العيد في اليمن بنكهة عدوانية

إكرام المحاقري
ثوب جديد مخضب بدماء أطراف مبتورة وأشلاء متناثرة وجثث متفحمة ومنازل دمِّرت فوق رؤوس ساكنيها, بينما تعالت تكبيرات العيد في المساجد تعالت أصوات طائرات العدوان في الأجواء اليمنية متعربدة حاقدة، لتخلِّف في صباح يوم عيد الفطر كل ذلك الإجرام وتخلق الحزن في جو فرائحي أراده الله أن يكون يوم عيد لإتمام نعمة الصيام على المسلمين.
هكذا هو الدستور الجديد لدى من يحكمون العالم بقانون الغاب “البقاء للأقوى” وهذه هي ديمقراطية دول العدوان التي تعد امتداداً لديمقراطية “أمريكا” التي لا تقبل بأن يكون هناك من هو أقوى منها ولا تحبذ وجود حرية وتحرر للإنسان في أرجاء البسيطة.
يتحدث العالم عن العيد ،لكنه لم يلتفت للحديث عن عيد من نوع آخر نكهته عدوانية إجرامية بل تناسى الضمير الإنساني وتنكَّر, كما هو حال دول العدوان, فجمعيهم له ذات الإجرام، لكن هناك من وقف خلف مترس البندقية المعتدية، وهناك من وقف خلف مترس الصمت والهوان.
ولتكن كل هذه الدلائل محطة للذكرى واستلهاماً للدروس والعبر من كل مخلفات الاحتلال في العالم، ولنسأل دول تحالف العدوان من جديد :ماذا حققتم في اليمن منذ 2015م حتى اليوم غير الجرائم وقتل الإنسان؟ أم أن الحال المزري لجنوب اليمن يُعد الإنجاز الساطع لكم؟ نعم هو كذلك ولا داعي للمغالطة.
بتنا نؤمن إيمان الموقنين بأن دول العدوان لا تخلق جريمة وحشية في اليمن إلا نتيجة لبالستي يمني استهدف مناطق حساسة في العمق السعودي وما بعده, لكن هم يعلمون أن العيد في منشآتهم وقلوبهم كان عيداً بنكهة العنفوان اليمني الصامد وما قبل تلك الجرائم في مران وحجة هو اعظم مما قبله، فهناك من صرخ بأعلى صوته بأن هناك انفجارات عنيفة هزت الرياض ولم تهدأ, فلا داعي للمغالطة !!
نعم حوَّلت دول العدوان العيد في اليمن إلى ميتم ومجلس عزاء وفاجعة تلو فاجعة، لكن ما لا يدركه المعتدون هو أن هذا العيد ليس بالشكل الذي يُخيَّل لهم، فكل ذلك قابله صمود وصبر أسطوري نالت دول العدوان من بأسه الشديد عظيم المعاناة وسينال المعتدون الرد المزلزل عقب كل جريمة ارتكبوها وتفننوا في رسم مخططها القذر بحبر الحقد والفساد.
فهم لا يجدون غير القتل لمن باع نفسه من الله ،فيما هو أحب إليه أن يُقتل في سبيل الله, فذاك هو الشعب اليمني ،فمن أنتم يا من لا قديم لكم؟

قد يعجبك ايضا