مِنْ رَحِيْقِ الحُسَيْن

 

شعر:- عبد الكريم محمد الوشلي

من لظى الأرض في الهجير الطليقِ
قد عَرَتْها أحزانُ خطبٍ عتيقٍ
من فـــؤاد السًّـمـــــــــاءِ إذْ أثـكـلـتـْهُ
” كربلاءٌ ” بسهم جُـــرمٍ مَرِيقِ
و سيــوفِ الطُّغــاة عميــاءَ سُـلــَّــتْ
تُلـقِــمُ الليـلَ رأسَ صُـبـحٍ مُفيقِ
من حنين الأنـام ” للـطّـفِّ ” أضحى
بـدم السِّـبـط مَعْـلَماً في الطريقِ
شمـسَ رُشـدٍ لكـلِّ حـُرٍّ , وَرَشْـقـــــاً
أبـديــــــــاً للـظـلـم بالمـنجـنـيـقِ
هــبَّ لفـحُ المصُــابِ في الــدِّين بِكراً
طيَّ ذِكــراهُ ألفُ معنىً خَـفــُوقِ
ألــــــــفُ ” هيهـاتَ للمـذلـةِ ” يعــــدو
في صداها مليونُ عـهـدٍ وثـيـقِ
في ” تمـوزٍ ” بأرضٍ لبنـانَ ألـــقـــتْ
بشعـــــاعٍ مـن التَّــجــليِّ أنـيــقِ
و ” بـمـرَّانَ ” مِـن شــذاها بــــــــذورٌ
تـتـنامى أقمــارَ مـجـدٍ حـقـيـقي
ولكـلٍّ .. في كـلِّ وقـــــتٍ جـــــــــلاءٌ
رغـم “صهـيـونَ” رغم جَورٍ صفيقِ
إنها الشُّهـــبُ, فـي الـدُّمـــاءِ , سـتـبـقى
هاطـــلاتٍ بكـلِّ طُـهـرٍ سـلـيـقــــي
والـسَّـنـا في شـواخـــص الـدَّربِ يـحـسـو
نـبـضَـهُ الـفـذَّ مـن نـُهــورِ الـعـقـيـقِ
من رحـيـق الحُـسيـن ” فـي قلب” “طــه ”
ودمـــاءٍ مـضـيـئـةٍ كـالشُّــــــــروقِ
وجــــــــراحٍ غـــدتْ ورودَ مـســــــــــارٍ
مـسـتـطـيـلٍ .. طـوقاً لناجِ حــــذوقِ
فــلـتقـــولي يا وردة الــنــــزف مــــن ذا
كــحســينٍ في فيــك مــروى نشـيقِ
أو ” أبــي الــفـضـل” تـسـتـحـيـل المنـايا
فــي ســــماه منـــاهـــلاً لــلبـــروقِ
بـــأبــي آل بــيــــت أســــمـى البـــــرايا
هـــم بــعـيـن الكمـــال كالتـــحـــديق
وعُــرى الــحــق فــيــهـــمـــو تــتــباهـــى
واثــــقـــاتٍ بــكـــــل دربٍ وريـــــقِ
تـــــزدري الإفــــك والغــــوى أمــــــويــاً
قــد تـــفـشـى فـي ســائــق ومــســوقِ
تــســحـق الجَــــور ” عــــاويــاً ويــزيــداً ”
هـــازئـــاتٍ بـســوطــه الزنـــديــــقِ
لا تــــبــالـــي فـــي كـــل وقــــتٍ وأرضٍ
إن قلاهــــا مــنــافــق ذو فــســـــوقِ
أو أحــــــيــطــت تــــــآمــــراً وعـــــــــداءً
فــهـي أقـوى بــكـل خــطـب مُـحــيقِ

صنعاء – الأربعاء (9_محرم 1435)
13/11/2013م

قد يعجبك ايضا