أمريكا تتستر بالشعارات الأخلاقية الرنانة وفي الحقيقة هي مأساة العالم وأُمُّ الإرهاب والإجرام..ولا مأساة في العالم إلاّ ووراءها أمريكا

قذارة السياسة وطليعة الانحطاط

أكذوبتا الديمقراطية ومحاربة الإرهاب…عناوين شعاراتية لتغطية الجرائم الأمريكية

الثورة /حمدي دوبلة

قديما قال الشاعر العربي “أمريكا هي الطاغوت والطاغوت أمريكا” فيما أطلق عليها الإمام الخميني منذ عقود لقب “الشيطان الأكبر”.. هذه الأوصاف والألقاب وغيرها من المسميات التي يخلعها الساسة والمثقفون في العالم العربي والاسلامي وحول العالم بشكل عام على الولايات المتحدة الامريكية لم تكن بدافع المواقف الشخصية او العداء العبثي لهذا الكيان وسياسته الشيطانية الخبيثة إزاء الامم والشعوب عموما والامة العربية والاسلامية على وجه التحديد وإنما تعكس الى حد كبير حقيقة مشاعر الشعوب ونظرتها إلى حكام البيت الابيض المتعاقبون الذين يواصلون سياسات اسلافهم في الحقد والكراهية على كل ما هو عربي ومسلم وكيف انهم يستميتون في سبيل تدمير البلدان ونهب ثروات ابنائها.

المنطقة وسياسة واشنطن
منطقة الشرق الاوسط بمكانتها الحيوية كانت منذ عقود طويلة مسرحا ملائما لعبث ومراهقات السياسية الامريكية ،فالأطماع الأمريكية في الشرق الأوسط لم تكن وليدة اليوم ،فقد بدأت بدأت تتضح اكثر بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945م وشيئا فشيئا أصبحت المنطقة محطة استراتيجية بالنسبة لواشنطن التي اعتمدت في ممارسة هواياتها التخريبية استراتيجية الدعم المباشر للأنظمة الاستبدادية مع شعوبها والخانعة والعميلة المرتهنة بقرارها لأمريكا وكذلك الدعم اللا محدود للكيان الصهيوني مستغلة حالة الضعف والخنوع لهذه الانظمة العميلة التي باتت ترى أن بقاء عروشها مرهون برضا الامريكي لتصل حاليا الى مرحلة غير من مسبوقة من الهرولة والسعي الحثيث لكسب ود واشنطن وتل ابيب وبالتالي تتويج هذا التوجه الذي كان يتم سريا خلال العقود السابقة بما اسمي بصفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية وذلك بشكل علني.
أرادت امريكا من خلال ابرام هذه الصفقة المفضوحة- والتي قوبلت برفض واستنكار شعبي واسع في الشارع العربي والإسلامي- أن تعزز سيطرتها ونفوذها على المنطقة ونهب ثروات ابنائها غير مدركة أن حقوق ومقدسات الأمة ليست ملكا لتلك الانظمة العميلة وأن مشروعها الجديد عبر “صفقة القرن” سيضاف الى مشاريعها السابقة الفاشلة في انشاء ما عرف بالشرق الاوسط الجديد.

الشعارات الزائفة
دأبت امريكا على رفع شعارات برَّاقة لتعزيز نفوذها وسيطرتها على موارد وثروات الامة، فيما هي في الواقع أبعد ما يكون عن مضامين ودلالات تلك اليافطات.
ويصف مهندسو السياسة الامريكية مشاعر العداء والكراهية المتنامية ضد بلادهم في اوساط العرب والمسلمين بأنها نوع من الغيرة من نفوذها وقوتها وثرائها وقيمها الانسانية حول الديمقراطية ونشر مفاهيم حقوق الانسان، فيما الواقع وحقيقة ممارساتها وانتهاكاتها الاخلاقية في اليمن والعراق وسوريا ومن قبلها افغانستان وغير ذلك من التجاوزات الخطيرة في عدد من بلدان العالم مثل بنما وفنزويلا يكذِّب تلك المزاعم.
لقد استغلت الولايات المتحدة سقوط الاتحاد السوفيتي ومنظومته الاشتراكية وراحت توجه السلوك العالمي وفق مشيئتها وتعمل على صياغة العلاقات الدولية وفق ما تفتضيه مصالحها، كما استثمرت أحداث 11 سبتمبر 2001م والذي كان من قِبَل جماعات وكيانات هي من صنيعها لتنفيذ سياستها ومشاريعها الاستعمارية في الشرق الأوسط، وأخذت تطالب دول المنطقة ببدء ما اسمته اصلاحات ديمقراطية باستثناء إسرائيل التي تشكل النموذج الديمقراطي الأمثل من وجهة نظرها وكانت تلك المطالبات الصورية لأنظمة العمالة في المنطقة عبارة عن ستار تخفت خلفه لتنفيذ أهدافها الخبيثة وفي مقدمتها الاستئثار بثروات المنطقة وضمان امن وسلامة الكيان الصهيوني.

التدخل المباشر
تعتبر المنطقة العربية من أكثر أقاليم العالم اختراقا من قبل القوى الكبرى وكانت على مدار قرون وعقود ميدانا للصراع بين تلك القوى وبقيت محط تنافس محموم على النفوذ والمصالح ،وقد تعزز التواجد الامريكي فيها نفوذا وقواعدا مع إقامة إسرائيل والتعهد بحمايتها، ومع ظهور النفط وتأمين إمداداته، فالولايات المتحدة لا تتدخل وحسب في العلاقات العربية البينية والضغط على هذا الطرف أو ذاك لتحقيق هدف معين وتمرير سياسة محددة، بل وصلت إلى ممارسة ضغوطات وإطلاق تهديدات مباشرة وفرض سياسات معينة تتناسب وأجندتها في المنطقة والعالم، ما يسهل عليها تحقيق أهدافها دون الاكتراث بما تقود إليه تلك الأجندات من دمار مباشر وطويل الأمد في المنطقة كما رأينا ونرى في العراق وسوريا واليمن والصومال وأفغانستان وغيرها .
تحرص امريكا على صياغة سياساتها واستراتيجياتها في المنطقة وفق المصلحة الإسرائيلية بالدرجة الأولى ولو على حساب مصالح وأطراف عربية عديدة بشكل يؤدي إلى زيادة تعرية هذه الانظمة الهشة والعميلة امام شعوبها غير آبهة بمصير عملائها في النهاية، على غرار ما يرى الرئيس دونالد ترامب في حليفته الرئيسية في المنطقة مملكة آل سعود بأنها ليست اكثر من بقرة حلوب وأن مصيرها سكين الجزار بمجرد أن يجف ضرعها.

القيم الكاذبة
وهكذا تتخذ السياسة الامريكية من القيم الانسانية التي ترفعها زورا وبهتانا اسلحة لضرب الشعوب وتنفيذ مخططاتها الاستعمارية ،ولعل أبرز تلك الاسلحة التي تهدد بها امريكا دول العالم الديمقراطية محاربة الارهاب وقد رأى الناس جميعاً كيف اصبحت العراق تحت راية الديمقراطية الامريكية وكيف صارت سوريا مكانا للإرهابيين في العالم تحت هذا الشعار الامريكي الاجوف وكيف يقاتل الارهابيون بمختلف كياناتهم ومسمياتهم في صفوف العدوان السعودي الغاشم على اليمن منذ خمسة أعوام كاملة.

قد يعجبك ايضا