يا لثارات سليماني!

عبدالفتاح علي البنوس
لم تجف بعد تربة قائد فيلق القدس الفريق المجاهد الشهيد قاسم سليماني بعد مواراته الثرى، حتى شنت قوات الحرس الثوري الإيراني هجوماً صاروخياً فجر الأربعاء مستهدفة بصلية صواريخ أرض أرض البالستية من نوع قيام وذو الفقار والتي يصل مداها إلى 800كم قاعدتي عين الأسد في الأنبار كبرى القواعد الأمريكية في المنطقة والتي قال ترامب بأنها كلفت أمريكا مليارات الدولارات والقاعدة الأمريكية في أربيل كردستان العراق ، حيث اعتبرت المرجعيات الدينية والقيادات السياسية والعسكرية الإيرانية الهجوم مفتتح الرد على جريمة اغتيال الشهيد قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس ورفاقهما في محيط مطار بغداد الدولي .
العملية التي تسببت بحسب مصادر إعلامية في مقتل عدد من الجنود الأمريكيين وإلحاق أضرار بالغة في الطائرات والمعدات والآليات العسكرية في القاعدتين وخصوصا قاعدة عين الأسد الأمريكية ، في الوقت الذي ما تزال السلطات الأمريكية تتكتم على الأضرار وتحاول الخروج بماء الوجه ، وخصوصا في ظل الضغوطات التي تمارس على إدارة ترامب الجمهورية ، جراء الاعتداءات الأمريكية على قوات الحشد الشعبي العراقي والإقدام على اغتيال الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما والتي تعد انتهاكا للسيادة الوطنية العراقية وتدخلا سافرا في شؤونها الداخلية ، حيث يرى الديمقراطيون بأن سياسة ترامب العدائية ستكلف أمريكا كثيرا ، وستكون سببا في خسارتها للشرق الأوسط الذي تعتمد عليه الولايات المتحدة الأمريكية في توفير النسبة الأكبر من النفط ، ويرون بأن الهجوم الإيراني الذي يندرج في سياق الرد على مقتل سليماني يجب أن يقابل بحالة من التعقل وخصوصا في ظل التهديدات الإيرانية المتوعدة بالرد على أي حماقات أمريكية ردا على الهجوم الإيراني .
الحرس الثوري الإيراني، وعقب الهجوم الصاروخي أعلن عن 100هدف أمريكي في المنطقة في مرمى استهداف الصواريخ الإيرانية ، مؤكدين على أن أي دولة ستسمح لأمريكا باستخدام القواعد الأمريكية الموجودة على أراضيها في الهجوم على إيران فإنها سترد بقوة ، وستكون في مرمى استهداف الصواريخ البالستية الإيرانية وستكون أهدافا مشروعة للحرس الثوري الإيراني ، هذا في الوقت الذي أعلنت فيه قوات الحشد الشعبي العراقي عن بدء عملية “الرد الساحق” العسكرية ردا على جريمة اغتيال سليماني والمهندس ورفاقهما وما سبقها من استهداف لمواقعها والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء ، وهو الأمر الذي يصب في جانب تطهير العراق والمنطقة من دنس المحتل الأمريكي وأدواته الإجرامية من داعش والنصرة وغيرها والتي كان الشهيد سليماني ورفيقه الشهيد أبو مهدي المهندس ومغاوير الحشد الشعبي العراقي والحرس الثوري الإيراني لهم بالمرصاد في العراق وسوريا ولبنان .
بالمختصر المفيد.. الحماقات الأمريكية التي عليها ترامب وطاقمه الجمهوري ستكلفها الكثير من الخسائر وستفقدها الكثير من مصالحها في الشرق الأوسط ، كونها تتعامل بنوع من الغطرسة والتعالي والعنجهية والصلف والإجرام ، مستقوية بنفوذها وهيمنتها على الأمم المتحدة ومجلس الأمن والهيئات التابعة لها ، ومتحصنة بالفيتو الذي يوفر لها الحماية والحصانة من أي مساءلة دولية جراء الجرائم والانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها ، وتدخلاتها السافرة وانتهاكاتها لسيادة الدول ، ووقوفها خلف الصراعات والفتن والأزمات في مختلف دول المنطقة ، ولكنها في نهاية المطاف لن تحصد غير الخيبة والخسارة ، وستخسر كل مصالحها ، وستجعل من نفسها ومصالحها هدفا مشروعا للدول والأنظمة وحركات المقاومة التي يطالها الغدر والإجرام والمكر والخديعة والضرر الأمريكي ، وعلى ترامب وإدارته أن تؤمن بأن دماء سليماني والمهندس ورفاقهما وكل ضحايا المشروع التآمري الأمريكوصهيوني في المنطقة لن تذهب هدرا ، وستكون الطوفان الذي يزلزلهم ويكسر شوكتهم ويضع نهاية لغيهم وإجرامهم وتسلطهم وفرعنتهم ومشاريعهم التآمرية الاستعمارية التوسعية الاستغلالية التي تصب في مصلحة الكيان الإسرائيلي وتعزز من نفوذه في المنطقة وتمكنه من إقامة دولته المزعومة (إسرائيل) على الأراضي الفلسطينية لتمتد إلى ما بين النيل والفرات .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .

قد يعجبك ايضا