أسرى محررون يكشفون لـ "الثورة " جانباً من معاناتهم في زنازين ومعتقلات العدوان السعودي الإماراتي

نشكر قائد الثورة على اهتمامه ومتابعته لقضيتنا وندعو الجميع للتوجه إلى الجبهات لقتال من يجب قتالهم

 

 

معظم حالات الأسْر كانت لجرحى أو محاصرين ولم تكن بالاستسلام

كشف أسرى محررون من الجيش واللجان الشعبية جانبا من التعذيب والمعاملة السيئة التي تلقوها في سجون العدوان السعودي الإماراتي خلال سنوات الأسر، كما سردوا لـ(الثورة) خلال مراسيم استقبالهم بمطار صنعاء مواقف تؤكد قوة وصلابة المجاهد اليمني وشجاعته حتى وهو في أحلك الظروف.. وتطرق الأسرى المحررون إلى الكثير من المشاهد التي عاشوا تفاصيلها القاسية في معتقلات العدوان وتحدثوا عن كيفية أسرهم والقبض عليهم مؤكدين، أن جميع الأسرى لم يتم القبض عليهم بطريقة سهلة أو من خلال تسليم أنفسهم إنما تم أسرهم بعد تعرضهم لإصابات خطيرة إثر غارات لطيران العدوان فيما تم أسر آخرين بعد أن تم إطباق الحصار عليهم لأيام عديدة وتعرضوا لمكر بعض الوساطات المتآمرة مع العدوان.
وأوضح الأسرى؛ أن المعتقلات التي تم احتجازهم فيها كانت تحت إشراف قيادات من الضباط الإماراتيين والسعوديين، فيما كشف الأسرى جانباً من جوانب التعذيب وكيفية التعامل معهم والتي كانوا يتلقونها في زنازين ومعتقلات العدوان السعودي الإماراتي خلال فترة أسرهم والتي لا يقبلها أي دين سماوي ولا حتى عرف وقانون إنساني.. بين هذه السطور تفاصيل تلك الأفعال الإجرامية.. فإلى الحصيلة:

الثورة /حاشد حسين مزقر/ مجدي عقبة


من ضمن الأسرى الذين التقت بهم (الثورة) المجاهد؛ ساجد الديلمي من أبناء محافظة ذمار واحد من أبطال الجيش واللجان الشعبية وواحد ممن وقعوا في الأسر قبل 3 سنوات.. يقول ساجد: عندما أسرت من قبل المرتزقة انهال عليّ عشرات الجنود بالضرب بأعقاب البنادق وكنت يومها جريحا إثر استهدافي أنا وعدد من المجاهدين بغارتين من طيران العدوان وكنت الناجي الوحيد فيما زملائي استشهدوا جميعهم .
ويواصل قائلا: كنت أنزف دماً وجروحي عميقة لكن المرتزقة لم يعيروني أي اهتمام إنساني بل تجردت قلوبهم من كل القيم والأخلاق وتم نقلي من محافظة مأرب إلى أحد معتقلات العدوان السعودي الإماراتي في محافظة شبوة مجروحا ومكبلا بسلاسل حديدية وتم ربط جروحي بقطع ملابس متسخة وملوثة ليس من أجل انقاد حياتي إنما لكي لا يخسروا أسيرا يستخدمونه كورقة تفاوض لاحقا.. وهناك في المعتقل كانوا يتسابقون على تعذيبي ولمدة تجاوزت أسبوعا كاملا في زنزانة انفرادية تعددت بها وسائل التعذيب حيث قاموا بتعذيبي بصعق كهربائي ورش الملح على جروحي التي كادت أن تقتلني بسبب تعفنها وإهمالها وعدم مجارحتها علاوة على امتهان آدميتي من خلال منعي من دخول الحمام فلم اسمح باستخدامه إلا مرة واحدة كل 48 ساعة.. وزاد بالقول “لا أدري إلى أي دين ينتمي هؤلاء فديننا الحنيف أعطى كرامة لكل أسير حرب حتى ولو كان هذا الأسير يهوديا أو نصرانيا فكيف بنا نحن المسلمين .
وأضاف: بعد مرور أسبوع من اعتقالي الانفرادي أدخلوني في زنزانة كان بها عدد من الأسرى المجاهدين يتجاوز عددهم 15 أسيراً في زنزانة لا تتسع في الأصل لأكثر من 5 أشخاص حيث كنا ننام جالسين لساعتين في اليوم الواحد فقط وهو الوقت المسموح لنا وفي هذه الزنزانة لم أكن أنا الوحيد جريحا فمن زملائي من كانت أرجلهم مبتورة ووصل بهم الحال إلى أن جروحهم تعفنت وكنا نسمع جنود المرتزقة يتحدثون بأنهم سيتخلصون منا بهدف إرغامنا على التحدث لهم بكل أسرار الجيش واللجان الشعبية العسكرية وهنا لم يفلحوا أبدا عندما أذقناهم كل أنواع الصبر والشموخ ولم يكن أمامهم إلا التخلص منا بالفعل.. وبالنسبة للأكل يقول ساجد: لم يكونوا يعطوننا أكلاً غير مياه البقوليات المغلية معها وكدمة لكل واحد منا في اليوم وإذا أعطونا ماء للشرب فهو ماء مالح يصيب البطن بالمغص الشديد ومع كل هذا لا مفر من جلسات التحقيق والتعذيب اليومية.
معتقلات بإشراف العدوان
أما أبو آية يحيى من أبناء محافظة عمران فيحكي قصته في الأسر، مشيرا إلى أنه تم نقله من مكان الأسر إلى مقر غير معروف في محافظة مأرب بعد أن أسروه ثم استلمته جهة عسكرية تتبع ميليشيات إماراتية قبل 4 سنوات.. يقول أبو آية: كأنهم باعونا مقابل مبالغ مالية كبيرة كونهم نقلونا لمعتقل يخضع لإشراف إماراتي وأخَذَنا جنود من المرتزقة يعملون بحسب توجيهاتهم إلى معتقل في محافظة شبوه لم نعرف مكانه إلا بعد سنة كاملة من الأسر حيث أخذوني ومعي زملائي مربوطي العيون منذ الوهلة الأولى لأسرنا وكان في اعتقادنا أن مكان اعتقالنا هو في شرورة حيث كنا نعلم من قبل بأن عدداً من المجاهدين الأسرى يقبعون هناك.
ويضيف: مكثت تحت التعذيب المؤلم طوال 4 سنوات وبعض رفاقي المجاهدين اكثر وبعضهم أقل وكانوا يعذبوننا بالصعق الكهربائي والرش بالماء البارد والحار وتوصيل أسلاك الكهرباء إلَى القيود الحديدية التي على أيدينا وأقدامنا وعندما كان يحقق معنا أحدهم ينهال علينا بالضرب بالسوط الحديدي فيما يأتي آخر ليصعقنا بالكهرباء أما بالنسبة للأكل فكانوا يمنعون عنا الأكل وحين يعطوننا أكلاً يكون فيه أشياء تؤدي إلى آلام شديدة في المعدة ولم يكن يسمح لنا بالتعرض للشمس بل كانوا يصبوُّن الماء البارد على أجسادنا في ظروف وأوقات قارسة البرودة وهذه ليست رواية وليست ادعاءات كاذبة بل هي لحظات عشنا تفاصيلها خلال فترة أسرنا وقد يحدِّث البعض نفسه هل هذه الجرائم حدثت في معتقلات داخل تل أبيب أو جوانتانامو لكن في الحقيقة هذا ما كان يتعرض له اسرى يمنيون في سجون العدوان السعودي الإماراتي ومرتزقتهم.
أصناف تعذيب مؤلمة
وكشف أسرى آخرون من الجيش واللجان الشعبية جوانب متعددة من أصناف التعذيب التي كان يذيقها لهم العدوان ومرتزقتهم فمن التعذيب إلى أقسى وأخبث أنواع المعاملة السيئة التي لا تستسيغها حتى الحيوانات فكيف بنا نحن البشر والتي تلقوها في سجون العدوان السعودي الإماراتي خلال فترات الأسر والتي تخالف كل القيم الدينية والإنسانية ومقابل كل ذلك سجل الأسرى من الجيش واللجان الشعبية مواقف تعكس قوة وصلابة وصبر وعزيمة المقاتل اليمني وشجاعته وشموخه حتى وهو في أحلك الظروف.
ويوضح المجاهد عبدالله علي صالح والمجاهد أبو ريان والمجاهد مصطفى عبدالكريم عدداً من المواقف التي عاشوها  في الأسر، فعن طرق القبض عليهم قال الأسرى المحررون: إن جميع الأسرى لم يتم القبض عليهم بطريقة سهلة أو عن طريق استسلامهم وتسليم أنفسهم فبعضهم كان جريحا والبعض الآخر تعرض لحصار دام أياماً وتعرضوا للخديعة من قبل وساطات لشخصيات متآمرة مع العدوان ومنهم من آثر على نفسه زميله الجريح الذي ينزف دما وهو يحتاج للعلاج الفوري.
وأوضح الأسرى المحررون” تم ذلك في جبهات مختلفة البعض بقي أسابيع في مأرب وتعرض لكل أصناف التعذيب وكانت أسئلة التحقيقات معنا تسلم لهم من قبل ضباط إماراتيين وسعوديين ولم يتم نقلنا لأماكن الأسر إلا بعد توجيهاتهم في صورة يتجلى من خلالها الاحتلال بأوضح صوره..
وعن نوعية المعتقلات التي تم سجنهم فيها قال الأسرى: سجونهم تختلف عن السجون التي نعرفها حيث تظهر عليها بصمات السجون الأمريكية سواء في شكلها أو تحصينها أو نوعية الزنازين بطريقة توحي أنه معد إعداداً أمريكياً بغرض سجون للاحتلال الدائم وعن الأكل والشرب فكما تحدث إلينا ممن سبق من الأسرى غير أن المجاهد الغويدي يضيف ” الأكل في معتقلات العدو فقط من اجل أن يبقى الأسرى أحياء فهو لا يتعدى حبتين من الكدم وقطعة جبنة مثلثة من أردأ الأنواع وكان أغلبنا لا يستطيع الأكل بسبب مرضهم كون الجرحى يحتاجون لتغذية جيدة فيما كان البعض يكتفي بشرب كوبين من الماء طوال النهار.
ممارسات طائفية مقيتة
من ضمن روايات الأسرى طرق التعذيب النفسية والتي تمثلت في ممارسات سخيفة لا يقبلها عقل أو دين تعكس النزعة الطائفية للعدوان ومرتزقتهم فمن بين الأسئلة التي كانت توجه للأسرى ..لماذا تسبون الصحابة.. ؟ رضِّ على معاوية..؟ ما تقول في عائشة.. ؟ قل الموت للروافض بصوت مرتفع.. ؟ كل هذا يضفي على أن التعامل مع الأسرى لم يكن يتم إلا من خلال سلوك إجرامي مبني على أساس الانتماء الديني والتمييز الطائفي حتى أن هذه الممارسات كانت تمارس مع أسرى من الجيش واللجان الشعبية من أبناء مناطق الصراع نفسها تعز وعدن وشبوه وغيرها فقط لأنهم في صف الوطن وضد الاحتلال و لمجرد الاختلاف في الرأي أو التوجه السياسي يتم تصنيفهم طائفيا وهذا يثبت بالدليل القاطع أن عمليات ترحيل مواطنين من أبناء المحافظات الشمالية من المحافظات الجنوبية في فترات سابقة ولا يزال ليس إلا امتداداً لهذا الفكر العنصري المقيت ومن هذه الممارسات ما حدث خلال الفترة الماضية في مدينة تعز بقيام الجماعات التي تطلق على نفسها المقاومة بذبح أشخاص وقتل بالرصاص لأسرى من الجيش واللجان الشعبية بينما في عدن سجلت حالات بالتعذيب للأسرى بصور مهينة ولا إنسانية وعمليات السحل وراء الأطقم التابعة لجماعات تطلق على نفسها المقاومة كما وثقت فيديوهات لجماعات ترفع راية القاعدة تعدم أشخاصاً بالرصاص الكثيف ينادون أثناء العملية “الموت للروافض”.
كيس حراري
الأسير المحرر محسن جمال محمد محسن جمعان وهو من محافظة ريمة جرى أسره في شهر أغسطس من عام 2017.. يقول محسن جمعان ” لقد تم أسري في 7/8/2017 في جبهة الخوخة ووضعوني في سجن في نفس المنطقة وقد عاملوني وبقية المجاهدين معاملة قاسية”.
في تعبيره عن شكل تلك المعاملة قال “كانوا يضربوننا ويسبوننا ويتصرفون معنا بما لا يرضي الله ولا رسوله”.
ومن ناحية الغذاء أكد محسن انهم كانوا يتناولون يوما طعاما يلبي حاجتهم، وقال “من ناحية الطعام كانوا يمنحوننا قليلاً من الطعام المتواضع في كيس حراري طعام لا يسمن ولا يغني من جوع”.
محسن جمعان وجه رسالة لجميع اليمنيين أكد فيها على الثبات ومواصلة الجهاد.. وقال “أوجه تحية شكر وعرفان لقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي على اهتمامه ورعايته الكريمة بالأسرى ومتابعته هذا الملف حتى تم تحريرنا وعودتنا بحمد الله وتوفيقه.. كما ندعو الشعب اليمني الكريم إلى التوجه لساحات القتال والله معنا ولا نخاف”.
سعادة وثبات
الأسير محمد أحمد محمد خادم هدبش من محافظة الحديدة مديرية الدريهمي أوضح انه تم أسره في مديرية الدريهمي ولبث في السجن سنتين وثلاثة أشهر وكان معتقلا في مصنع الحديد بلحج.
يقول محمد هدبش “اشعر بسعادة كبيرة وثبات لا يتزحزح وهذا كله بتوفيق من الله سبحانه وتعالى”.
وفي رسالته قال “رسالتي لإخواننا في جبهات الساحل الغربي انتظرونا فنحن عائدون لخوض معركة الدفاع عن الوطن “.
صنوف التعذيب
الأسير علي محمد محمود عنقود من محافظة صنعاء مديرية مناخة أكد أن سوء المعاملة من قبل المرتزقة لم تفرق بين صغير أو كبير..
يقول علي عنقود “الحمدلله خرجنا من سجون المرتزقة ، كنت في سجن مصنع الحديد وهناك مكثت فيه سنتين ونصف حيث تعرضنا لصنوف التعذيب ولم يحترموا شابا ولا شبابا عذبونا بالأسلاك الكهربائية وبالضغاطات وبمختلف أنواع التعذيب ولا نستطيع الحديث عنها الآن”.
وفي جانب الطعام كان الأمر قاسياً جداً فيقول “من ناحية الأكل أرز وأحيانا يجيبوا معها ربع حبة دجاج أسبوع يعطيك طعام وأسبوع يجوَّعك.”
ويضيف “في شهر رمضان المبارك، صمنا الشهر كاملا على وجبة واحدة بسبب أننا صرخنا في وجوههم أنا وجميع من كانوا في العنبر فعاقبونا وحرماننا من الأكل في شهر رمضان شهر الرحمة إلا من وجبة واحدة في اليوم وهي الأرز وكانوا يمنون علينا”.
وفي رسالة وجهها لليمنيين الأحرار قال “رسالتي إلى كل مؤمن إلى كل يمني حر إلى كل إنسان يعرفني أو لم يعرفني بأن توجهوا إلى الجبهات لقتالهم فقتالهم واجب لأنهم لو تمكنوا منا فسيدخلون إلى بيوتنا وقد كانوا يسبوننا ويتلفظون على نسائنا ويتوعدون انهم سيأتون لينالوا منا، ونحن نؤكد أننا سنعود إلى الجبهات للدفاع عن الوطن والدفاع عن كرامتنا”.
أكبر من الكلام
الأسير المحرر عمار حمود محمد علي بشر استمرت فترة اعتقاله لما يقارب الست سنوات.. يقول: تم أسري في عدن ومكثت في المعتقل خمس سنوات وسبعة أشهر، واليوم أنا في وطني و”أشعر أنني ولدت من جديد”.. (يسكت قليلا) ثم يتابع “هذا الاستقبال الكبير يجعلنا غير قادرين على التعبير عمّا نشعر به.. الموقف أكبر من كل الكلام ولا أجد ما أقوله ولست مصدقاً أنني تحررت”
وعن كيفية معاملة قوى العدوان قال “جميع الأسرى يؤكدون أن المعاملة كانت سيئة وهي كذلك نظراً للممارسات التي لا يتوقعها أحد من مسلم”.
عزيمة وثقة بالله
لم يُخْفِ الأسرى فرحتهم الكبيرة بإطلاقهم وخروجهم وتحررهم.. وقالوا” لم نكن نشك يوما بأن قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي سيضع ملف الأسرى جانبا بل على العكس من ذلك تماما وهو ما تكلل بتحريرنا وعودتنا إلى أهلنا وكانت ثقتنا بالله كبيرة والإيمان يملأ قلوبنا وهذا من أهم أسباب صبرنا العظيم في سجون العدو طوال هذه السنوات.
ويقول المجاهد الحارثي: التعذيب في سجون العدو لم يهزمنا معنويا ولم يتغلب على وطنيتنا وإيماننا بقضيتنا لكنه أنهك أجسادنا وأنتج فيها أمراضاً مختلفة بسبب سوء التغذية والتعذيب والمعاملة السيئة التي كنا نتعرض لها، لكنه يقول بتفاؤل كبير: عند وصولنا لمطار صنعاء شعرنا بارتياح عميق وكأن الحياة عادت إلى أجسادنا من جديد وحتماً سيتغلب كل واحد منا على جروحه وآلامه الجسدية ويكفينا هذا الاستقبال الحافل.. لقد شعرت بالفعل أن اليوم هو يوم عيدنا نحن الأسرى المحررين.. ورغم منهجية التعذيب من قبل العدوان ومرتزقتهم لم يكن الأسرى بنفسية ضعيفة على عكس جلاديهم الذين ظهرت عليهم آثار الذل والهزيمة.
وفي ذلك يضيف عن حالة جنود المرتزقة وضباط العدوان بالقول ”كنا نشاهد الخوف يملأ قلوب جنود وضباط العدوان في السجن كلامهم وتصرفاتهم انهزامية وكلما أخرجوا أسيراً منا إلى موقع التحقيق كان يرافق المحقق خمسة جنود بأسلحتهم وهي في وضعية اطلاق النار رغم أننا  كنا مكبلين بالقيود ولا يمكننا الحراك.
رسالة الأسرى
وجّه الأسرى رسالتهم عبر (الثورة) مشيرين من خلالها إلى أن نقاء نضالهم وجهادهم كان ناصعا وواضحا للعيان ودماءهم التي نزفت وهم جرحى في سجون العدو سُكبت من أجل محاربة كل أطياف الاحتلال وضد كل أشكال التسلط والظلم والعمالة واليوم ها نحن نقطف إحدى ثمار تضحياتنا الكبيرة وصبرنا العظيم على تلك المعاناة الأليمة التي عشناها وذقنا مرارتها طوال سنوات متتالية، وأكدوا بأن ملامح الصمود الأسطوري للأسرى هو في سبيل الوقوف في وجه أكبر وأقذر مؤامرة تتعرض لها اليمن وكما تحررنا من الأسر سيتحرر الشعب اليمني بجهادنا من العصابات والمجموعات الإرهابية العميلة  لأمريكا والغرب ودول التآمر العربي وفي هذه السنوات الصعبة التي تمر بها اليمن ليس أمامنا خيار غير الوقوف ببسالة ضد هذه المؤامرة الأجنبية اللعينة وستبقى الجبهات هي ملاذنا الأول من أجل كل ذلك.
خلاصة الأعمال الإجرامية
لم تكن كل هذه الوسائل التي استخدمها الغزاة والمحتلون بحق الأسرى إلا أحد أسلحة العدوان السعودي وتحالفه بهدف تغذية الانقسام المجتمعي والطائفي وتعزيز ممارسات التحريض وتعزيز الكراهية والتمييز العرقي والمناطقي وتفعيل مخاطرها على النسيج الاجتماعي تنمية للاقتتال الداخلي وكنتيجة لهذه الممارسات وكنتيجة للفكر التكفيري وعدم القبول بالآخر ارتكبت على خلفية ذلك جرائم إبادة وقتل وتعذيب بحق الأسرى وثقت وشوهدت في مدينة تعز وعدن والمخا وغيرها من المناطق المحتلة، وما ذكر منها في هذا التحقيق ليس إلا النزر القليل وما خفي أشد وأعظم، وكانت لجنة شؤون الأسرى أكدت في وقت سابق وجود بعض أسرى الجيش واللجان الشعبية في سجون الاحتلال الإماراتي السعودي بعدن وأنهم يتلقون أبشع أنواع التعذيب وبطرق وحشية على أيدي قوات الاحتلال بشكل مباشر.. وكشفت أن بعض الأسرى توفوا نتيجة التعذيب وآخرين تم تصفيتهم من قبل قوات الاحتلال أو من قبل أدواتهم من مسلحي القاعدة وداعش سواء في عدن أو في مارب أو في تعز وفي المقابل يتم معاملة أسرى العدوان ومرتزقتهم الموجودين لدى الجيش واللجان الشعبية معاملة إنسانية وأخلاقية واعتبارهم كضيوف بحسب توجيهات قيادة الثورة ممثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ويتم تطبيبهم ومعالجتهم والسماح لهم بالاتصال بعوائلهم وتطمينهم والتحدث إليهم بعكس الأطراف الأخرى التي لا تزال تخفي مصير بعض الأسرى وترفض الإفصاح عنهم حتى الآن.

قد يعجبك ايضا