التطبيع ومكافحة الفساد والأطماع الأمريكية

 

علي محمد الأشموري

آخر ما كنت أتوقعه أن تعلن المغرب -التي انسحبت مبكراً من التحالف- التطبيع رسمياً مع الكيان الغاصب، والتطبيع حسب قواميس واستراتيجيات سياسة الشرق الأوسط هو “تحويل ما هو غير طبيعي إلى أشياء طبيعية” وهذا ما لم يحدث في الأزمان السابقة رغم أن العلاقات من تحت الطاولة كانت قائمة مع معظم دول المنطقة الخليجية والمغرب ومصر وغيرها من الدول التي خضعت للاحتلال.. وسارت في فلك الخيانة، فماذا استفادت؟!
الجواب لا شيء فالشرق الأوسط بفضل المطبعين من الحكام العرب سيصبح قواعد عسكرية، وقد ظهرت بوادره مع انتخابات 2020م في الولايات المتحدة الأمريكية وبإصرار المعتوه “الجمهوري” ترامب وتاجر اللحوم البيضاء، وزيارات كوشنر وبومبيو لبعض دول الخليج الغرض منها هو إشهار التطبيع وبيع المقدسات والقضية المركزية الفلسطينية وتدنيس القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من قبل شذاذ الآفاق.. فأمريكا لا يهمها سوى ما يسمى بأمن “إسرائيل”.. اليوم أًصبحت دول المقاومة والحق والعدل والحرية والسيادة في نظر المطبعين الخليجيين وإسرائيل وأمريكا هم العدو وكذلك بريطانيا التي تحاول أن تستعيد دورها في المنطقة وقد نجحت من خلال بوابة تحالف الحرب على اليمن لستة أعوام، دول العدوان الخارجي بالذات لا يركزون إلا على سوريا واليمن والعراق والدول ذات الحضارة.. أما أولئك الذين لا تاريخ لهم ولا حضارة أصحاب العقالات وخزائن النفط والطامعين لاحتلال أراضي الغير فهم خارج اللعبة الدولية.
بعد انتصار “نابليون بونابرت” في الحرب الكونية تقدم إليه أحد العملاء ليكافئه على المعلومات التي كانت السبب في انتصاره.. فكان الموقف من “بونابرت” أمام جيوشه أنه لم يصافح العميل الأشقر واكتفى يرمي حفنة من النقود إلى الأرض وهو ما كان درساً لجنوده أن العميل الذي يخون بلده وشعبه وينفذ سياسة “فرِّق تسد” ممكن أن يخون من كان يتعامل معه ولمن يدفع أكثر.
وفي الأيام الأخيرة، انظروا ما حدث في تعز وفي المحافظات الجنوبية نتيجة الورقة الخاسرة لبائعي الأوطان هادي وشلته والتحالف ومن لف لفيفهم.
الشيء الغريب والعجيب في هذه المواقف الاستثنائية في التاريخ القديم والمعاصر أن الباسط والناهب والذي يمد يده علناً إلى أعداء الأمة أصبح طبيعياً والإنسان صاحب المواقف الثابتة من قضايا الأمة أصبح في نظر الخونة منبوذاً وربما إرهابيا حسب السياسة العالمية والشرق الأوسط الجديد!!
الآن يحدث انهيار العملة السيادية بتخطيط خبيث ومدروس من المحتلين الجدد السعودية الإمارات ومصر والمغرب وغيرها فمتى سيصحو حكام الفنادق المنبوذين والمطرودين من قبل المحتل فاليمن تعرضت لأبشع الحروب الكونية والحصار الجائر وضرب البنية التحتية ومحاولة طمس التاريخ اليمني العريق وانتقل لعاب الباسطين والناهبين للأراضي إلى العدوان الداخلي واستخدمت أبشع الأساليب لتركيع شعب يمن الحكمة والإيمان.. فهذا هو بلد ليس مجرد “حفنة تراب” وإنما تاريخ وحضارة ومن يفرِّط في سيادة وطنه وفي قضايا المقدسات الإسلامية فهو مطرود من رحمة الله ومن التاريخ.
وأسوق لكم مثلاً: إذا كان جارك يحاول الاستيلاء على ممتلكات بطرق ملتفة وللأسف البعض لا يؤمن إلا بما يوسوس له الشيطان فنحن نقول “إن الأستاذ محمد علي الحوثي عضو السياسي الأعلى منصف للمظلوم والحقوق عنده لا تسقط بالتقادم وهذا بإجماع كل الشرفاء من أبناء الوطن وما يصح في نهاية المطاف إلا الصحيح.. وكم من القضايا التي تمتد إلى نصف قرن قد استطاع الرجل الشجاع حلها، فنحن نشد على يديه حتى يتم القضاء على العدوان الداخلي الذي يحاول البسط وتفجير المواقف من الداخل دون مستند أو حق، فنجاح العدوان الداخلي في المحافظات الجنوبية والشرقية هو الاستيلاء على مقدرات المواطن البسيط وحقوقه باللف والدوران.. وحينما نقول له يا صاحبي أبرز ما بيدك وما هو حقك خذه من العيون، يأتيك جواب هابط والخطورة أن بعض النافذين في الأجهزة الأمنية الذين تشربوا ثقافة الفيد والاستيلاء على حقوق الغير من النظام السابق.. وأسوق على ذلك مثالاً من آلاف الأمثلة، حيث كان للرئيس الأسبق ” عفاش” زيارة لأحد الألوية وعند نهاية الزيارة تقدم قائد اللواء بعريضة يطلب منه فيها المساعدة وهذه حقيقة.. فكان الجواب من “الرئيس” ما قد عمرتش؟ وليش عيناك قائد لواء.. وذهب، ليفاجأ الرجل الشريف في اليوم التالي بتعيين شخص “شاطر” محله؟!!
فهل أًصبحت ثقافة الشطارة أكل الأموال العامة والاستيلاء عليها ومظالم تدفع المظلوم للانتقام.. وحسبنا الله ونعم الوكيل..
أكتب هذه السطور وفي قلبي غصة وفي درجي أوراق وإثباتات تقلب الطاولة على من “يدعي” فأنا أحد “المظلومين” فكيف نكتب ونحن نرى أن حقوقنا تهدر، ورحمة الله تغشى الشاعر والناقد البردوني الذبي أًصبح عدواً لأولئك المتنفذين لنفس السبب وكتب قصيدة عصماء بعنوان “في بيتي لص”.
نحن نقاوم الأعداء ونقف إلى جانب مكافحة الفساد وإصلاح القضاء، وهذه رسالة سأوثقها للأستاذ المنصف محمد علي الحوثي حفظه الله ورعاه.. فنحن لا نريد أكل حق أحد وإنما حقوقنا المنصوص عليها شرعاً وقانوناً .. والله المستعان.
ماذا يحدث في محافظة المهرة؟
في أخطر سابقة بإعادة توزيع القوات الأمريكية في اليمن حسب “المساء برس” وزارة الدفاع الأمريكية تسحب قواتها من الصومال وأعادت نشرها في الدول المجاورة والمقصود هي اليمن، والدليل زيارة وزير الخارجية الأمريكية للدول التي تشن حرباً على اليمن للعام السادس على التوالي، فالتحركات الأمريكية تهدف إلى إقامة قاعدة عسكرية في مطار الريان “حضرموت” وهضبة حضرموت الشمالية القريبة من الربع الخالي، فماذا يريد المعتوه “ترامب” من اليمن؟!

قد يعجبك ايضا