوعة الشرعية حتى في الداخل الأمريكي ، إضافة إلى أن القرار رُفِضَ دوليا وأمميا من الدول والمنظمات ومنها روسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ، وقد بات في مهب الريح ، في حين يرى آخرون بأن ما أورده بومبيو مجرد مزاعم يطلقها ليخفف الضغط عن سيده ترامب وعن أمريكا التي تواجه أزمة عاصفة ومصيرية على خلفية اقتحام الكابيتول الذي يعطي للعالم الصورة الحقيقية لأميركا ونظامها السياسي.
من يقرأ التاريخ الأميركي الإرهابي لم تنطل عليه الادعاءات التي يجري تسويقها على السطح الإعلامي ويتم الترويج لها عن أمريكا وديمقراطيتها ، ولم تخدعه الشعارات الزائفة، إذ كيف لدولة قامت على أنقاض الحروب العالمية الملايينية ، وعلى أشلاء ودماء سكان البلاد الأصليين من الهنود الحمر أن تمثّل لأحد راعية حريات وديمقراطية ، والشواهد على الإجرام الأميركي في داخل الولايات المتحدة الأميركية وخارجها أكثر من أن يحصيها سجل إجرامي.
قد يكون من حظ بن سلمان أنه تصادق مع ترامب وبومبيو وكوشنر ونتنياهو ومن خلالهم جميعا تمكن من فرض سطوته على العائلة الحاكمة في السعودية ،ولكن هل بإمكان الأحمق الاستمرار باللعب على حبال اليمن الذي ما دخل إليه أحد غازيا إلا وعاد منه باكيا ، على أن الغاية التي سعى إليها المهفوف من وراء استصدار القرار الأمريكي مقابل إعلان التطبيع مع اليهودي نتنياهو لن تحقق له ما يريد فهو معتدٍ والشعب اليمني لن يتوقف يوما عن مواجهته بالقرار وبدونه ، ولا حظوظ للأحمق دوما.

قد يعجبك ايضا