قادة وقدوات شيخ الشهداء عمار رسام.. قصة جهاد واستشهاد يخلدها التاريخ في ميادين الكرامة

 

الثورة / أحمد المالكي

شيخ الشهداء لم تغرَّه بهارج الجاه والوجاهة والمناصب، ولم تثنه كل مغريات الحياة المتوفرة بين يديه، بل هبَّ ملبياً دعوة النفير حين احتاجه الوطن للدفاع عنه مع المستضعفين فيه من أبناء شعبنا اليمني العزيز، الذين قدَّر لهم مواجهة أعتى قوى الأرض الشريرة دولاً وجماعات وأحزاباً ، وكل شذاذ الآفاق الذين اعتدوا على اليمن تحت لواء الشيطان أمريكا وإسرائيل وعملائهما العربان السعودية والإمارات وغيرهم..
الشيخ عمار بن حسن رسام تحرك وانطلق مُحشِّداً، ومجاهداً ومقاتلاً صنديداً.. شيخ الشهداء الحاصل على ليسانس في الشريعة والقانون ودرجة الماجستير في القانون الدولي، وشيخ الضمان في قبيلة بني حشيش والعقيد في الحرس الجمهوري له قصة مع الجهاد والاستشهاد تفاصيلها ليست كل ما سيأتي ، ولكن ستقرأون بعض عناوينها.. فإلى التفاصيل:
من مسقط رأسه في قبيلته بني حشيش تحرك الشيخ الشهيد عمار رسام ليقود القبائل نحو جبهات القتال مترجماً القول بالفعل، ومن مترسه على خط النار الذي كان فيه السبَّاق في مقدمة رفاقه مدافعاً عن الأرض والعرض والدين والوطن ملبياً دعوة السيد القائد توج بالشهادة، ليرتقي إلى الخالدين مع الأنبياء والصديقين راسماً بدمه موقع الشيخ والقائد الذي عرف معنى الهوية وقيم الانتماء وكرامة الجهاد والاستشهاد..
الشيخ عمار حسن علي رسام من مواليد قرية الظهرة بني حشيش عام 1971م درس في مدارس أمانة العاصمة وتخرج من الثانوية العامة من مدرسة جمال عبدالناصر، والتحق بكلية الشريعة والقانون جامعة صنعاء، وتخرج منها عام 2002م حاملاً درجة ليسانس شريعة وقانون ، كما حصل على درجة الماجستير في القانون الدولي، والتحق بالسلك العسكري في عام 1992م ضمن قوات الحرس الجمهوري، حيث تدرج في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة عقيد..
كرَّس حياته وجهده في خدمة قبيلته ووطنه في المجالات الاجتماعية والتنموية المتنوعة وكان شيخ “ضمان” في مديرية بني حشيش ، يمارس واجباته في الصلح والإصلاح بين القبائل ويخدم المواطنين ، وحل القضايا الخلافية بينهم ، وقد أسهم في حلحلة العديد من قضايا الثأر وغيرها من النزاعات القبلية والمجتمعية سواء على مستوى محافظة صنعاء أو خارجها منها على سبيل المثال ” قضية القتل بين آل حزام وآل أحسن” على خلفية قتل غير متعمد، كما قدم العديد من النشاطات التنموية والخدمية، وكان عضواً في اللجنة العليا لمجلس التلاحم القبلي ، ونائب رئيس لجنة حل القضايا في المجلس، كمُا تولى إدارة وحدة شؤون المحافظات، وهو مؤسس ورئيس الاتحاد العام لجمعيات مستخدمي المياه على مستوى الجمهورية ، ورئيس جمعية الظهرة لمستخدمي مياه حوض صنعاء ..
التحق بالمسيرة الثورية القرآنية عام 2012-2013م ، وكان جهادياً بكل ما تعني الكلمة من معنى ، حيث شارك بقوة في ثورة الـ21 من سبتمبر عام 2014م من خلال حشد القبائل على مداخل العاصمة صنعاء، ورفد ساحات الثورة بقوافل البذل والعطاء، ثم تولّى حماية شركة النفط ضمن اللجان الثورية الشعبية لحماية المنشآت والمؤسسات الرسمية بعد ثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة، وبرز في محطات مهمة ومحورية في مواجهة العدوان السعودي الصهيوأمريكي ، وكان جندياً مجنداً في خدمة الوطن والأرض والإنسان كما كان حاضراً في كل الجبهات، يحشِّد قوافل الدعم والإمداد من القبائل بالرجال والمال والمدد إلى الجبهات، وهو صاحب المقولة الشهيرة “نحن معكم ومنكم وإليكم وكلنا يد واحدة في مواجهة العدوان”..
هذا هو الشيخ عمار رسام شيخ المجاهدين الذي ترك كل تفاصيل حياته، وهب هبة الفرسان ، دفاعاً عن الوطن.. ترك الجاه، والمال، والسلطة أيضاً وباع نفسه من الله ليشتري رضا الله والجنة مع الخالدين والشهداء والأنبياء والصديقين حبا في الدين وفي الوطن ، ودفاعاً عن اليمن المكلوم.. شيخ المجاهدين تحدى مملكة آل سعود وحلفاءها ووقف شامخاً كجبال قبيلته الشامخة بني حشيش وجبال نهم العالية ليسقي بدمائه الطاهرة تلك الربا مدافعاً عن وطنه وبلده وشعبه وقضيته التي انطلق مؤمناً وصادحاً بها ليستشهد في ميادين العزة والكرامة في تاريخ 23 محرم 1439هـ الموافق 13 أكتوبر 2017م “..رحمة الله عليه وسلام الله على روحه الطاهرة وأرواح كل الشهداء”.

قد يعجبك ايضا