حرب المعلومات سلاح الاحتلال الإسرائيلي الموجه ضد المقاومة الفلسطينية بغزة

 

القدس المحتلة /وكالات
خلف كل اغتيال معلومة وخلف أي رصاصة بارود من الأخبار تنتقل بوسائل مختلفة لتصل إلى ملف ضباط الاستخبارات في جيش الاحتلال لينسجوا من خيوط تلك المعلومات شباكا يحاولوا بها اصطياد فريستهم ، ولأننا في زمن الانترنت والعالم الافتراضي المفتوح فقد تعقدت حرب المعلومات وأصبح ضبط الأسلحة المستخدمة فيها أكثر صعوبة لاسيما عندما نتحدث عن قطاع غزة المحاصر الذي تخوض فيه الجهات الأمنية تلك المعركة بأقل الإمكانيات في ظل الحصار التكنولوجي ومنع إدخال الكثير من الأجهزة الدقيقة والمتطورة القادرة على كشف المستور.
ولأن ثروة أهل غزة في مقاومتهم فقد تداعت فصائل المقاومة لتدشين المرحلة الأولى من حملة التوعية المجتمعية للحد من التخابر مع الاحتلال والبداية كانت باجتماعٍ مغلق مع الصحفيين بعيداً عن عدسات الكاميرا لمسؤول الاستخبارات العسكرية في كتاب القسام القيادي ” أيمن نوفل ” في أول ظهور علني له على هذا المستوى ، وقد سجل قلمي أثناء اللقاء الذي استمر ثلاث ساعات متواصلة جملة من النقاط الهامة التي كشف خلالها القيادي نوفل عن أساليب الاحتلال في تجنيد العملاء للحصول على المعلومات ولعل أهمها الجمعيات الخيرية المزيفة والصفحات المشبوهة عبر الانترنت والتي تحمل أسماء مستعارة وتنسج علاقات اجتماعية مع المواطنين لتجمع ما استطاعت من معلومات لا يدرك الناس أنها تصب في النهاية في مجرى ملفات الموساد الاسرائيلي ، فالمعلومات وإن بدت بسيطة كأسماء الجيران ومشاكلهم وأهم احتياجاتهم وطريقة حياتهم وطبيعة زوارهم لكنها معلومات عندما توضع في سياق عملية استخبارية تصبح ذات قيمة فقد كشف القائد في القسام أن القوة الاسرائيلية الخاصة التي دخلت لقطاع غزة في خريف عام 2018م للنيل من مقدرات المقاومة وجمع المعلومات واغتيال بعض القيادات والتي كشفتها قوات من كتائب القسام عند حاجز خانيونس واشتبكت معها في ما يعرف بعملية حد السيف ظلت القوة الاسرائيلية الخاصة تجادل عناصر القسام عند الحاجز لمدة ٤٠ دقيقة قبل أن يتم اكتشافهم والاشتباك معهم وقتل الضابط المسؤول عنهم .
وأشار القيادي أيمن نوفل أن القدرة على الجدال لهذه الفترة الطويلة تعكس حجم المعلومات التي يمتلكها الاحتلال عن طبيعة الحياة في غزة ما يدفع لتوخي الحيطة والحذر في التعامل مع الأسماء الوهمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك المؤسسات التي تتصل بالمواطنين تحت شعار الإغاثة الصحية والاقتصادية.
أما الأسلوب الثاني فهو محاولة اسقاط المواطنين عند السفر عبر معبر بيت حانون (ايريز) والجلوس مع من يسمي نفسه المنسق وهو ضابط استخبارات عسكري يحاول ما استطاع أن يجند العملاء مستغلاً حاجتهم للعلاج والعمل بل إن الأخطر من ذلك هو محاولته نسج علاقات مع المواطنين وشخصيات فلسطينية هامة ليقنعهم أن العلاقة يمكن أن تكون مشروعة ما بين الفلسطينيين والاسرائيليين في محاولة لدس السم في العسل وهو ما حذرت منه غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة.
ولكن على الرغم من أن عين الاحتلال لا تغفل ولا تنام وهي تحاول تجنيد العملاء إلا أنهم لم يستطيعوا تحويل هذا الأمر لظاهرة بل إنها تبقى حوادث فردية يلفظها المجتمع ما دفع العائلات والمؤسسات وكافة الأطر المجتمعية لتضع يدها بيد الأجهزة الأمنية وفصائل المقاومة من خلال هذه الحملة لتوعية المواطنين بهذا الدور الخطير الذي يحاول النيل من مستقبل أبناهم عبر اسقاطهم.

قد يعجبك ايضا