اليمن على أعتاب عام سادس من الصمود

محمد صالح حاتم
ودَّع الشعب اليمني العام الخامس من الصمود والتحدي،أمام تحالف قوى العدوان السعوصهيوامريكي، واستقبل العام السادس وهو أكثر تماسكا ،وأشدّ قوةً وصلابة ،وبيارق النصر تلوح في الأفق.
خلال الخمسة الاعوام من الحرب والعدوان والحصار،اثبت الشعب اليمني أنه شعب عظيم،شعب لا يستسلم أو يقهر،وأن أرضه مقبرة للغزاة، رغم الفارق بين ما يمتلكه تحالف العدوان من قوة وعتاد عسكري وما حشد له من جيوش من عدة جنسيات،وما جنَّد له من مرتزقة وعملاء،وبين ما يمتلكه الجيش اليمني ولجانه الشعبية والذي يقاتل بسلاح تقليدي،متوسط وخفيف،فلا وجه للمقارنة فالجندي اليمني حافي القدمين بسلاحه الكلاشنكوف يواجه الابرامز والبرادلي والميركافا، ويحرقها بالولاعة،ويسقط طائرات الـ f16و f15 والتورنيدو والاباتشي.
كان تحالف العدوان يعتبر حربه وعدوانه على اليمن مجرَّد نزهة عسكرية وأنه سيدخل صنعاء في غضون أيام أو أسابيع ، واليوم هاهو يدخل العام السادس، وشعار “قادمون ياصنعاء ” والذي ظل العدو يتغنَّى به في إعلامه منذ بداية العدوان قد تحوَّل إلى “خاسرون وعاجزون عن حماية الرياض وابوظبي”.
وأصبح تحالف العدوان يبحث عن مخرج من المستنقع اليمني الذي وقع فيه،فالصواريخ اليمنية والطيران المسير اليمني يقصف الرياض ودبي وابوظبي، ويستهدف منشآت ارامكو في بقيق وخريص وينبع،بل إن مدن ومطارات وموانئ العدو تحت رحمة الصواريخ اليمنية والطيران المسير، فبركان وقاهر وبدر والقدس ونكال ،وطائرات الصماد والهدهد وقاصف تسرح وتمرح في الأجواء السعودية والاماراتية بأريحية دون اعتراض أو منع من أحد ،ولها زيارات عديدة إلى الرياض ودبي وخميس مشيط والدمام وينبع ونجران وجيزان وعسير وعدة مدن ومنشآت حيوية واقتصادية، وقد حطت رحالها في العديد من مطارات مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد ، والتي عجزت الدفاعات الجوية لديهما عن اعتراضها،وفشلت الرادارات وأنظمة الباتريوت الأمريكية في التعامل معها أو اكتشافها.
فالعام الخامس كان بالنسبة لليمن عام الصناعات الحربية والعسكرية،وعام الملاحم البطولية والعمليات العسكرية البرية، وعمليات توازن الردع المتمثلة باستهداف العمق السعودي التي قصمت ظهر العدو،والتي بدأت بعملية توازن الردع الأولى باستهداف حقل الشيبة النفطي،وكانت قد سبقتها عملية التاسع من رمضان، وتلتها عملية توازن الردع الثانية بقصف منشآت ارامكو في البقيق وخريص في 14سبتمبر 2019م،والعملية الثالثة باستهداف شركة ارامكو في ينبع السعودية،كل هذه العمليات جعلت العدو يصرخ في المحافل الدولية والعالم يشجب ويندد بالاستهداف ويصفها بالعمليات الإرهابية، لأنها استهدفت المصالح الأمريكية،وجففت الضرع الذي يدر الحليب للخزانة الأمريكية، ناهيك عن الانتصارات العسكرية التي حققتها القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية في العديد من الجبهات الداخلية والخارجية خلال العام الخامس ومنها عملية “نصر من الله” في محور نجران، وعملية “البنيان المرصوص” والتي حررت جبهة نهم وصرواح، وعملية “فأمكن منهم ” التي طهرت محافظة الجوف وأصبحت القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية على أبواب مدينة مأرب آخر معاقل حزب الإصلاح،واهم مورد اقتصادي له.
فالعدو خلال العام الخامس تلقى ضربات موجعة – سواءً عسكرياً أو اقتصادياً- أفقدته توازنه وغيَّرت سير ومجريات المعركة وقلبت موازين القوى،فأصبح الجيش اليمني هو المبادر والمهاجم،وتغيَّر وضعه من الدفاع إلى الهجوم، وأصبح تحالف العدوان ومرتزقته في موضع الدفاع،فخلال العام الخامس من للعدوان خسر العدو عدة جبهات ومواقع كان يسيطر عليها ويتحكم بها منذ بداية العدوان ومنها نهم والجوف وفي نجران وجيزان والضالع وغيرها، إضافة إلى فقدانه التحكم والسيطرة بالأجواء اليمنية، فطيرانه أصبحت تحركاته محدودة وبحذر،بل إن أجواء العدو اصحبت متاحة ومفتوحة للطيران المسير اليمني والقوة الصاروخية اليمنية .
فاليمن بفضل الله سبحانه وتعالى وتضحيات رجال الرجال من أبطال الجيش واللجان،وبصمود أبنائه وحكمة القيادة الثورية والسياسية والعسكرية،يدخل العام السادس من الصمود والتحدي وهو في وضع أفضل وأحسن من الأعوام السابقة،بل إن هذا العام هو عام الحسم والنصر اليماني بإذن الله تعالى .
وعاش اليمن حرا أبيا ،والخزي والعار للخونة والعملاء.

قد يعجبك ايضا