الاتحادات الرياضية .. أوضاع خاطئة يجب تصحيحها

 

حسن الوريث

تحدثنا في الأسبوع الماضي عن تلك الملايين من الدولارات التي يتسلمها الاتحاد العام لكرة القدم وتذهب في الهواء ولا يستفيد منها سوى القليل من مسؤولي الاتحاد فقط والبقية كومبارس يقبلون بالفتات أما الرياضيون فهم أبعد ما يكونون عن هذه الأموال رغم أنها يجب أن تصرف لهم وقد وصلتني بعض الاتصالات والرسائل تطلب التطرق إلى بقية الاتحادات واللجنة الأولمبية التي تتسلم مبالغ من الاتحادات الدولية واللجنة الأولمبية الدولية وطرح التساؤلات عن مصير تلك الأموال إلى وزارة الشباب والرياضة ومنها إلى الجهات الداعمة التي يجب أن تعرف أين يذهب دعمها؟.
بالتأكيد إن هذه التساؤلات في محلها إذ أن هذه الاتحادات التي يعيش كثير من مسؤوليها في الخارج ويتنقلون بين الدول والمدن على حساب أموال الشباب والرياضيين وتضاف إليها تساؤلات أخرى عن مدى قدرة وزارة الشباب والرياضة على محاسبة هذه الاتحادات واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها؟ وعن سر هذا السكوت والصمت على تصرفات الاتحادات؟ ومما لا شك فيه أن عجز الوزارة عن معالجة ملف استلام الاتحادات واللجنة الأولمبية لمبالغ من الجهات الدولية يدعو للغرابة والتساؤل ويجعلنا نذهب إلى الشك فيها بل والوصول إلى قناعة في تحليلاتنا وقراءتنا لأبعاد هذا العجز والصمت المطبق بل والدفاع أحيانا عن تصرفات هذه الاتحادات بان كل هذا ليس بريئا وإلا فما سر السكوت العجيب؟ إذ لا يعقل أن يكون كل هذا عجزا، فالعاجز هو إما من لا يقدر على اتخاذ القرار أو من يتخذ قراراً ولا يستطيع تنفيذه والوزارة ليست عاجزة إلى الحد الذي لا تستطيع اتخاذ القرار أو تنفيذه، فكل الوسائل والإمكانات المادية والمعنوية بما فيها القانونية متاحة لديها وبالتالي فإن صفة العجز هنا يجب أن تنتفي وهذا في اعتقادي الذي يجب أن نعرفه من الوزارة ومسؤوليها حتى نطمئن ونبعد شكوكنا بوجود ثمة شبهة في هذه العلاقة بين بعض مسؤولي تلك الاتحادات وبعض مسؤولي الوزارة وعليهم التوضيح واتخاذ القرارات المناسبة.
الكل يطلب من وزارة الشباب والرياضة التدخل لإيقاف هذا العبث الكبير الذي يمارس في هذه الاتحادات سواء من خلال وقوف بعض مسؤوليها مع العدوان أو روائح الفساد التي ظهرت وبينت سيطرة البعض على الملايين ونهبها وحرمان الرياضيين منها إضافة إلى تحدي بعض الاتحادات للوزارة وعدم الانصياع لتعليماتها وقراراتها سواء من خلال المشاركة في منافسات رياضية في دول العدوان أو إقامة معسكرات رياضية هناك بحجة إبعاد الرياضة عن السياسة رغم أن هؤلاء غارقون في دماء الشعب اليمني وتدمير مقدراته ويجب أن تتم محاسبة كل من يشارك في ذلك.
هناك بعض الاتحادات تتسلم مبالغ من الاتحادات الدولية كدعم لها إضافة إلى ما تتسلمه من دعم من صندوق رعاية النشء والشباب وكلها في ظل عدم وجود أنشطة حقيقية وبطولات ومنافسات محلية ودولية وبالأخص في هذه الأيام بسبب وباء كورونا الذي أوقف كل الأنشطة والبطولات العالمية الرسمية وغير الرسمية ونحن نعرف أن اتحاداتنا نائمة وبعضها ميت في الأوقات الطبيعية فما بالك حالياً وبالتأكيد أن نومها وموتها نتيجة طبيعية لصمت الجهات المختصة عنها وعدم إخضاعها للمحاسبة لسبب أو لآخر، المهم في نهاية المطاف أموال الرياضيين تهدر وأولئك الذين يعيشون في الخارج يقتلون الشعب اليمني بوقوفهم في صف العدوان وبنهب الأموال المخصصة للرياضيين اليمنيين، وهذه الأوضاع الخاطئة للاتحادات الرياضية يجب تصحيحها وإبلاغ الاتحادات الدولية بأن الأموال التي تقدمها للرياضيين اليمنيين لا تصل إليهم لابتكار طريقة أخرى لإيصالها بعيداً عن أولئك الأشخاص.

قد يعجبك ايضا