ناقوس الخطر يدق أبواب السعودية:

بومبيو يرفض تأكيد حصول لقاء بين نتنياهو وابن سلمان

 

 

الرياض/
رفض مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، خلال مقابلة له مع “فوكس نيوز” عقب عودته من جولته الخارجية، تأكيد حصول لقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مدينة نيوم السعودية، رغم محاولة المحاور في “فوكس نيوز” مراراً، مكتفياً بالقول “سأترك المسألة لهم لشرح ما جرى في لقاءات قد تمت بالفعل أو لم تتم”.
وحول توقعاته بمبادرة السعودية للتطبيع مع تل أبيب أجاب بومبيو “نعم، وأتوقع مزيداً من إعلانات التطبيع، ربما خلال 30-60 يوماً”.
وسأله المحاور: “هل اقتربت إيران من حيازة سلاح نووي وأنت والإدارة في أواخر أيامها؟”، أجاب بومبيو أن “توقعات تلك الأطراف (بايدن) خاطئة، الإدارة السابقة اختارت إهداء إيران مبالغ مالية عالية، ونحن اخترنا حرمانهم منها”.
وعندما سُئل عن أكبر مخاوفه المتعلقة بالسياسة الخارجية بشأن الإدارة المقبلة، أجاب بالقول: “أعرف أن بعض هؤلاء الأشخاص، اتخذوا وجهة نظر مختلفة تماماً، لقد عاشوا في عالم خيالي قليلاً. لقد قادوا من الخلف، آمل أن يختاروا دورة مختلفة”.
وأشاد بومبيو باتفاقات “أبراهام” التي أبرمتها إدارة ترامب في الشرق الأوسط، و”الاعتراف المركزي بالحزب الشيوعي الصيني كتهديد حقيقي للوظائف في جميع أنحاء أمريكا”.
وقال: “إذا حافظوا على هذه الأشياء، أعتقد أن مسار أمريكا سيكون أكثر أمانًا وازدهارًا”.
كما رفض وزير الخارجية الأميركية انتقادات وزير الدفاع السابق “جيم ماتيس” لنهج السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب “أمريكا أولا”، ووصفها بأنها “خاطئة تماماً”.
وعقب كشف إذاعة الجيش الإسرائيلي عن لقاءِ عقد في السعودية يوم الأحد الماضي ضم نتنياهو وولي عهد السعودية بحضور بومبيو، نفى وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان آل سعود أن “يكون هناك لقاء قد عقد بحضور مسؤولين إسرائيليين في البلاد”.
وحول النفي السعودي قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن “هذا النفي لا يعني أن الاجتماع لم يُعقد، لكن الأمر هو أن السعوديين في حرجٍ كبير من الإعلان عن هذا الاجتماع”.
وتابعت: “كما سبق وأُفيد كثيراً، هناك إسرائيليون وسعوديون على مستويات عدة سياسية ودبلوماسية واستخبارية يلتقون منذ سنوات”.
وأشارت إلى أنه “في “إسرائيل” والسعودية يستعدّون لعهد الرئيس المنتخب جو بايدن. فإذا كان هناك قلق في “إسرائيل” من الإدارة الجديدة في واشنطن، ففي السعودية هناك مخاوف حقيقية”.
كما رأت “يديعوت أحرونوت” بأن ابن سلمان على قناعة بأن الـ CIA” ” تنوي تصفيته، على الأقل سياسياً، وإعادة ولي العهد المحبوب لها، الأمير محمد بن نايف، الذي وضعه بن سلمان قيد الاعتقال المنزلي بعد أن انتزع منه صفة ولي العهد”.
وعقبها، قال رئيس معهد أبحاث “الأمن القومي” الإسرائيلي اللواء احتياط عاموس يادلين إن “وزير الخارجية السعودي نفى لقاء نتنياهو مع ابن سلمان لأنه مثل وزراء خارجية آخرين في المنطقة لم يعرف باللقاء”.
بالتزامن، قالت صحيفة “إسرائيل هيوم” إن بن سلمان وافق على نشر نبأ الاجتماع مع نتنياهو لبحث ردود الفعل في المملكة السعودية والعالم العربي”.
وأكدت الصحيفة أن مصدراً على صلة مع مسؤولين كبار في السعودية، قال لهم إن “هذا اللقاء ليس الأول بين نتنياهو وبن سلمان، وقد عُقدت مثل هذه اللقاءات مؤخراً، وأن المشاركين في الاجتماع وافقوا على نشر تفاصيله من أجل نقل الرسائل إلى الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة”.
هذا وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية إنه كان من الممكن أن تبقى الرحلة السرية إلى السعودية تحت الرادار، مع إيقاف تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال، لكن الرحلة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كانت علنية. ولأسباب محددة.
“القناة 12” نقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي “كبير” أن “السعوديين أوضحوا أنهم غير ناضجين بعد للتطبيع مع إسرائيل”.
جاء ذلك عقب كشف الإعلام الإسرائيلي عن اللقاء، وقولهم إنه “أثناء لقاء ولي عهد السعودية وبومبيو توجهت رحلتان إسرائيليتان سريتان من “إسرائيل” إلى السعودية”.
كما أعلن موقع القناة السابعة الإسرائيلية عن “رحلة سرية إلى السعودية أقلعت يوم الأحد الماضي، من مطار بن غوريون باتجاه السعودية ومكثت 4 ساعات تحديداً، في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية مايك بومبيو يلتقي ولي العهد السعودي”.
موقع “يديعوت أحرونوت” قال إن الطائرة التي أقلعت من مطار بن غوريون إلى السعودية سبق أن استخدمها نتنياهو، وأشار الموقع إلى أن الأخير وبرفقته رئيس الموساد كانا على متن الطائرة. وأشار إلى أن نتنياهو وبرفقته رئيس الموساد التقيا ولي العهد السعودي واستمرت الرحلة قرابة 5 ساعات.
يذكر أت الإمارات والبحرين وقّعتا مع “إسرائيل” على اتفاق “تطبيع الأسرلة” في البيت الأبيض، بحضور الرئيس ترامب، وبرعاية أميركية الشهر الماضي. ووردت تقارير عديدة عن احتمال أن تكون السعودية هي التالية في خارطة التطبيع مع “إسرائيل”.
من جانب آخر، ليس أمام السعودية خيارات سارّة في المستقبل ، فبينما استفادت قطر كثيرًا من شروط العقوبات لتعزيز استقلالها الاقتصادي والعسكري والسياسي ولم تمتثل لأي من مطالب فارضي العقوبات ، فإن الرياض هي التي يجب أن تقرر ما إذا كانت ستنهي أزمة مجلس التعاون الخليجي بمساعدة الرئيس الأمريكي ترامب المنتهية ولايته قريبا ، أم إنها ستضع قضية أزمة مجلس التعاون كورقة لعب على طاولة المفاوضات مع بايدن على أقل مستوى.
وصل وزير الخارجية الأمريكي ، مايك بومبيو ، إلى العاصمة القطرية الدوحة في وقت سابق ، في إطار جولة الوداع التي يقوم بها في المنطقة ، حيث قال إن الهدف الأساسي من هذه الجولة هو مواجهة إيران. وهذه الجولة هي إحدى مساعيه الدبلوماسية الأخيرة لإنهاء أزمة مجلس التعاون من أجل التخطيط لمشروع تحالف إقليمي وهمي ضد إيران.
في الأسبوع الماضي ، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين إن إدارة ترامب تعمل على إنهاء الحصار المفروض على قطر منذ ثلاث سنوات ، وتأمل في حل الأزمة “في الأيام السبعين المقبلة”. وقال أوبراين أيضا إن الهدف من حل الصراع في الخليج هو “الضغط على الدول العربية لفتح علاقات دبلوماسية مع إسرائيل”. وأعرب عن أمله في أن يتم خلال الأسابيع المقبلة بناء “جسر جوي” يسمح للرحلات الجوية إلى قطر بالمرور عبر السعودية والبحرين.
في هذا السياق ، خلال الأيام القليلة الماضية ، كانت هناك إشارات من الأطراف المتخاصمة في التعبير عن رغبتها في حل الأزمة. وفي هذا الخصوص ، قال وزير الخارجية السعودي ، إن الرياض تبحث عن طريقة لحل النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات مع قطر ، الدولة الجارة لدول الخليج. وقال الأمير فيصل بن فرحان آل سعود ، على هامش القمة الافتراضية لمجموعة العشرين يوم السبت ، إن السعودية ستستمر في إيجاد طريقة لإنهاء حصار قطر.
وقال “ما زلنا على استعداد للتواصل مع أشقائنا القطريين ونأمل أن يلتزموا بالتعامل أيضًا ، لكننا بحاجة إلى معالجة المخاوف الأمنية القانونية بين الدول الأربع المتخاصمة وأعتقد أن هناك طريقة لتحقيق ذلك في المستقبل القريب”.
وأشار المسؤولون القطريون بدورهم إلى استعدادهم لحل الأزمة. حيث قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الأسبوع الماضي إن بلاده مستعدة لإجراء محادثات لحل الأزمة الدبلوماسية ، لكنه شدد على أن أي حل يجب أن يحترم سيادة بلاده. من ناحية أخرى ، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ، إنه لا يوجد منتصر في أزمة الخليج ، وأضاف أن بلاده تأمل في أن تنتهي الأزمة في أي لحظة.
الرياض باتجاه طريق مسدود
إن إلقاء نظرة على الوضع والتطورات الحالية يظهر أن انتكاسة السعودية ضد قطر ليست مبادرة يمكن أن تزيد من مكانة السعودية في المنطقة ، بل هي في الأساس اعتراف مبكر بالفشل في طريق يبدو أن الاستمرار فيه مستحيل وغير ممكن.
من الطبيعي أن الرياض تُهيء نفسها حاليًا لرئيس أمريكي جديد ، تعهد بإعادة تقييم العلاقات مع المملكة العربية السعودية كجزء من حملته. إذ أن القضايا التي وعد فريق بايدن بمتابعتها ، هي قضايا تتعلق بقمع المعارضة من قبل محمد بن سلمان ، وخاصة اغتيال جمال خاشقي ، واستمرار حصار قطر ، واستمرار الحرب في اليمن.
وفقًا لكريستوفر هانتر من المجلس الأطلسي ، فإن إحدى الخطوات الأولى التي يجب على الشرق الأوسط اتخاذها هي دعوة السعودية علنًا إلى إنهاء الحصار على الفور ، وفي حال استمرار الأزمة ، تعرض القضية على مجلس الأمن الدولي إذا لزم الأمر. ويرى هانتر أن هذه الخطوة هي جزء من جهود فريق بايدن لاستعادة السمعة الدولية للولايات المتحدة ، والتي منحت الحصانة في عهد ترامب للحكام الخارجين عن القانون للعمل على الميول الشمولية دون خوف من التداعيات.
لذلك ، توقع “مايكل إيزنر وسارة لي ويتسون” من منظمة “الديمقراطية من أجل العالم العربي” التي تأسست مؤخرًا سياسة أكثر صرامة من بايدن. وكتبوا: على الحكومة استخدام النفوذ للضغط على السعودية والإمارات لإنهاء حصار قطر.
وعلى هذا الأساس ، ليس أمام السعودية خيارات سارّة ، وبينما استفادت قطر كثيرًا من شروط العقوبات لتعزيز استقلالها الاقتصادي والعسكري والسياسي ولم تمتثل لأي من مطالب فارضي العقوبات ، فإن الرياض هي التي يجب أن تقرر ما إذا كانت ستنهي أزمة مجلس التعاون الخليجي بمساعدة الرئيس الأمريكي ترامب المنتهية ولايته قريبا ، أم أنها ستضع قضية أزمة مجلس التعاون كورقة لعب على طاولة المفاوضات مع بايدن على أقل مستوى.
استمرار الخلاقات بين الإمارات وقطر
مع ذلك ، فعندما يتعلق الأمر بدولة الإمارات العربية المتحدة ، فإن الحالة تختلف. إذ من وجهة نظر واشنطن ، لا دور للإماراتيين في قضية مقتل جمال خاشقجي. كما أن الإمارات لم تعد متورطة بشكل مباشر في الحرب اليمنية ، ووقعت أبو ظبي اتفاقية تطبيع مع الكيان الصهيوني. تعني هذه العوامل أن الإمارات ، مقارنة بالمملكة العربية السعودية ، ستكون أقل قلقًا بشأن وصول الديمقراطيين الذين يسيطرون على البيت الأبيض وعلى جزء واحد على الأقل في الكونغرس.
وبالتالي ، قد يكون لدى الإمارات دوافع أقل لتحسين علاقاتها مع قطر ، خاصة وأن أبو ظبي وضعت أيديولوجياً “تهديد” قطر في أقصى حدود تهديداتها. وقد تجلى ذلك في التصريحات الأخيرة لمسؤولي الدوحة وأبو ظبي. حيث انتقد وزير الخارجية القطري ، يوم الإثنين الماضي ، مرة أخرى خطوة تطبيع العلاقات مع إسرائيل باعتبارها تقوض جهود تشكيل دولة فلسطينية.
من جهة أخرى ، قال سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة للقناة 12 الصهيونية إنه لا يعتقد أن حل أزمة الخليج وشيك. وقال “لا أعتقد أن هذه القضية ستحل في أي وقت قريب”.
كما تحدث عن ضرورة امتثال قطر لقائمة 13 شرطاً المذلة للدول المحاصرة في بداية الأزمة عام 2017م كشرط مسبق لرفع الحصار لإظهار عدم استعداد القطريين للتراجع والتنازل على عكس السعوديين. الأمر الذي يؤدي بأزمة مجلس التعاون أن تظل ندبة عميقة ، حتى لو تنازلت الرياض.

 

قد يعجبك ايضا