في اطروحة دكتوراة للباحثة عائشة المزيجي:

الوصف في الرواية اليمنية

 

حصلت الباحثة الأديبة عائشة عبدالله المزيجي ،على درجة الدكتوراه من كلية اللغات-قسم اللغة العربية،بجامعة صنعاء ،وذلك عن رسالتها الموسومة بـ:”الوصف في الرواية اليمنية.. دراسة بنيوية ” والتي تمت مناقشتها خلال الأيام الماضية بمركز الإرشاد النفسي بجامعة صنعاء.
وتكونت لجنة المناقشة من الأستاذ الدكتور أحمد الزمر – مناقشا داخليا – رئيسا.
الأستاذ الدكتور علي حمود السمحي – مناقشا خارجيا.
الأستاذة الدكتورة آمنة يوسف – المشرف على الأطروحة.
وقد تمت مناقشة الباحثة من قبل أعضاء اللجنة.. والتي استعرضت مضمون أطروحتها وما تناولته من جوانب متعلقة بالرواية اليمنية والوصف فيها وذلك من خلال مجموعة من الروايات التي كانت محور البحث، وبعد النقاش تم منح الباحثة درجة الدكتوراه بتقدير امتياز.
تقنية سردية
*وعن أطروحتها هذه تقول الباحثة عائشة عبدالله المزيجي:
الوصف في الرواية اليمنية المعاصرة تقنية سردية كان لها توظيف تقليدي نستطيع به الفصل بين الوصف والسرد كما في رواية القرن التاسع عشر الواقعية, وفيها لا يشترك الوصف والسرد في دلالة واحدة، فقد يعرّف الوصف ( الصورة الوصفية ) شكل الشخصية أو جوانب المكان ولا علاقة لذلك بمجرى الأحداث على متن الرواية, فيبدو الوصف زينة وخطاباً لغويا لا فائدة منه سوى قطع مجرى السرد. وقد يدعّم الوصف بالتشبيه والاستعارة وغيرها من أنواع المجاز الذي لا يحمل أي دلالة في سياق السرد فيعد زينة ورصفا بلاغيا، ووظف الوصف وهو يؤدي دورا أساسيا، ما يجعل منه صانعا الحدث، وجامعا لرؤى الراوي ومن خلفه الكاتب، وقد ينفصل الوصف في الظاهر لدى الرواد عن السرد وتلحتم دلالاته مع ما في هذا الأخير من وجهات نظر تنقلها حركة الشخصيات، ولدى كتَّاب اليوم يتبدى الوصف منفصلا تارة، أو ممتزجا بالسرد تارة أخرى مكونا ما تسمى بالصورة السردية المدعمة غالبا بالرؤية الداخلية بصحبة صوت الأنا، ولا يعني ذلك عدم توظيفها مع ضمير الهو ( الغائب )، و لدى كتَّاب اليوم لا تكون الصورة الوصفية ساكنة لا دور لها وهي تحمل رائحة الحدث من خلال سمات الشخصية الخارجية، وانفعالاتها البارزة على مظهرها، وكذا من صفات المكان فتكون الصورة الوصفية تأملية بحسب ما رأى جيرار جينيت الذي ينفي قطعها لمجرى السرد، وهذا ما يجعل من هذه التقنية مشاركا ولها دور بنيوي، حتى تكاد تكون عنصرا من عناصر الرواية، الشخصية، المكان، الزمن، وليس أسلوبا سرديا يقتصر دروه كمكمل ومساعد فقط، أما وصف الزمن فأكثر دلالة على الحدث، حيث الزمن كما تذكر سيزا قاسم هو الحدث والإيقاع، يتجلى الحدث من خلال تعريف الوصف بماهية الزمن سواء أكانت مبهجة أو معتمة، بأسلوب مباشر أو مجازي.
تلاقح الفنون
وتضيف الباحثة عائشة المزيجي:
وقد وقفت الدراسة على توظيف الوصف بين جيل الروَّاد وكتَّاب اليوم في الرواية اليمنية المعاصرة، وكيف تجلَّى عند كتاب اليوم غير مستقلا عن السرد غالبا، يحمل إيجاز رؤية الرواية، سواء أكان الوصف صورة وصفية أو سردية أو بشكل صورة مجازية لها دلالة لدى الرواد بالرغم من ظهورها منفصلة عن مقطع السرد، إلا أنها عند كتَّاب اليوم أكثر تكثيفا للحدث، فلا تعد زينة يمكن الاستغناء عنها وسط السرد، أثبت ارتقاء دور تقنية الوصف مقارنة بما كانت عليه في زمن سابق تقليدي، تقدم فنية الرواية اليمنية ومسارعتها مواكبة التقدم الفكري والأسلوبي الفني موازية الرواية العربية والغربية، على الرغم من الفترة العمرية القصيرة لها، ما يدل على تلاقح الفنون، وقدرات الفنان والكاتب اليمني وتشربه لجديد التطورات الفنية المتنوعة في الرواية العربية وغير العربية.
وعن منهج الدراسة تقول الباحثة:
أما منهج الدراسة فالبنيوي الذي يرى النص بنية منغلقة على نفسها، بحيث تستشف الرؤى من ترابط مكونات النص الداخلية، ولا يدرس الوصف بعيدا عن الشخصية والمكان والزمان، والمنهج البنيوي لا يعني عدم ارتباط الوصف في الرواية بجوانب اجتماعية وسياسية وثقافية، بل القصد ألا يكون هدف الوصف نسخ الواقع الخارجي، وإعادة تاريخه داخل النص، فيكون هذا الأخير ( النص ) مجرد وعاء نفسي واجتماعي فقط، والمفترض في هذا المنهج هو أن تكون فنية النص هي الأساس والمنتج الأول للرؤى لا الواقع الخارجي بعيدا عن أن تكون فنية النص هي الأساس والمنتج الأول للرؤى ، لا الواقع الخارجي.

قد يعجبك ايضا