الإرهاب وكوارث الاحتلال

 

علي محمد الأشموري

منذ الخميس الماضي والمصادر المحلية تتناقل أخباراً في أبين أن أحد القادة الذي يعتقد أنه تابع لألوية المجلس الانتقالي الجنوبي المنضوية ضمن المليشيات التابعة لدويلة الإمارات، انسحب بقواته من معركة المواجهة مع ميليشيات حزب الإصلاح، وتحديداً ما يسمى قائد اللواء الخامس دعم وإسناد المدعو “مختار التنوبي”، فهذا المرتزق قد اضطر إلى الانسحاب بعد أن خسر كل عتاده وعدته خلال مواجهات “زنجبار”.. الأخبار الرسمية تؤكد أن “التنوبي” استلم عشر مدرعات عسكرية لكنها خارجة عن الجاهزية القتالية، الأمر الذي أدى إلى استسلام الكثير من أفراد اللواء للأسر لدى الإخوان المسلمين “الإصلاح”.. فماذا يحدث في المحافظات الجنوبية والشرقية؟؟
يبدو أن بذور “الوجبات” التي وصلت إلى ذروتها في يناير 86م بين الطغمة والزمرة قد أحيتها دولتا الإمارات والسعودية من جديد لأن النتائج لا بد لها من مقدمات، فالمقدمات الجوع التاريخي في الزمن الاشتراكي والمؤامرات بين الفريقين الطغمة والزمرة واقتحام البنك المركزي في العاصمة المؤقتة عدن من قبل الانتقالي الذي سبقته اقتحامات وسرقات لرواتب الشعب اليمني وودائع الاحتلال التي ذهبت إلى جيوب وكروش ما تسمى بالشرعية “الميتة” زبانية “الدنبوع” وأبنائه وحاشيته..
وجاء الآن دور “الزبيدي” يد المحتل الإماراتي.. أما بالنسبة للسعودية فقد تبادرت إلى المسامع أخبار مؤكدة بأن أدواتها الفاشلين من المرتزقة مطرودون من السعودية بعد إفراغ خزينتها دون أن يحقق حزب الإخوان أجندتها.. وفي تغريدة له كشف الأستاذ محمد البخيتي وظيفة حزب الإصلاح المتمثلة في قيادة وخدمة “بن سلمان” وهي الوظيفة التي يتشرف بها الحزب الإخواني الذي يقود حرباً عدوانية بالوكالة على الشعب اليمني منذ خمسة أعوام ونصف.
و أشار الأستاذ البخيتي في نفس التغريدة إلى أن السعودية والإمارات تصفان الحزب كعدو ولكن السعودية تحاول استخدامه كأداة قوية لمواجهة أنصار الله..؟؟
السعودية الفاشلة وعقالاتها أفشل من عقل، ولنتذكر ما حدث قبل الوحدة حينما ذهب لفيف من أمراء التقسيم إلى عدن يحملون معهم أحلاماً وردية ومبالغ مهولة لإجهاض حلم الوحدة، ولكن الرد حينها قد قطع مساعي وأجندات العدو التاريخي بلا رجعة، ورجع يجرجر أذيال الخيبة إلى “الرياض” التي موَّلت استراتيجية رجل لا يحمل عقلاً.. بائع.. صامت.. مغترب وهي أول مرة تحدث في التاريخ، فاستقبل مع حاشيته في فنادق الرياض ولكن الصراع بين أدوات المحتل الإماراتي وأدوات المحتل السعودي الطامع بعد ست سنوات من الحرب الكونية ونهب الثروات اليمنية ومحاولة سرقة التاريخ وطمس الهوية، بفضل العجوز المترهل وحاشيته -يحدث ما يحدث في اليمن- وشرعيته الميتة لم تستطع حتى النزول في مناطق سيطرتها، عجباً.. فأصغر جندي إماراتي يمنع من يدعي أنه الشرعي من الهبوط في أي مطار في المحافظات المحتلة ولم يشفع له الريال السعودي والعقال الخليجي بأن يبعد عن عينيه النظارة “السوداء” رغم ما يحدث لإخواننا الجنوبيين في المحافظات الجنوبية والشرقية من اعتقالات في سجون سعودية -أمريكية – إماراتية، فالإخفاءات القسرية بالجملة وارتفاع حصيلة الإصابة بالوباء والجائحة ” كورونا” ينذر بكارثة، والدنبوع وحاشيته يتفرجون كما تفرجوا سابقاً على كارثة مستشفى “48”.. هادي يا سادة أكبر نكبة على اليمن واليمنيين، ولا رحم الله من “هرَّبه”.
ست سنوات والخزائن السعودية – الإماراتية إلى البنك الذي تعهَّد أمام العام والمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية بصرف رواتب كافة أبناء اليمن، واتضح أن أبناء اليمن اثنان فقط هما “جلال وهادي” والشلة الذين استولوا على الأخضر واليابس وتركوا حرية البلطجة والتصرف في الذهب والتراث والتاريخ والأشجار والأرض والعرض للمحتل السعو – إماراتي، واليمنيون يعانون النكبات والأوبئة في المحافظات الجنوبية والشرقية، والتحكم في الموانئ ومحاولة طمس الهوية بدأت بمائة كتاب وحقيبة وكم علبة من الرنج لزوم الدعاية الإعلامية، وأسقطوا رموز الحركة الوطنية اليمنية وأنزلوا صور أبطال سطروا أروع البطولات أمام إمبراطورية الاحتلال البرتغالي والاحتلال البريطاني التي لا تغيب عنها الشمس، أسقطوا تاريخاً نضالياً يمتد لمائة وثمانية وعشرين عاماً.. فمن أين جاءت هذه البلوى على اليمن؟
اليمن أصل العرب ومنبع العروبة وأصل الحضارة.. في مقالة سابقة ذكر كاتب السطور بأن ” ما جمعته الحيل فرَّقته المقادير”، فبعد أن احترقت ورقة الإصلاح والدنبوع والانتقالي، نقول الأخير موجود على الأرض لكن ما مصير الأحزاب والدنبوع في فنادق الرياض؟.. تعوَّدنا في كل عيد أن الوزير والقائد الفلاني يهنئ الرئيس وكلهم في فندق واحد.. تبا أين ستذهبون؟، وما زلت مراهناً على أن ما أخذ بالحيل سيدفعه المرتزقة وستصادر أموالهم القذرة المشبوهة.. فأين المفر؟.. هذا في الدنيا فما بالكم بالآخرة؟
احزموا حقائبكم قبل أن يقع الفأس في العقال.. فنهاية العملاء والمرتزقة مأساوية.. وتساؤل أخير: هل سيأتي عيد الفطر المبارك ولازلتم في الفندق تتبادلون التهاني من طابق لآخر؟، لا أعتقد ذلك، فالمقدمات تأتي بالنتائج، فالإرهاب يتفنن في ممارسته الدواعش وعناصر القاعدة التابعون لدول الاحتلال برايات سوداء تحت شعار “لفظ الجلالة” والتعذيب في السجون حتى الموت بدون ذنب وجز الرؤوس بدم بارد وقلوب ميتة، هي في مجموعها “عقائد الشر” وعقائد الإرهاب الذي يشوَّه الدين الإسلامي الحنيف البريء من هذه الأعمال براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
لنكن واقعيين، فالكل يتحدث عن هذه الحقائق.. أما في المناطق الواقعة تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ فيوجد الجنوبي والإصلاحي وكل الأحزاب وألوان الطيف السياسي، جميعهم يعيشون في أمان تام، لكن لا يوجد شمالي يعيش بأمان في أي منطقة جنو –شرقية.. أتدرون لماذا؟ لأن من يحكم المناطق الشمالية الغربية هم أبناؤها وفي المقابل الجنوب والشرق خاضع للإحتلال السعو – إماراتي.

قد يعجبك ايضا