«أُعْلِنُوا وَفَــاةَ العَــرَب»

 

*محمد أحمد الشامي

الوَضْعُ مَضْفُورٌ بِأَنْفَاسِ اللَهَبْ
يا حِقْبَةً مَرَّتْ ومَا اقْتَلَعَتْ ذَنَبْ
عَرَبَاً نُسَمِّيْكُمْ ، بِأَيَّةِ مَنْطِقٍ..
نَسْتَغْفِرُ اللهَ نُسَمِّيْكُمْ عَرَبْ؟!
سبعون عَامَاً ، والسكُوتُ يَلُوْكُكُمْ
وأَمَامَكُمْ «قُدْسُ» الكَرَامَةِ يُغْتَصَبْ!
سِتُّونَ عَامَاً ، والدِّمَـاءُ مُرَاقَةٌ..
والنَّخْوَةُ العَرَبِيَّةُ ارْتَدَّتْ عُلَبْ!!
سِتُّونَ عَامَاً ، أينَ كُنْتُمْ حِيْنَهَا..
وجَرَى دَمُ الأبْطَالِ أَشْبَاهَ القِرَبْ؟!
مَا عَادَ للْعَرَبِ انْتِسَابُ عُرُوبَةٍ
فَلَقَدْ أضَاعُوهَا كَمَا ضَاعَ اللَقَبْ
وعُرُوبَةُ اليوم اسْتَحَالَتْ مَسْرَحَاً
في راحةِ المُوْنْتَاجِ..جَاهِزَة الطَّلَبْ
إِنَّ العُرُوبَةَ مِنْكُمُوْ قَدْ جُرِّدَتْ
مِنْ بَعْدِمَا بِعْتُمْ قَوَانِينَ النَّسَبْ
يَامَا شَجَبْتُمْ قَبْلهَا..حَتَّى اكْتَسَى
ثَوْبُ السُّكُوتِ عَلَى مُحَيَّا مَنْ شَجَبْ
والصَّمْتُ ذِلٌّ لَيسَ تَقْبَلهُ النُّهَى..
كَالعِـرْضِ في شَرْعِ القَبِيْـلَةِ يُحْتَسَبْ
والذُّلُّ كُلُّ الذُّلِّ حينَ تَرَى أَخَاً
يَحْمُونَهُ الأَعْدَاءُ ، والأَخُ قَدْ هَرَبْ
كَمْ «خَيْـبَرٍ» مِنْ بَعْدِ «خَيْـبَرَ» يَا تُرَى..
أَسْرَى «بَنِيْ وَطَنٍ» بِكَفِّ «أَبِيْ لَهَبْ»
وَلَّى «رَبِيْعٌ» بالَّـذِي في جَيْبِهِ
يَا لَيتَ شِعْرِي مَا سَيَحْمِلُهُ «رَجَبْ»
قالوا: «مَتَى قَدْ يُعْلِنُونَ وَفَاتُهُمْ»؟!
أَرْجُوكُمُوْ لاَ تُعْلِنُوا مَوْتَ العَرَبْ!
لاَ تُعْلِنُوا عَنْ مَوْتِهِمْ مِنْ بَعْدِمَا
مَاتُوا جَميعاً..يَومَ أَنْ ثَارَتْ «حَلَبْ»
هُمْ يُعْلِنُونَ بِكُلِّ يومٍ مَوْتَهُمْ
ويُسَائِلُونَ عَدُوَّهُمْ مَاذا ارْتَكَبْ؟!
«الرَّافِدَانِ» شَكَى لِـ»لُبْنَانَ» الأَسَى
«بَـيْرُوتُ» تَبْكِيْ «غَزَّةَ» ، و»النَّقَبْ»
والكُلُّ يَنْظُرُ صَامِتَاً ، وكَأَنَّهُمْ
يَسْتَعْرِضُونَ مُسَلْسَلاً ، أَوْ مُنْتَخَبْ
وتَخَاذُلُ الزُّعَمَاءِ نِصْفُ هَزِيْمَةٍ
عَنْ «قِمَّةٍ» فَشِلَتْ..لأَنَّهُمُوْ السَّبَبْ
دَوْرُ الزَّعَامَةِ لَا يَكُونَ بِمَوْقِفٍ..
لَكِنَّهُ دَوْرُ الشُّجَاعِ بِمَا وَجَبْ
كُلُّ المَوَاقِفِ شِبْهُ مُخْزِيَةٍ لَهُمْ
وسكُوتُهُمْ عَجَبٌ يُصَاحِبُهُ العَجَبْ!!
عَتَبِيْ عَلَى دُوَلِ الجِوَارِ ، ولَوْمُهُمْ..
والصَّمْتُ كانَ لَهُمْ أَجَدُّ مِنَ العَتَبْ
الخائِفُونَ عَلَى المَنَاصِبِ دَوْرُهُمْ
آتٍ بِمَا فِيهِ ، ويُلْعَنُ مَنْ كَذَبْ
الصَّامِتُونَ عَلَى المَجَازِرِ ، والدِّمَـاْ..
أَخْشَى يَكُونُ غَدَاً لَدَيْهُمْ لِلأَقَبّْ
لاَ سُلْطَةٌ لِلْحُبِّ في مُدُنٍ تَرَى
في الحَرْبِ مُشْكِلَةً..تُشَرِّقُ مَنْ غَرَبْ
أَعَلَى «فِلِسْطِينَ» الدَّمَـارُ مُؤَقْلَمٌ..؟
كَتَأَقْلُمِ النِّـيْرَانِ في وَسَطِ الحَطَبْ
لَنْ يَرْحَمَ التَّارِيْخُ مَوْقِفَهُمْ هُنَا..
مَا هَزَّ قَلْبَاً ، أَوْ أَثَارَ بِهِمْ غَضَبْ
مَاتَ السَّلامُ بِمَوْتِهِمْ في لَحْظَةٍ
في لُعْبَةِ الآتِيْ مَلايِينُ اللُعَبْ
سَيَحَارِبُونَ لِكُلِّ حَرْفٍ ضدَّهُمْ
وسَيَعْدِمُونَ لِمَنْ أَذَاعَ ، ومَنْ كَتَبْ..
هَيَّا اعْلِنُوا بينَ الوجُودِ وَفَاتَهُمْ
عَارٌ عَلَيْهِمْ أَنْ يُسَمَّوْا بِالعَـرَبْ.

قد يعجبك ايضا