رسولنا خط أحمر يجتاح "تويتر".. وحملة واسعة لمقاطعة البضائع الفرنسية

الغضب يعم العالم الإسلامي ضد الإساءات الفرنسية المتكررة لمشاعر المسلمين وللرسول الخاتم

 

 

الثورة / وكالات
يعم الغضب جميع الدول الإسلامية بسبب الإساءات الفرنسية المتواصلة للمسلمين ولنبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أدانت منظمة التعاون الإسلامي، استمرار الهجوم المنظم على مشاعر المسلمين بالإساءة إلى الرموز الدينية ولشخص الرسول محمد بن عبدالله.
وعبَّرت المنظمة عن استغرابها من “الخطاب السياسي الرسمي الصادر عن بعض المسؤولين الفرنسيين، والذي يسيء للعلاقات الفرنسية الإسلامية ويغذي مشاعر الكراهية من أجل مكاسب سياسية حزبية”، وقالت إنها “ستواصل إدانة السخرية من الرسل عليهم السلام سواء في الإسلام أو المسيحية أو اليهودية”.
وجددت الأمانة العامة للمنظمة التأكيد على أنها “تشجب أي أعمال إرهابية تُرتكب باسم الدين”، وأشارت إلى إدانتها السابقة لـ “الجريمة البشعة التي ارتكبت في حق المواطن الفرنسي صامويل باتي”، الذي قُطع رأسه قبل أيام في باريس.
واعتبرت أن “ذلك ليس من أجل الإسلام ولا قيمه السمحاء، وإنما هو إرهاب ارتكبه فرد أو جماعة يجب أن تتم معاقبتهم وفق الأنظمة”، لكنها استنكرت في الوقت ذاته أي تبرير لإهانة الرموز الدينية من أي ديانة باسم حرية التعبير، وشجبت “ربط الإسلام والمسلمين بالإرهاب”، وحثت المنظمة على مراجعة السياسات التمييزية التي تستهدف المجتمعات الإسلامية، وتسيء لمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم.
وفي السياق، استنكر رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، نشر بعض الصحف الفرنسية وغيرها رسوما كاريكاتورية مسيئة للرسول الكريم، ودعا الغانم، الحكومة الكويتية إلى «استنكار الإساءات المقصودة لرموز الإسلام، والتحرك العملي ضمن المحيط الدبلوماسي لحظر الإساءة لكافة المعتقدات حول العالم».
من جهته، طالب، النائب أحمد الفضل، وزارة الخارجية «بتحرك دبلوماسي دولي لكبح جماح هذا التطرف المتدثر بثوب الحرية». وقال الفضل في تغريدات عبر حسابه على تويتر: «إن أخطر أنواع التطرف الديني هو ذلك التطرف الذي تتبناه أعتى الدول ديمقراطية، «وذلك يتجلى بوضوح عبر تصريحات الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) غير المتزنة والمتطرفة».
وأضاف: «نحن حتما لا نرتضي الدفاع عن مقدساتنا باستخدام العنف، ولا نعتقد أن نبينا الكريم سيقبل الدفاع عنه باستخدام العنف، فهو أولا وآخرا أكرم الخلق ورسول سلام للعالمين».
بدورها، أدانت الحركة الدستورية الإسلامية تصريحات ماكرون، حول تمسكه بالرسوم المسيئة للرسول الكريم، ودعت الحركة في بيان، الحكومة الكويتية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى نصرة النبي والغيرة على عقيدة الأمة.
وطالبت بشجب واستنكار ماحدث واستدعاء السفيرة الفرنسية لدى الكويت لإبلاغها بذلك.
وتشهد فرنسا مؤخرا، جدلا حول تصريحات قسم كبير من السياسيين، تستهدف الإسلام والمسلمين عقب حادثة قتل مدرس وقطع رأسه في 16 أكتوبر الجاري.
بدورها، أكدت دار الإفتاء في لبنان، أن الإساءة التي يغطيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للنبي محمد خاتم المرسلين، ستؤدي إلى تأجيج الكراهية بين الشعوب. وقال أمين عام دار الإفتاء أمين الكردي: إن «مفهوم الحرية الذي يمارسه البعض في حق رسول البشرية سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ويسوق له ويغطيه ماكرون، سيؤدي لتأجيج الكراهية بين الشعوب والنزاعات الدينية»، واعتبر أن «إدانة حادثة قتل الأستاذ الفرنسي لا إنصاف فيها دون إدانة موجبها، وهي الإساءة برسوم السخرية بحق رسولنا عليه الصلاة والسلام، وما تلاها من طعن المحجبات وإقفال المساجد».
وأكد أمين عام دار الإفتاء في لبنان أن «ملياري مسلم في العالم قلوبهم تغلي غضبا وانتصارا للرسول». ودعا من سماهم «عقلاء» فرنسا، إلى المساهمة في وقف تلك الأعمال «ليعيش الناس بسلام ورحمة».
من جانبه، قال داوود شهاب المتحدث باسم حركة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية، إن «الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يظهر عداء واضحا للمسلمين في تصريحاته وهذا نابع من عنصريته، وتركيا الدولة الإسلامية الأكثر جرأة في الدفاع عن الإسلام والمسلمين»، ودأب ماكرون، على مهاجمة الإسلام في خطاباته خلال الفترة الماضية،.
وأضاف شهاب أن «الانتهاكات ضد المسلمين تأتي ضمن سياسات ممنهجة ترعاها فرنسا رغم ما للمسلمين من إسهامات كبيرة في الدولة ومؤسساتها». وأشار إلى أن فرنسا «تتجاهل إنجازات المسلمين، وتصر على حماية العنصرية ضد المسلمين وتبريرها». والأربعاء الماضي، تعرّضت امرأتان من أصل جزائري ترتديان الحجاب للطعن على يد امرأتين فرنسيتين في باريس، فيما تعرضت بنفس اليوم فتاتان تركيتان للعنف والتمييز من قبل الشرطة في فرنسا، التي بدأت مؤخرا باستهداف المسلمين على أراضيها.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد دعا في وقت سابق في تصريحات له، إلى عقد حوار بين المسلمين للخروج من «واقعهم المحزن»، وقال أردوغان: «ينبغي لنا كمسلمين أن نصغي إلى بعضنا أكثر، وأن نتبادل الأفكار في هذه الفترة المؤلمة والمليئة بالتحديات»، وتابع: «الواقع المحزن للمسلمين يشجع الإمبرياليين وأعداء الإسلام على محاولة النيل منهم»، وأوضح أردوغان أن «المنزعجين من صعود الإسلام، يهاجمون ديننا عبر الاستشهاد بالأزمات التي كانوا هم سببا في ظهورها».
رسولنا خط أحمر
وسادت حالة من الغضب الشعبي في جميع أنحاء العالم الإسلامي، فقد تفاعل نشطاء بشكل كبير بمختلف منصات التواصل الاجتماعي، ردا على تلك الصور، وتصريحات رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، «المستفزة» للمسلمين. وغيَّر عدد من النشطاء صورهم على «تويتر» و«فيسبوك» وغيرهما، واضعين اسم «محمد رسول الله»، ورافضين ما يصدر عن المسؤولين الفرنسيين.
وسرعان ما تصدرت هاشتاقات وتغريدات “رسولنا خط أحمر” و”ماكرون يسيء للنبي” و”فرنسا تسيء لنبي الأمة” و”مقاطعة البضائع الفرنسية” موقع “تويتر” في معظم الدول العربية.

وأعلنت جمعيات تجارية عربية، مقاطعة منتجات فرنسية وسحبها بشكل كامل من معارضها، ضمن حملة احتجاجية على استمرار الإساءة للدين الإسلامي وشخص الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.
وخلال الساعات الماضية، انضمت عشرات الجمعيات إلى الحملة، وأعلنت المقاطعة وسحب المنتجات بشكل كامل، وذلك عبر منصاتها المختلفة في مواقع التواصل،.
وتفاعل القائمون على حسابات تلك الجمعيات، عبر هاشتاق (وسم): “#إلا_رسول_الله”، و”#مقاطعه_المنتجات_الفرنسيه”.
وفي الكويت، قرر رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية “النعيم التعاونية” وجمعيات أخرى مقاطعة كافة المنتجات الفرنسية “مع عدم عرضها أو بيعها، ورفعها تماما من كافة مواقع الجمعية، رافضين تماما كل ما يمس دين الإسلام ورسول الله”.
ونشرت عبر منصاتها الإلكترونية صورا تظهر إزالة المنتجات من معارضها.
وفي قطر، أعلنت شركة “ألبان الوجبة” مقاطعة المنتجات الفرنسية، وتعهدت بتوفير منتجات أخرى مماثلة وبديلة، وفق ما ذكرت في تغريدة عبر حسابها في “تويتر”.
وقالت: “من مبدأ الرفض والاستنكار لما يُنشر من إساءة لنبينا الكريم ودفاعًا عنه؛ فإننا نعلن انضمامنا لحملة مقاطعة المنتجات الفرنسية”.
كما أعلنت شركة “الميرة للمواد الاستهلاكية” سحب جميع المنتجات من جميع فروعها حتى إشعار آخر،.
جامعة قطر هي الأخرى انضمت للحملة، إذ قررت إدارتها تأجيل فعالية الأسبوع الفرنسي الثقافي إلى أجل غير مسمى، “.
وأكدت عبر “تويتر” أن “أي مساس بالعقيدة والمقدسات والرموز الإسلامية هو أمر غير مقبول نهائيًا، فهذه الإساءات تضر القيم الإنسانية الجامعة والمبادئ الأخلاقية العليا التي تؤكد عليها كافة المجتمعات المعاصرة”.
وشارك تطبيق “متجر سنونو” في الحملة، قائلا: “نعلن رسميا كشركة وطنية إيقاف جميع المنتجات الفرنسية من المتاجر المشاركة في تطبيقنا وحتى إشعار آخر، دفاعا عن خاتم الأنبياء والمرسلين محمد (ص)، وديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا”.

قد يعجبك ايضا