شهداؤنا هم الفخر والاعتزاز.. "أحياء عند ربهم يرزقون"

أمهات شُهداء الحرب والعدوان على اليمن يروين قصصهم: الشهداء.. رووا الأرض بدم العزة والكرامة

أم شهيد: لو يفتحون جبهة للنساء سأكون أولهن

هم المؤمنون الذين اصطفاهم الله تعالى لأنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه ففازوا وربحت تجارتهم… فأكرمهم الحي القيوم بالشهادة..
يقول تعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ) [البقرة: 154]، هؤلاء الذين وضعوا بعد مرتبة الصديقين وقبل الصالحين في قوله تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) [النساء: 69-70]..
الثورة/ رجاء محمد الخلقي

نال مراده
والدة أحد شهداء الروضة يوسف حسن عبده عامر تقول: معي من الأولاد تسعة انطلق منهم في البداية بلال للجبهة وآثر على بقية اخوته واليوم منهم من هو جريح ومنهم من ما زالوا في الجبهة وأما يوسف فهو أصغرهم.. والذي قلت له لا تذهب يا ابني حتى تكبر فقال لي: سأذهب مع بلال اجاهد، فذهب ونال ما تمنى وهو الشهادة…
وتقول أم يوسف للعدوان: أولادي ونفسي ومالي لله وسبيل الله حتى النصر أو الشهادة.

غادر ضاحكا
من شهداء الجراف، ام الشهيد عاصم احمد الحود التي ودعت ابنها وهي راضية عنه والتي تحدثت قائلة: لقد قال لي احد الأيام: امي ما بقي من أصحابي إلا أنا فتمني لي الشهادة وارضي عني.. وأشار بيده للمكان الذي يجب أن توضح صورته جنب أصحابه..فودعته وأوصته بأن يذهب كل الجبهات إلا جبهة مارب لا يذهب إليها ولكنه ابى إلا أن يذهب مودعا داره وإخوانه وجيرانه بقوله في منتصف الليل: ادعي لي يا امي، وانطلق مجاهدا واستشهد في جبهة مارب..
وتقول أم الشهيد عاصم: ذهب عني فلذة كبدي وسأبذل كل ما لدي لأجل بلادي وديني وشرفي وحريتي، وسنكون لدول العدوان بالمرصاد..

إصرار
الشهيد وليد محمد عبده طلب من أمه أن تزغرد حال وصول جثمانه والذي قاتل جبهات عدة في عدن وأبين وعسير ونهم حسب كلام والدته.
وأضافت قائلة: منذ بداية العدوان وابني منطلق في سبيل لله ترك كل ما تهوى الأنفس ليستجيب لداعي الله واستشهد في جبهة عسير قبل سنتين..
رسالة والدته: حزنت لفراق ابني لكن ذلك يزيدني تقوى وحباً وطاعة لله تعالى ومعي معاق يتمنى الذهاب بعد اخيه حتى يأذن الله بالنصر أو الشهادة..

فرحته اكتملت
اُم الشهيد أسامة احمد مذكور تتذكر ابنها بآهات وونات على فراقه فكان حسن السيرة ويعطي ولا يأخذ فقد طلب الشهيد أسامة من أمه الدعاء له بالشهادة، وانطلق وكان متميزاً في القناصة.
وفي فرضة نهم نال مبتغاه واستشهد وقد أوصى أمه بعدم البكاء أو الصراخ عند وصول جثته إليها وأن يتم استقبال جثمانه بالفرح.
رسالة والدته: أوصاني بني الشهيد بأن لا أبكي ولكنني أثناء استشهاده لم أستطع ذلك، فبكيت عليه وعلى فرقته في الحياة، وأقول للعدوان “ستبكون كما بكينا وستنالون العقاب في الأمد القريب والنصر لبلادنا..

عزة وفخر
ام هاشم محمد عبدالله لقمان ، تعيش في وادي ظهر محافظة صنعاء ، ليس لها من الأولاد سوى هاشم.. شارك هاشم في الحروب التي شنها النظام البائد على صعدة ، حيث تقول : كنت في البداية أتخوَّف من ذهابه إلى الجبهة لأنه ابني الوحيد ، لكنه كان ينصحني ويشرح لي معنى الشهادة وقدرها وعلوها عند الله، وعند خروجه للقتال أوصى زوجته بأن تهتم بأولاده. واستمر في مسيرته الجهادية حتى نال الشهادة التي كان يتمناها.. وأنا الآن أفتخر به في كل مجلس والحمد الله.. ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل إحياء عند ربهم يرزقون.
وتضيف أم الشهيد هاشم لقمان : الشهادة عزة وفخر ، ويجب على كل أم أن لا تخشى ذهاب ابنها إلى الجبهات للدفاع عن الدين والوطن ، لأنها تجارة مع الله ، وفيها العزة في الدنيا والفوز في الآخرة.

عشق الشهادة
أخت الشهيد شادي أحسن الحفاشي ، حدَّثتنا عن أخيها الشهيد ، قائلة : ترك أصحابه في الحارة ولم يخبرهم عن ذهابه إلى الجبهة.. جُرح في المرة الأولى ، وبعد معالجته ، عاد إلى الجبهة ، وجُرح مرة أخرى ، لكنه عاد أيضاً، ونال الشهادة في جبهة مارب قبل ثلاث سنوات.
وتضيف أخت الشهيد شادي: الشهادة عطاء إلهي لمن أراد ربي..للذين يبيعون أنفسهم لله، نحن في موقف الدفاع عن أنفسنا وعن أرضنا وديننا ، وهم من اعتدوا علينا ، وسنكون لهم بالمرصاد حتى ننتصر.

جبهة نسائية
الشهيد أحمد شرف ابو عساج ، استشهد قبل ثلاث سنوات، حيث تقول أم الشهيد: لا يكاد يمر أسبوع إلا ويأتيني في منامي منذ سنة استشهاده الأولى حتى هذه السنة، ومع ذلك أنا راضية وفخورة باستشهاده في مواجهة أعداء الله وأعداء الوطن.

قد يعجبك ايضا