قوى الاحتلال تعزز النعرات المناطقية في عدن

 

إحراق “البسطات” مستمر والمستشفيات تغلق أبوابها في وجه أبناء المحافظات الشمالية
محافظ عدن : ما يتعرض له أبناء المحافظات الشمالية من قبل سلطة الاحتلال عمل جبان وغير مقبول

قضايا وناس / محمد الروحاني

تواصل قوى الاحتلال في محافظة عدن انتهاكاتها المناطقية في حق أبناء المحافظات الشمالية وتهجيرهم، ومنعهم من مزاولة أي نشاط تجاري في المدينة، وإحراق البسطات، حتى وصل بها الأمر إلى منع المستشفيات من استقبال أبناء المحافظات الشمالية لتلقي العلاج.
ففي يوم الاثنين الماضي رفضت مستشفيات في محافظة عدن المحتلة، استقبال مواطنين من أبناء المحافظات الشمالية، أصيبوا في حادث مروري وهم في طريقهم إلى عدن قادمين من تعز.
وأفادت مصادر مطلعة بأن مستشفى الجمهورية في مديرية خور مكسر رفض استقبال عشرة مواطنين من أبناء محافظة تعز، أصيبوا،، بجروح بليغة نتيجة انقلاب سيارة نوع “صالون”، كانوا يستقلونها في نقيل ظمران وهي متوجهة بهم إلى عدن.. مشيرة إلى أن المُسعفين فوجئوا برفض المستشفى استقبال المصابين، فقاموا بنقلهم إلى مستشفى الصداقة في مديرية الشيخ عثمان، ليرفض هو الآخر استقبالهم ويرفض تقديم الخدمات الطبية الأزمة لهم .. معللاً سبب الرفض إلى توجيهات من قبل قيادات في مليشيا الانتقالي لهذه المستشفيات .
وأوضحت المصادر أن المُسعفين، بعد أن رفضت المستشفيات استقبال وعلاج المصابين، أخذوهم إلى أحد المنازل في خور مكسر، قبل أن تتم إعادتهم -صباح اليوم الثلاثاء- إلى محافظة تعز لتلقي العلاج.
وقوبل رفض المستشفيات استقبال المصابين باستياء واستهجان الكثير من أبناء عدن الذين شهدوا الواقعة، مؤكدين أن التعامل اللاإنساني من قبل الأطباء وإدارتي مستشفيي الجمهورية والصداقة، يتنافى مع قواعد مهنة الطب.
واعتبروا مثل هذا الفعل تنصُّلاً من قبل الأطباء عن أداء واجبهم الوطني والإنساني، ووصمة عار تسيء لكل الأطباء وأخلاقيات الشعب اليمني بشكل عام.
وفي سياق متصل أقدم مسلح تابع لمليشيا الانتقالي في عدن يوم الاثنين الماضي بإحراق “بسطة خضار” يملكها نازح من أبناء محافظة الحديدة في جولة الكراع بمديرية دار سعد، بعدما رفض أن يخضع لابتزاز المسلح الذي طلب اتاوات يومية على صاحب البسطة مدعياً أن المكان الذي أقيمت فيه ملكاً له.
وأثارت الجريمة سخطاً عارماً في جولة الكراع بدار سعد بعدما تبين أن المسلح استغل الفوضى الأمنية التي تشهدها عدن وأقدم على أحراق البسطة بعدما هدد مالكها بالقتل، وقالت المصادر أن الحريق تسبب في إتلاف كل محتويات البسطة من الخضار.
عمل جبان وغير مقبول
محافظ عدن طارق مصطفى سلام أدان الاعتداءات الإجرامية والسلوك الهمجي لقوى الاحتلال ومرتزقتها في جنوب الوطن من نهب وابتزاز أبناء عدن وكذا عمليات التهجير القسري ضد أبناء المحافظات الشمالية المتواجدين في تلك المناطق .
واعتبر سلام أن عمليات التهجير القسري والاعتداءات والاعتقالات التي يتعرض لها أبناء المحافظات الشمالية وتحديدا في مديريتي الشيخ عثمان والمنصورة من قبل سلطة الاحتلال ومرتزقتها عمل جبان وغير مقبول ولا يمكن السكوت عنه.. مؤكدا أن اليمنيين لن يقبلوا بأن تتحول عدن من عاصمة اقتصادية لليمن إلى مستعمرة خاصة تابعة للقوات الإماراتية والسعودية والسودانية فيما ويمارس فيها أبشع صورة الاعتقال والأجرام والتهجير ضد اليمنيين أنفسهم.
وقال سلام : العدوان والاحتلال امعنوا سلوك الإجرام والوحشية ضد اليمنيين في مختلف الأراضي اليمنية شمالا وجنوبا ولم يقتصر الحال بعدوانهم على المناطق الصامدة الحرة بل طالت أيادي الظلم إلى المناطق القابعة تحت سيطرتهم ليتلذذوا بمعاناة هذا الشعب ومفاقمة جراحه التي تسبب بها عدوانهم الوحشي منذ مارس 2015م وحتى اليوم غير آبهين بالوضع الإنساني المتردي وقتل وتشريد ملايين اليمنيين بصورة لم يسبق لها مثيل .
وأضاف : كيف لمنطق أو عقل أو إنسانية أن يقبل بمن يطالب بتطبيع العلاقات مع المحتل الإسرائيلي المجرم ويعلن قبوله بتواجده في أرضه وبين شعبه وهو يمنع أبناء وطنه الأم من التواجد في أرضهم ووطنهم, معتبرا أن السلوك الشاذ الذي ينتهجه المرتزقة عرى حقيقتهم المزيفة وكشف القناع عن مدى التآمر الخبيث التي تلعبه قوى الاحتلال مع قوى الاستكبار العالمي في اليمن .
وطالب سلام الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الوقوف بحزم أمام هذه التجاوزات الخطيرة والثقافات الدخيلة التي يمارسها الاحتلال ليخلق أجواء ملائمة لتمرير مشاريعه التدميرية الجبانة ويزرع روح التفرقة والتشظي بين اليمنيين وبما يشرعن لها القيام بالمزيد من القتل والتدمير ضد اليمنيين ويخدم مصالح قوى الاستكبار العالمي .
وتشهد محافظة عدن الواقعة تحت سيطرة مليشيا الانتقالي المدعوم إماراتيا حملة اعتقالات وتهجيراً قسرياً لأبناء المحافظات الشمالية منذ أغسطس 2019م.

قد يعجبك ايضا