أمَّةٌ مُنتَهَكَة السيادة !!

عبدالله الأحمدي

لا توجد أمة على ظهر الأرض يتناهشها أعداؤها كما تُنهش الأمة العربية اليوم. ويقوم حكامها بالتآمر عليها وتسخير ثرواتها لخدمة أعدائها. حكام صنعهم الاستعمار من اجل حراسة مصالحه وضرب أي تحركات للشعوب من اجل الانعتاق من القهر والتخلف والاستبداد والاحتلال.
( ١٣٧ ) مليار دولار صرفها أوغاد النفط في السعودية والخليج لتدمير سوريا خدمة لإسرائيل والصهيونية ودول الاستعمار الغربي.
( ٧٢٥ ) مليار دولار صرفها حكام السعودية لتدمير وقتل الشعب اليمني بعدوانهم الهمجي على اليمن والذي لازال مستمرا حتى اللحظة.
أكثر من ( ٧٠٠ ) مليار دولار صرفها حكام السعودية والخليج لتدمير أفغانستان في حرب عبثية لخدمة إستراتيجية النظام الرأسمالي في محاربة السوفييت والبلدان الاشتراكية ومحاصرة حركات التحرر الوطني في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
اليوم كل الحروب حممها تصب على رؤوس العرب.
دماراً وقتلاً واحتلالاً.
ضربوا العراق وليبيا وسوريا واليمن. ومازالت الطائرات الأمريكية تعربد في سماء العرب والقواعد الأمريكية تجثم على صدور الشعوب العربية.
تنتهك أمريكا سيادة البلدان العربية وتقتل شعوبها، وكثير من العرب يتفرجون، بل يتشفون ويشمتون بالضحايا والشهداء والدمار،وكأنهم من غير جلدتهم.
الغرب الاستعماري ليس له من قضية في العالم إلا محاربة العرب والمسلمين في منطقة الشرق الأوسط واحتلال أرضهم ونهب ثرواتهم ومصادرة حرياتهم.
أيها الأعراب اعلموا أن الصواريخ الأمريكية لا تفرق بين سني وشيعي،ولا بين مسلم ومسيحي؛ الكل يتجرعون من كأس واحدة.
المرحلة خطيرة والأمة تدخل مرحلة التمزق الذي خطط له الاحتلال الأمريكي والصهيوني بما سموه الشرق الأوسط الجديد المرتكز على تقسيم المقسم، اعتمادا على الاثنية والطائفية والمناطقية التي صنعها الاستبداد والاستعمار.
الاحتلال المباشر للأوطان والثروات يتصاعد بوقاحة من الغرب الامبريالي.
القوات الأمريكية تحتل العراق وتقتل أبناءه بالطائرات والصواريخ داخل معسكراتهم وبيوتهم وسياراتهم، كما حدث في القائم، وكما حدث في استهداف ضيوف العراق قاسم سليماني ورفاقه. ما يجري هو انتهاك فاضح لسيادة الأعراب والعربان المستباحة بلادهم والصابرين على صنائع أمريكا من الحكام الأذلاء.
وبكل تأكيد أن ما حدث من استهداف لسليماني ورفاقه هو إرهاب دولة تتحمل أمريكا ورئيسها ترامب المسؤولية الكاملة عليه.
ترامب رغم وقاحته وعدوانيته كان صريحاً بالقول معكم يقول الملعون ترامب : ( إن هذا العالم يحكمه المال ولا مكان فيه لله والأديان ولا للقيم الإنسانية. ويضيف لا تستغربوا إننا عينة من هذا النظام العالمي الجديد.الذي يعرف طبيعة عملي الخالي من القيم الإنسانية والأخلاقية. ويضيف : أنا الذي أدير مؤسسات للقمار ومع ذلك أوصلني هذا النظام إلى رئاسة أقوى دولة في العالم. ويزيد في التوضيح : مثلا سنقتل الكثير من العرب والمسلمين ونأخذ أموالهم ونحتل أرضهم ونصادر ثرواتهم.. وان ما نفعله بالعرب والمسلمين هو اقل بكثير مما يفعله العرب والمسلمون بأنفسهم. نحن لا نعطي أموالا لإسرائيل،بل نأخذ أموالا من العرب ونعطيها لإسرائيل ) انتهى كلام ترامب باختصار.
العرب أضاعوا البوصلة وأحوالهم لا تسر والاحتلال الأمريكي يصعِّد من عدوانه على العرب والمسلمين لتقسيم المنطقة وتمرير مشاريع التجزئة والتطبيع وإنهاء القضية الفلسطينية.
قوات الاحتلال الأمريكي تريد أن تشعل المنطقة بالحرب للتحكم بالنفط والمواد الأولية وخنق البلدان الصاعدة مثل الصين والهند وأوروبا.
أمراء النفط الذين يمولون حروب أمريكا ويطبلون لها عليهم أن يفهموا جيدا أنهم سيكونون وقودا لأي حرب تشعلها أمريكا في المنطقة،وان إماراتهم وممالكهم ستزول من الخرائط السياسية، وسيذهبون إلى الجحيم كما ذهب الذين قبلهم.
والعاقبة للمتقين..

قد يعجبك ايضا