أيها الفلسطيني.. لا تعتذر عمّا فعلت

 

ناصر اللحام

لو أن الفصائل والتنظيمات الفلسطينية شتمت سياسة كندا وانتقدت انحيازها للاحتلال لما قامت كندا بطرد الفلسطينيين هناك وسحب جوازات سفرهم، ومثلها استراليا وأمريكا وفرنسا وحتى إسرائيل.
أما الدول العربية، فإنها تتعامل مع الفلسطينيين عندها وكأنهم رهائن، وتهدد بطردهم إذا لم يوافقوا على جميع تفاهات أنظمتهم وسخافات سياساتهم.
وكل نظام عربي “غبي” يتعامل مع الفلسطينيين وكأنهم رهائن خلال عملية سطو على بنك، ورغم وجودهم في كل بلد منذ سبعين عاما تراهم لم يحصلوا على جنسية ذلك البلد العربي، وإنما يحملون إقامة ولهم كفلاء وكأنهم في عصر تجارة الرقيق.
جامعة الدول العربية اسقطت مشروع فلسطين، ومجلس التعاون الخليجي طالب القيادة الفلسطينية بالاعتذار، فاعتذرت!!
وقد ثار غضب الحكام العرب بشكل كبير ولافت.. ليس على تدنيس المستوطنين للمسجد الأقصى ولا على إحراق المساجد وقتل الأطفال وتهويد المدن العربية، وإنما لأن أحد قادة الفصائل الفلسطينية غضب من تطبيع الإمارات مع الاحتلال وانفعاله على هذه الجريمة.
تصريحات ممثل الصاعقة معين حامد خلال مؤتمر الفصائل بين بيروت ورام الله ودعوته الفلسطينيين في الخليج للتحرك ضد التطبيع، أثارت ثائرة مجلس التعاون الخليجي الذي طالب الرئيس محمود عباس والقيادات الفلسطينية بالاعتذار.
وفي هذا الزمن الرخو، لا يتفاجأ أحد أن يعتذر الفلسطينيون للحكام العرب، وأن يعتذر الرئيس عباس والقيادات الفلسطينية لمجلس التعاون الخليجي ويخرج هذا وتخرج تلك من تحت الرادار وتعتذر للحكام العرب كما تعتذر الأعناق للسكاكين وكما تعتذر الأشجار للفؤوس، فهذه هي صفقة القرن، وهذه هي “فضائل” التطبيع.
نتنياهو لن يعتذر لأهالي الشهداء الأطفال، والمستوطنون لن يعتذروا لأصحاب المنازل المهدمة، وترامب لم يعتذر عن حصار وتجويع سكان الأرض المحتلة لأربع سنوات وتحطيم حياة الفلسطينيين في قطاع غزة بالكامل.
ففي عصر زيت الكاز يطلبون من الفلسطيني أن يعتذر لجلاديه ولقاتليه وعليه أن يشجب الإرهاب ويدين نفسه في كل مطارات العالم.
وجديد هذا، أن يعتذر الفلسطيني للمطبعين وأن يثبت حسن نواياه عند كل حاكم طائش.

قد يعجبك ايضا