غارديان: تحقيق العدالة لجورج فلويد يتطلب غضبة كالتي قضت على العبوديةؤ

 

نشرت صحيفة غارديان البريطانية مقالا للكاتب الصحفي الأمريكي جريشو براون، رأى فيه أن الاحتجاجات السلمية وحدها لم تحقق قط التقدم أو الإنصاف والعدالة للأمريكيين من أصول أفريقية.
وأشار براون إلى أن تاريخ الولايات المتحدة الذي يُدرّس في المدارس الأمريكية حافل بالأحداث الدموية للحد الذي يتخرج معه الطلاب وهم يعتقدون بأن الأعمال الوحشية التي تُقرها الدولة ليست أمراً عادياً فحسب وإنما أخلاقي أيضا.
وقال: “إن من السذاجة الاعتقاد أن حركة الحقوق المدنية كانت سلمية، وإنه من غير الاحترام لنضال مارتن لوثر كينغ تثمين قيادته الرائعة دون أن نفهم أن نضاله جاء بالتزامن مع نضال مالكوم إكس وأمة الإسلام وحزب النمر الأسود وغيرها من المنظمات العريقة المهتمة بمبدأ العين بالعين أكثر من مبدأ تحويل الخد الآخر.
وأورد المقال بعض التفاصيل عن حادثة مقتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي “جورج فلويد” على يد شرطي أبيض في مدينة مينيابوليس الأسبوع الماضي، وقال إن ضابط الشرطة ديريك تشوفين الذي قام بالسيطرة على فلويد وتقييده ثم جثى بركبته على عنقه لمدة تسع دقائق تقريبًا، لم يستمع لمناشدات فلويد ولا لمناشدات المارَّة الذين توسلوا إليه ليرفع ركبته عن عنق فلويد، وحذَّروه من أنه على وشك الموت، حتى مات بالفعل.
دولة بوليسية
وقال براون: إن مشهد المواطنين وهم يراقبون بعجز عملية القتل الظالمة وغير المبررة دون أن يستطيعوا التدخل مثال آخر على أن الولايات المتحدة دولة بوليسية، فالمواطنون لا يمكنهم التدخل لأن من يمارس القتل هي الشرطة، ولأنهم يخافون على أرواحهم، ولأن معطيات التاريخ تخبرهم أن العدالة لن تتحقق في قضية الرجل الذي يحاولون إنقاذه، ولن تتحقق في قضاياهم إذا فقدوا أرواحهم وهم يحاولون ذلك.
كما انتقد الكاتب القمع الذي تعرض له المتظاهرون الذين خرجوا احتجاجا على قتل فلويد ووحشية الشرطة، وأرجع ذلك إلى أن أغلبيتهم أمريكيون من أصل أفريقي، وقال: إن المهمة الحقيقية للشرطة الأمريكية عند مكافحة أعمال الشغب هي حماية الممتلكات على حساب الأرواح.
إلى ذلك أكد براون أنه لا يسعى للتحريض على أعمال الشغب، وإنما يريد التذكير بأن أعمال الاحتجاج لم تكن لتحدث لو أن جورج فلويد كان الآن حيا يرزق، وأن معطيات التاريخ تشير إلى أن ما يقوم به الناس في الوقت الراهن للتعبير عن غضبهم إزاء وحشية الشرطة أمر ضروري تماماً مثل تمرد نات تورنر ضد العبودية عام 1831م.
وقال: إن المحتجين الذين خرجوا إلى الشوارع اليوم لا يسعون للتوصل إلى حل وسط، وإنما يسعون لحل جذري لمشكلة المؤسسات الموجودة فقط لترهيب وقتل المواطنين.
وختم مقاله بأن المطالبة بإلغاء العبودية كانت في الماضي ضرباً من الجنون، وأن المحتجين الآن يطالبون بإلغاء الشرطة وهم مستعدون لأن يوصفوا بالجنون في سبيل ذلك.

قد يعجبك ايضا