شخصيات علمائية عربية: النظام السعودي ينفّذ أجندات الاستعمار باستمرار عدوانه الغاشم على اليمن

الشيخ/ حسن التريكي: النظام الحاكم في الجزيرة العربية يقوم بمهام المشروع الصهيوني الأمريكي وتمزيق الشعوب مقابل ضمان بقائه
الشيخ/ عبدالله الصالح: العدوان السعودي على اليمن هو عدوان استعماري صهيوني هدفه ثني كل من يريد الاستقلال ورفض التبعية للاستعمار والصهيونية
الشيخ/ صهيب حبلي: العدوان على اليمن هدفه تحقيق المصالح الأمريكية وتنفيس الأحقاد السعودية
الشيخ /محمد النوري: الشعب اليمني سيصل إلى نصر عظيم ومن تحالف ضده إلى خسارة وهوان
جاسم المحمد: النظام السعودي يشعر بالهزيمة الكبرى المرفقة بارتداداتها الاقتصادية والسياسية والأمنية

لم تقتصر آثار أيديولوجيا النظام السعودي الوهابيّة على المستوى الداخلي للبلاد، بل تمدّدت على طول دول العالم فقد استمتع آل سعود بالوهابية وجنّدوا لها محاربين حريصين على إنزال القصاص المتشدّد ضد كل من يخالف عقيدتهم المستحدثة هذا من جهة، ومن جهة أخرى تحوّلت الوهابية إلى أذرع أمريكية متينة لمحاربة التمدّد السوفياتي في سبعينيّات القرن الماضي، وقد أُعيد استخدام ورقة الفكر الوهابي مرة أخرى في تنفيذ أجندات أمريكية تهدف لتفتيت أواصر العالم العربي طفت فجأة إلى السطح بعد ربيع 2011م تحت مسميات “الحرية” و”الديمقراطية” لتعيد استعباد الشعوب باسم الدين. تحاول السلطات السعودية التخفي وراء ادعاءاتها لتبرير عدوانها المتواصل على اليمن منذ يوم 26 مارس2015م، والذي لا يزال مستمراً حتى الآن، ولكن من دون جدوى، العدوان المتواصل الذي يمارس ضد شعب أعزل، يرى علماء ورجال دين، أنه انتهاك لكل الشرائع الدينية والمواثيق التي يكرّسها الإسلام ومختلف الديانات السماوية.. وفي مداخلات خاصة لـ”مرآة الجزيرة”، علماء دين من عدة دول عربية وإسلامية، ينددون باستمرار الحرب الهمجية ضد الشعب اليمني ويضعون الممارسات في سياق الإرهاب الذي يسوقه نظام آل سعود في المنطقة.
الثورة / زينب فرحات

عالم الدين الاحسائي الشيخ جاسم المحمد علي، يشدد على أن النظام السعودي هو “المصنِّع الأساسي والمصدِّر الرئيسي للعنف الإرهابي على مستوى الإعداد الفكري والأمني والتنظيمي، فالجماعات الإرهابية هي نتاج المؤسسة الدينية التي تشتغل تحت أجندة النظام السعودي وإدارته وخططه وبرامجه، وهذه المؤسسة هي البيئة الحاضنة لتكوين هذه الجماعات وتنضيجها الأيديولوجي والثقافي، لتسلمها بعد ذلك إلى النظام السياسي حتى يشتغل على توظيفها على الصعيد الاجتماعي والأمني”.
الشيخ جاسم علي، يرى أن ثقافة الإرهاب والتطرّف تتجذّر في أصل النظام السعودي على المستوى السياسي والسلطوي، مشيراً إلى أن “الكاشف الموضوعي عن ذلك هو استبداد النظام وعنفه وسلوكه، فالنظام أحادي، إقصائي، استئصالي، يرفض كل أشكال المشاركة والنقد والتعدد وغيرها من تجليات الدور الشعبي في العملية السياسية التي يمكن أن تفصح عن مستوى سلمية النظام وديمقراطيته وشرعيته الاجتماعية وهذا العنف والبطش تحول بفعل ممارسة النظام إلى نمط مجتمعي يصيغ ثقافةً، ويشكّل أداءً، ويصنع سلوكاً، الأمر الذي جعل المنهج السياسي للنظام يسهم بصورة واضحة في توفير السياقات الإرهابية المتطرفة التي لازال النظام السعودي يستثمر طاقتها الجهادية في حروبه الإقليمية التي تتجلى اليوم بأوضح صورها في اليمن”.
وتابع: “النظام السعودي لا يمارس مشروعه وأطروحته وأداءه في قضايا العالم الإسلامي والعربي في إطار مستقل خادم لقضية الأمة وسيادتها، بل هو جزء جوهري من الاستراتيجية الأمريكية والاستكبارية التي تتحرك للهيمنة على قوة الأمة الإسلامية واستلاب إرادتها”.
وينبه الشيخ جاسم المحمد علي، إلى أن “النظام السعودي في سياساته الحربية لم يألُ جهداً ولم يضمر سعياً في استخدام كل الأدوات المتاحة له على الصعيد البشري والعسكري والأمني والاستخباراتي والإعلامي والاجتماعي في سبيل تدمير اليمن وإخضاعه وتفتيته وتمزيقه”.
وأضاف: “الإرهاب التكفيري هو واحدٌ من الأدوات السعودية الفاعلة في المعركة التي تم تفعيلها بصورة واسعة ومتنوعة، ولكن – كما تؤكد الأحداث والتطورات – من يقرأ مشهد الصراع القائم برؤية استراتيجية متكاملة يقيّم بها محطاته وآلياته وتحالفاته وظروفه ونتائجه، سيلمس بوضوح أن النظام السعودي لم ينجح لا في استخدام الأمن بأدواته المتنوعة، ولا في استخدام العسكر بآلياته المختلفة، ولا في استخدام الإعلام بألوانه المتكاثرة، ولا في تكوين التحالفات بأطره المتعددة، بل فَقَدَ في معركته آفاق النصر حتى وصل به الحال إلى حد الشعور بالهزيمة الكبرى المرفقة بارتداداتها الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية، وضرورة الانتقال إلى مرحلة الحلول الحوارية والسلمية للخروج من المأزق الكبير الذي غرق فيه، لكن رعونته وعنتريته لا تسمح له أن يعلن عنها بذاته، ولا تقبل له أن يفصح عنها بنفسه، وهذا جعله يعيش دائماً في مراوحة البحث عن الخيارات الميدانية والعسكرية التي يمكن أن تفرض موازين قوى جديدة، وتغِّير وجه المعركة بصورة يستعيد بها هيبته الإقليمية ومكانته الداخلية”.
النظام السعودي ينهض بأجندات أمريكا
ويبين عالم الدين الاحسائي أنه “اليوم كل من ينتمي إلى التيار الديني في الداخل، المتحرّر من تدجينات السلطة، المتعالي على الانتماءات الضيقة، المحتضن للطليعة الإيمانية الواعية التي تبحث عن عزّة الإسلام وكرامة الأمة واستقلالها وسيادتها، هذا التيار الواعي بحسب تجربته الداخلية مع النظام السعودي يدرك أن ما يقوم به النظام السعودي من جريمة إنسانية مريعة في اليمن تجاوز بها كل القيم الأخلاقية والمعايير الإسلامية، ليس أجنبيا عن أنماط تفكيره وأدبيات سلوكه التي تتفنن في حياكة الظلم والطغيان والاستبداد”.
الشيخ محمد علي، يرى أن حقيقة النظام السعودي باتت واضحة لكل من يمتلك بصيرة واعية إذ “انكشف زيف ادعاءاته الكاذبة بأنه يشتغل على محاكاة الهم الإسلامي العام وذلك بفعل تبعيته المطلقة والكاملة للمشروع الأمريكي، حتى صار هذا النظام متموضعا في موقع أدواته السياسية والاستخباراتية في المنطقة، إلى أن وصل به الحال في التطورات الأخيرة لصراعات الإقليم إلى المساهمة الأساسية في صياغة صفقة القرن، والاشتغال على ترويجها، والقيام بتمويلها، والعمل على تنفيذه”، مردفاً: إن “الدور الكبير الذي لعبه محمد بن سلمان في ممارسة التطبيع المضاعف والذهاب به إلى ناحية الصفقة، جعل كل إنسان مسلم حر صادق يتحلى بالوعي والفهم والإدراك يلتفت إلى أن النظام السعودي خرج عن مكانته الإسلامية والعربية، وانتقل في انتماءاته السياسية من المحور الإسلامي إلى المحور الاستكباري، وتحول إلى عامل دموي مدمر لوضع الأمة في فلسطين واليمن والعراق”.
إلى ذلك، يشير الشيخ جاسم إلى الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية للشعب الداخلي في “السعودية”، ويقول: إن النظام السعودي “لا يعرف إلا العنف، ولا يتعامل إلا بالقتل، ولا يعطي إلا الجور، حتى تحولت كل الفرص التي لديه إلى أزمات وصعوبات، الأمر الذي كسر أجنحة هذا الشعب المظلوم الرازح تحت وطأة الغطرسة فبات يخاف من النهوض والتغيير والتكامل، و لا يجرؤ على التفكير في مستقبل قادم، ولا يستطيع ان يشارك في القضايا الكبرى”، مضيفاً “النظام السعودي الذي يتقن ممارسة هذا الاستعباد المطلق للبشر، ويتعامل بمنطق الملكية الكاملة للمقدرات، من المتوقع أن يمارس هذه الدموية المؤلمة عندما يطاول مساحات غيره من الدول والشعوب.. لكن هذا الشعب الذي يعيش هذه السلبية القاتلة نتيجة جرائم النظام التاريخية والمعاصرة، صار يتابع أحداث اليمن وتطوراته بوصفها خالقة للأمل، راسمة للتفاؤل، لأنه يرى في انتصارات اليمن وصموده على المخاضات الإنسانية العسيرة التي يمر بها على أنها صانعة لأجواء التغيير ومناخات النهوض، ليتحوّل لديه هذا التهديد الوجودي إلى فرصة انبثاق جديدة، لعله يرى من خلالها بالعمل والحركة والنهوض بصيص العزة والكرامة”.
الشيخ محمد علي، يتهم النظام السعودي بأنه ينفّذ أجندات الاستعمار، معتبراً أن “واحدة من الأدوار الوظيفية التي ينهض بها النظام السعودي في تنفيذ أجندة المشروع الأمريكي فيما يتصل بصراعات المنطقة هو الإدارة السياسية والأمنية والعسكرية للتنظيمات الإرهابية فقد انخرط آلاف السعوديين في صفوف داعش، إلى جانب التنظيمات الإرهابية الأخرى التي يرعاها النظام السعودي من اجل أن يقوم بتزويد الميادين المشتعلة بها حسب حاجة الخطة الأمريكية وأهدافها السياسية والعسكرية.. كواحدة من الأدوار الأساسية للنظام السعودي في مخططات المشروع الأمريكي لتدمير المنطقة” ويتابع “(السعودية) اليوم مع بدء انسحاب الأمريكي من المنطقة، ورغبته في تجميد الدور السعودي الوظيفي في استثمار الجماعات الإرهابية، صار النظام السعودي ينتابه القلق الشديد في كيفية تصريف هذه التنظيمات الإرهابية التي تشكل تهديداً جادا للأمن الداخلي لما تحمله هذه التنظيمات من خبرات قتالية عالية تدفعها إلى الرغبة في الأداء والممارسة في الداخل السعودي، خصوصاً مع شعور بعض هذه التيارات الإرهابية أن النظام السعودي خرج عن جادة الدين والشريعة بفعل سياساته الإصلاحية الأخيرة”.
فكر النظام السعودي المتشدّد عابر للدول
من جهته، نائب “أمين عام جمعية العمل الإسلامي” البحرينية، الشيخ عبدالله الصالح، يؤكد أن العدوان السعودي على اليمن هو عدوان “استعماري صهيوني هدفه ثني كل من يريد الاستقلال ورفض التبعية للاستعمار والصهيونية ومن أجل إبقاء اليمن بلد فقير تابع للأمريكيين والصهاينة، لكن أبناء اليمن الشرفاء والأحرار المحافظون على دينهم وعقيدتهم لا يقبلون بهذا أبداً لذلك يتصدّون للجرائم التي يرتكبها آل سعود العملاء ومن ورائهم الأمريكيين والصهاينة والدول العميلة لهم في الخليج”.
وتابع “نحن ندين هذه الجرائم وندعم الشعب اليمني وحقه في مقاومة كل أشكال التبعية وصد عدوان التحالف السعودي الذي نعبّر عنه بحزب الشيطان في معركة الأحزاب الشريرة ضد أهل اليمن المؤمنين بعدالة ورسالية قضيتهم في طرد المستعمرين وعدم العمالة للأجانب وإعطاء الشعب اليمني حقه في تقرير مصيره واختيار النظام الذي يمثله في حكمه وشؤونه العامة”.
مع تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد في خرجت العلاقات السعودية ـ الإسرائيلية التي كانت مستترة منذ زمن طويل، من هنا، يقول الشيخ الصالح: إن آل سعود هم “عملاء للاستعمار وقد وُضعوا في هذه المنطقة من أجل الحفاظ على مصالح المستعمرين البريطانيين سابقاً والأمريكيين وبعض الدول الغربية في الوقت الحاضر بالإضافة لمصالح الكيان الصهيوني”، معتبراً أن الهدف الرئيسي من وجودهم هو “إشغال المنطقة والعالم الإسلامي وبالذات منطقة الخليج بأمور لا يتفرغون فيها للدفاع عن مصالحهم الحقيقية والعمل على طرد المستعمرين، لذلك ينشرون التطرّف في هذه البلاد من أجل تخريبها، ولتسويق بضائع الغرب فيها ولمنع الإستقر وللإبقاء على الوجود الأجنبي في هذه المنطقة وبالتالي إضعافها وعجزها عن مواجهة المستعمرين”. وأضاف: “هدف نشر الإرهاب هو مقاومة كل فكر وطني حر يطلب الاستقلال في بلاده ويطالب بالانفكاك عن الاستعمار والأحلاف الاستعمارية في المنطقة الهدف الرئيسي من كيان آل سعود هو إبقاء المنطقة في حالة تعجز فيها عن الدفاع عن نفسها وتحتاج فيها إلى البريطانيين والأمريكيين والصهاينة”.
وتطرّق عالم الدين البحريني إلى قضية المقدسات الإسلامية، مبدياً استنكاره لسوء تعاطي النظام السعودي مع الشعوب الإسلامية ومقدّساتها، وقال “نحن كعلماء دين نرى أن الواجب الرئيسي على العلماء وجميع أبناء الأمة حماية كيان المسلمين والأماكن المقدّسة التي يؤمها ويتعبّد فيها المسلمون في العالم من امتداد الاستكبار والاستعمار والفكر الصهيوني الماسوني إليها، لذلك نرى أن التوعية هي أساس الحث على الرفض والممانعة والمقاومة لكل ما يشرعن للسلطات العميلة وللكيانات الاستعمارية وللكيان الصهيوني الموجود في المنطقة”.
آل سعود عملاء الاستعمار في المنطقة
من جهته، رئيس جمعية “ألفة للتقريب” الشيخ صهيب حبلي، بدوره، يقول في معرض كلامه حول العدوان السعودي المفروض على اليمن “إنه عدوان على الإنسانية بالدرجة الأولى وعلى المسلمين بالدرجة الثانية وعلى العرب بالدرجة الثالثة، ذلك أنه مخالف للأعراف الإنسانية ومخالف لشرع الإسلام ومخالف للقيم العربية، إنه عدوان كبير ومستمر من أجل تحقيق المصالح الأمريكية وتنفيس الأحقاد السعودية وتلبية رغبات العربدة الإماراتية وعليه أن يتوقف فوراً لإنهاء حرب عبثية ليس فيها أي مصلحة للعروبة والإسلام بل فيها الضرر الكبير على المسلمين والعرب”.
وفي تصريح خاص لـ”مرآة الجزيرة” يقول الشيخ صهيب “إنني أغتنم هذه الفرصة لإرسال تحيّة كبيرة للشعب اليمني العظيم والحكيم الذي وبالرغم من كل هذه الحرب العبثية ضده أبى إلا أن يكون مع محور المقاومة بل في صلب هذا المحور وأبى إلا أن يكون مع فلسطين وغدا نائباً حقاً عن الأمتين العربية والإسلامية النائمتين للأسف في معاداته لأعداء فلسطين، هذا الشعب جنباً إلى جنب مع الشعوب الإيرانية والسورية واللبنانية والتونسية والفلسطينية والعراقية وأجزاء من الشعوب العربية والإسلامية أخرى هم من رفعوا رؤوس العرب والمسلمين عالياً في مقابل تلك الشعوب العربية والإسلامية النائمة والمتلهية بتوافه الأمور”.
وحول ما تروّج له السلطات السعودية عبر أذرعها الإعلامية عن قضية الانفتاح المستجد في البلاد، يجد الشيخ حبلي أن السلطات السعودية لا تجري أي تغييرات حقيقية فيها، “لأن التغيير الحقيقي يكمن في إلغاء الأيديولوجيا أي تحويل المملكة من مملكة وهابيّة تنتج أفكاراً هدّامة فتنوية وتخريبية وتكفيرية إلى مملكة علمانية أو معتدلة أو مدنية لا تتعارض مع المبادئ الإسلامية وهذا ما لم نره”، مضيفاً “كل الذي رأيناه أن المملكة أبقت نظامها القائم على الفكر الوهابي الذي ما زالت تحتاجه أمريكا في المنطقة وفي نفس الوقت عمدت إلى تغيير السلوك الداخلي من سلوك متشدّد إلى سلوك منحرف، فالفكر المتشدد لم يتغير والأيديولوجيا هي ذاتها والتغيير السلوكي المنحرف والخمارات والملاهي والأغاني هو تغيير مؤقت تتطلبه المرحلة إلا أن الفكر سيبقى منتجاً للتكفير الذي سيبقى عابراً للدول والذي تمسك بزمامه وتستثمره أمريكا، وهذا تناقض عجيب يكشف زيف هؤلاء، إذ كيف تكون وهابياً تكفر المسلمين وفي داخل دولتك فسق وفجور وملاهي وخمارات وتغرب”.. وأردف”من المعلوم أنه عندما تأسّست (السعودية) قامت على قائمتين هما السلطة لآل سعود والدين لآل الشيخ، واستمرت على هذا المنوال، إلى أن جاء محمد بن سلمان الذي نفّذ سياسات أخرى بناء على أوامر أمريكية صارمة”.
بالإضافة لذلك، يورد الشيخ حبلي أن ثمّة صراعاً محتدماً مع الإخوان المسلمين و”بناء على الآمر الأمريكي بدأت (السعودية) بأمر من محمد بن سلمان باعتقال الدعاة الإخوانيين من جهة، وبتغيير السلوك الديني إلى سلوك منحرف من جهة أخرى، وعليه أصبح رجال الدين من الإخوان في المملكة إما في السجون، وإما من الموافقين على سلوك محمد بن سلمان، أما رجال الدين من غير الإخوان فهؤلاء تابعون للسلطان وليس لله ذلك أن ما يريده السلطان يقبلون به حتى أن بعضهم صار يتحدث بالشيء ونقيضه في نفس الوقت تبعا لما يريده السلطان ولو أن السلطان أمرهم بترك الصلاة لاخترعوا له مبرراً”.
العدوان السعودي على اليمن هو استعمار صهيوني
بدوره، رأى مدير مجلس الثقافة والإعلام الإسلامي في لندن الشيخ حسن التريكي خلال تصريحه لـ”مرآة الجزيرة” أن النظام السعودي هو “ضمن المشروع الصهيوني الكبير في المنطقة الذي يعمل على إضعاف شعوب الأمة الإسلامية والسيطرة على مقدراتها”.. مبيناً أن “النظام الحاكم في الجزيرة العربية يتصدى للقيام بمهام المشروع الصهيوني الأمريكي وتمزيق الشعوب في مقابل ضمان بقائه في حكم الجزيرة العربية ،ويسخّر ثروات الأمة الإسلامية التي أنعم بها الله على الأمة الإسلامية وشعب الجزيرة العربية على وجه الخصوص لدعم المشاريع الاستكبارية التي تعمل على تمزيق الأمة”.. ويذكر “ثمة مخطط كبير لتمرير هذا المشروع يقوم على أساس تجهيل هذه الأمة فكلما تفشّى الجهل في الأمة كلما سهل تنفيذ المشروع الاستكباري ولعل أهم وسائل استخدمها الاستكبار العالمي والأنظمة العميلة له هي نشر الطائفية والمذهبية فقد لعبوا على هذه المسألة فترات طويلة من الزمن، بالإضافة للبحث عن مسائل تفرقة أخرى في المناطق التي ليس فيها تنوّع مذهبي كإثارة العرقية والقومية وما إلى ذلك ،ثم انتهوا إلى المرحلة الأخيرة وهي التمزيق السياسي إذ مزّقوا البلدان الإسلامية وحوّلوها إلى طوائف وأحلاف ونشروا الصراع الذي رأيناه في الربيع العربي الذي تبعه اقتتال داخلي وفتن طائفية تحت عنوان الثورات”.
ما يجري في ساحات العالم الإسلامي، وفق عالم الدين الكويتي “سيما في اليمن والعراق وسوريا يصدق عليه قول الله تعالى “يَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ” فقد مكر الاستكبار العالمي والأنظمة العميلة التابعة له وقد سخّروا المليارات من أجل إضعاف هذه الأمة، ورأينا كيف تجلّى النصر وانقلبت الأوضاع في العراق وسوريا، لكن الأمر في اليمن يعتبر معجزة، فما قام به الشعب اليمني بالمقاييس المادية يعتبر معجزة، هذا الشعب البسيط الطيب الذي يفتقد أساسيات الحياة في بلده الفقير استطاع أن يتغلّب على أكثر من 20 دولة تآمرت عليه وعلى رأسها كل التكنولوجيات الغربية إضافة إلى عدد من البلدان العربية التي صرفت المليارات لضرب هذا الشعب، لكن اليمنيين صنعوا المعجزات بصمودهم طيلة السنوات الماضية في وجه العدوان ثم بدأ بعد ذلك يحوّل المعركة من الدفاع إلى الهجوم، واليوم نتابع الانتصارات التي حققها الشعب اليمني في محافظة الجوف ومناطق أخرى.. كلنا أمل بالله سبحانه تعالى وبإيمان هذا الشعب المسلم البطل حتى يحقق الانتصار الشامل ويستعيد السيادة ويتحرر من الاستكبار العالمي حتى تنقلب الموازين بالكامل في الجزيرة العربية”.
الشعب اليمني سيصل في نهاية المطاف إلى نصر عظيم
من العراق، نائب رئيس “مجلس علماء الرباط المحمدي” الشيخ محمد النوري يبين أنه “بعد مضي هذه السنوات العجاف في الحرب المستمرة على اليمن وفي بعض الدول الأخرى أصبح من الواجب الأخلاقي والشرعي ليس على العلماء فقط وإنما على كل من يمتلك كلمة أن يتقدم لقولها أو كل من يمتلك صلاحية في التدخل سواء الإقليمي أو الأممي أن يحثّ العلماء والمصلحين إيقاف نزيف الدماء، فالإنسان في شريعة الله محترم ومقدّس (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) النفس البشرية بغض النظر عن ديانتها أو قوميتها أو هويتها هي محترمة.. الدعاة قبل غيرهم عليهم أن يتقدموا الصفوف ويقولوا كلمتهم لإيقاف العدوان على اليمن.. نعم للسلام لا للحرب ولا للطائفية والتشريد.. نعم لوحدة الأمة الإسلامية”.
ويوضح الشيخ النوري أنه “من يراقب ويدقق في المشهد المأساوي الذي يظهر اليوم في اليمن جراء العدوان السعودي يدرك أنه مشهد مرعب يتمثل بدولة تمتلك كل مقوّمات الجبروت والطغيان وكل الإمكانيات المادية المتطورة من أسلحة وصواريخ وطائرات وأموال طائلة باتجاه شعب أعزل يمتلك مقوّمات بدائية جداً، وحقيقة هذا المشهد أمام مرأى كل دول العالم، ومن هنا ندرك حقيقةً النفاق الكبير الذي للمشهد الأممي ومجلس الأمن، والذي لن يدوم طويلاً”.. مردفاً “الإرهاب الفكري أو على مستوى العمليات أو الأحزمة الناسفة والمجرمين على مستوى العالم حقيقةً لمن له شأن في تتبّع المدارس الفكرية يدرك أن المدرسة الوهابية على مدى القرن الماضي وحتى خلال الأزمنة القريبة منّا هي التي أنتجت الفكر المتطرّف وهي التي أنتجت العصابات التكفيرية المتطرّفة، فمن يساهم في نشر التطرف الفكري والتكفيري لا يمكن أن يتزعم العالم الإسلامي، لكن المال له سحره فهذه الدول تعتقد أنها بقوّة المال والثروات تستطيع أن تتقدّم المرحلة وتتقدّم العالم الإسلامي، مع ذلك نقول إن ما حدث في بلداننا الإسلامية والعربية كشف الحقائق وراء الإرهاب الفكري وأيضاً العصابات التكفيرية التي اجتاحت الدول العربية والإسلامية لذ نجد أن الكثير منها تعود إلى المدرسة الوهابية”
نائب رئيس “مجلس علماء الرباط المحمدي” توجّه للشعب اليمني- بمناسبة دخول العدوان عامه السادس- بالقول “سنّة الله جرت في الأمم الذين خلوا من قبلنا جميعاً أن العاقبة للمتقين وللصابرين، فالنهاية في نهاية الأفق لن تكون للظالمين مهما طال الزمان، فدائماً المظلوم هو المنتصر والظالم هو الخاسر”.
ويضيف “يقول غاندي تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر” فأنا على يقين وثقة كبيرة بأن الشعب اليمني سيصل في نهاية المطاف إلى نصر عظيم أما كل من تحالف ضده فهو إلى خسارة وهوان.. هذه هي سنّة الله في الكون، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله”.. كما يختم.. “عندما تكالبت العصابات التكفيرية الداعشية على العراق من كل مكان واجتاحت ثلثي العراق حتى كادت الشمس أن تغيب وكاد الليل أن يستمر لكن حينها اعتصمنا جميعنا بالله وتوكلنا عليه فأدركنا النور وانتهت تلك الفتنة.. العراق اليوم يسير نحو عزّته وعظمته وهذا ما سيحصل لكل الدول العربية والإسلامية إذا اعتصمت بحبل الله وتوكلت عليه فالنصر سيكون في النهاية حليف المستضعفين الذين يتوكلون على الله ويرغبون في العزة لبلادهم وأهلهم”.

 

تنشر هذه المادة بالتزامن مع صحيفة “مرآة الجزيرة”

 

قد يعجبك ايضا