منع تدفق الأموال من النقد الأجنبي يؤدي بالضرورة إلى ارتفاع سعر الصرف والسلع

محافظ البنك المركزي في ورقة قدمها بندوة وسائل التواصل الاجتماعي “سلاح ذو حدين”: استطعنا تجاوز الصعوبات في الحرب الاقتصادية والإعلامية وقطعنا شوطا جيداً في ضبط إيقاع سعر الصرف وتدفق الريال

أي بلد يحاول إقامة تعاون اقتصادي معنا يقومون بفرض عقوبات اقتصادية عليه
الذي تسبب في أزمة المشتقات الراهنة هو قرار حكومة المرتزقة بضرورة توريد ضرائب وجمارك المشتقات إلى بنك عدن
الناشط والإعلامي اليمني أصبح ذا وعي وإدراك بأساليب العدوان في حربه الاقتصادية
هناك أدوات خفية يستخدمها العدو تندرج ضمن مؤسسات عالمية للحرب على اليمن
كنا وما زلنا نعاني من صعوبة الحصول على الاعتمادات المستندية لشراء السلع من الخارج
عندما اندلعت الحرب ضدنا صنفنا بأننا دولة ذات مخاطر
السلطات السعودية تمارس حصاراً ضارباً على كافة الصرافين هناك

أكد محافظ البنك المركزي اليمني الدكتور رشيد أبو لحوم أن هناك ضرورة للتكامل الإعلامي بين مختلف القطاعات الإعلامية والشعبية في مواجهة العدو الذي يستخدم النافذة الإعلامية لتحقيق أهدافه في الجوانب المختلفة السياسية والعسكرية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.. مشيراً إلى أن اليمنيين استطاعوا أن يتجاوزوا كل الصعوبات والتحديات في مواجهة الحرب الاقتصادية التي يمارسها العدوان ضد شعبنا عن طريق الوعي والإدراك ودراسة وفهم أساليب وأدوات العدو التي يمارسها في حربه الاقتصادية والإعلامية ضدنا.
وقال: إن هناك أدوات خفية يستخدمها العدو تندرج ضمن مؤسسات عالمية للحرب على اليمن وتم تصنيف اليمن بعد الحرب على أنها دولة ذات مخاطر، كما تمارس السعودية حصاراً ضارباً لمنع تحويلات المغتربين إلى الداخل اليمني، ولفت أبو لحوم إلى أن البنك المركزي بصنعاء قام بعدة إجراءات لتثبيت سعر الصرف الذي استقر خلال الأيام الأخيرة عند مستوى 561 ريالاً للدولار بعد أن كان 610 ريالات كما أن قيادة البنك تعمل على ضبط إيقاع تدفق الريال اليمني وتوريد إيرادات الدولة إلى البنك المركزي مباشرة..
تفاصيل اقتصادية مهمة تقرأونها في السياق التالي:
الثورة / أحمد المالكي

النافذة الإعلامية
الدكتور رشيد أبو لحوم محافظ البنك المركزي اليمني تناول في ورقته حول مظاهر الحرب الاقتصادية الموجهة وكيف يمكن مواجهتها في الندوة التي نظمتها وزارة الإعلام بهذا الخصوص قائلاً: من باب التكامل الإعلامي وكون نشاط العدو يركز على استخدام النافذة الإعلامية لتحقيق أهدافه في الجوانب المختلفة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ومن خلال التجارب في المواجهة الاقتصادية مثلاً.. استطعنا أن نتجاوز ذلك القصور في التصدي للإشاعات والحرب والإجراءات التي يتخذها العدوان في الجوانب الاقتصادية.
وفي المجال الاقتصادي جميعنا يعرف أنه كان لدينا قصور ولكن مع مرور الوقت استطعنا أن نتجاوز ذلك القصور في الحرب الاقتصادية وبدأنا نتصدى لها بشكل جيد وهذا التصدي أثر على مجمل الإيقاع للحرب الاقتصادية واستطعنا أن نبين لحاضنتنا الشعبية وكذلك المجتمع، ما هي أهم المفردات الاقتصادية التي يقوم بها العدو ضد أبناء شعبنا؟، وكان الناشط الإعلامي اليمني على وعي وإدراك بما يمارسه العدو من حرب اقتصادية على اليمن وصارت لديه القدرة على أن يوضح للشعب هذه المخاطر والأدوات التي تستخدم في الحرب الاقتصادية على بلادنا.
أدوات العدو
وأكد الدكتور أبولحوم أنه لا يمكن أن نواجه العدو في حربه الاقتصادية ما لم نفهم أدواته وأساليبه في الحرب الاقتصادية المتعددة والمتنوعة وهناك أدوات يستخدمها العدو وهي خفية وتندرج ضمن إطار مؤسسات عالمية للحرب على اليمن ومجالات الحرب علينا متعددة ومن ضمنها مسألة الحصار وهي مفردة نعيشها بشكل يومي،، أولاً من ناحية أن كثيراً من البنوك العالمية التي يتم الضغط عليها في الخارج لا تستطيع تحويل الأموال إلى اليمن والآن البنوك الموجودة حالياً في اليمن مصنفة على أنها “ذات مخاطر عالية” في مسألة ضخ الأموال وغيرها.
صعوبة
ويقول: الآن نحن في البنك المركزي وقبلها كنا في وزارة المالية واللجنة الاقتصادية نعاني من صعوبة الحصول على الاعتمادات المستندية من الخارج للحصول على السلع للأسف الشديد وكما تحدث السيد القائد مراراً بأننا بلد مستهلك لأن العدو الأمريكي والسعودي أرادوا أن نكون بلداً مستهلكاً و90% من احتياجات البلد تأتي من الخارج.
الحرب الخفية
ويضيف: إذاً هذا هو أحد مظاهر الحرب الخفية التي لا نستطيع أن نقول إنها حرب علينا لكن عندما قامت الحرب أتى التصنيف بأننا دولة ذات مخاطر في الوقت الذي كان من قبل غير متاح، الآن نحن نبحث من أين نحصل على النقد الأجنبي، الذي كان من قبل يأتي عبر تدفقات النفط والغاز وحوالات المغتربين وكذلك المساعدات أو المعونات التي كانت تأتي من الخارج وهذه كلها انقطعت تماماً تقريباً، وبالنسبة لحوالات المغتربين تمارس السلطات السعودية أعتى أنواع الحصار على كافة الصرافين داخل السعودية لمنع تحويلات المغتربين إلى اليمن ويخضعون للمساءلة وكل الصرافين تعرضوا لمخاطر وتمت مصادرة ملايين الريالات السعودية بتهم تمويل الإرهاب ودعم الحوثيين وتمويل الحرب بالرغم من أنها أموال تأتي من عمل الأفراد أو المغتربين داخل المملكة العربية السعودية.
حصار شديد
ويضيف الدكتور أبو لحوم بالقول: كانت الحوالات تأتي من قبل عبر التجارة لكن الآن هناك حصار شديد يمارس حتى لا يأتي نقد أجنبي إلى بلدنا نستطيع من خلاله أن نقوم بتغطية استيراد السلع، وهذه الحرب بالضرورة تؤدي إلى ارتفاع سعر الصرف وأسعار السلع والجانب الآخر في هذه المسألة يتمثل في فرض إدخال السلع السعودية والسلع الإماراتية إلى اليمن دون السلع الأخرى وعندما كنت وزيراً للمالية قلنا يجب أن تخضع البيانات التي تدخل للتحليل ووجدنا أن معظم الحوالات مصدرها من الإمارات وأي بلد يقوم بمحاولة إقامة تعاون اقتصادي معنا يقومون بفرض عقوبات اقتصادية عليه، وهذه أحداث ليست موجودة في تناولات وسائل الإعلام.
استغلال
ويضيف الدكتور أبو لحوم: الجانب الآخر المتمثل في مظاهر الحرب الاقتصادية علينا يتمثل في استغلال النفط والغاز المتاح وتوريد جميع الإيرادات منهما إلى البنك الأهلي السعودي ولا تورد إلى البنك المركزي في عدن ،وكما قال السفير السعودي في أحد لقاءاته إنه بالإمكان أن ينزل 400 مليون سعودي ويربك السوق بكامله وذلك بغرض مواجهة الإجراءات التي تقوم بها حكومة صنعاء والبنك المركزي بصنعاء لضبط سعر سوق الصرف، وكان حافظ معياد وزمام إحدى أهم أدوات السفير السعودي بالنسبة لرفع أسعار الصرف في الفترات الماضية.
ضبط سعر الصرف
ويؤكد محافظ البنك المركزي أنهم في البنك المركزي بصنعاء قطعوا أشواطاً جيدة لضبط سعر الصرف حيث من الملاحظ هذه الأيام ان السعر استقر عند 561 ريالاً بعد أن كان قد وصل إلى 610 ريالات، هذه الانتصارات نحاول ليل نهار من خلالها أن نضبط إيقاع تدفق الريال اليمني ونعمل مع وزارة المالية من أجل توريد إيرادات الدولة مباشرة إلى البنك المركزي ولا تبقى بيد أمناء الصناديق، لأنها إذا بقيت في يد الأفراد سوف يذهبون بها إلى الصراف والصراف يحولها إلى مضاربات بيع وشراء وهي ليست مرتبطة بالسلع وبالتالي يؤدي ذلك إلى ارتفاع سعر الصرف.
السيولة
ويشير الدكتور أبو لحوم في جانب مسألة السيولة بالريال إلى أنها أيضاً مجال من مجالات الحرب المتبعة ويقول: في العالم كله هناك كمية من النقد يجب أن يضخها البنك المركزي للسوق حسب حاجته من أجل تبادل السلع والخدمات بين الأفراد ، وما لدينا الآن هو أن كمية النقد التي طبعت سواء التي كانت لدينا أو التي طبعت من قبل بنك عدن هي أكثر من الحاجة في السوق وبالتالي هذا الفائض النقدي يستخدم في المضاربة بالدولار.. السؤال لماذا تم طبع تريليون و720 ملياراً في عدن؟، السبب الرئيسي يتمثل في أن الإمارات والسعودية في بداية الحرب كانتا تضخان للمرتزقة عملة سعودية ولذلك كان سعر الصرف مستقراً لأن العملة كانت تتداول في السوق وبالتالي نحن حصلنا على معروض نقدي استطعنا من خلاله شراء الاحتياجات من الخارج وهذا أدى إلى استقرار سعر الصرف، وبعد فترة أوقفوا الدفع بالسعودي ثم اجتمع السفيران الأمريكي والسعودي وأول قرار اتخذاه هو دفع المرتزقة نحو طبع هذه المبالغ المهولة من العملات الجديدة للمرتزقة وجففوا منابع تدفق النقد الأجنبي.
عملة واحدة
ويقول الدكتور أبو لحوم: نحن وإياهم في المناطق المحتلة نتداول عملة واحدة وبالتالي هناك تصرفات لا مسؤولة يقوم بها المرتزقة في الجنوب جميعها تؤثر بالضرورة على إيقاعات الوضع الاقتصادي ممثلة بأسعار الصرف وارتفاع الأسعار وهذه المظاهر للحرب هي موجودة، والمطلوب مننا كإعلاميين أن نفهم هذه المظاهر، ونوعي شعبنا بمجالات الحرب الاقتصادية التي تمارس علينا وأن نتصدى لكل الإشاعات ومن المخجل والمستفز أن يتحدث المرتزقة عن إدارة السياسة النقدية وهم يمارسون تدميراً وكذباً وتزييفاً وتضليلاً لليمنيين بذلك وهم أصلاً يتبعون سياسة نقدية ليست في صالح الشعب ولذلك يجب التنبه.
توحيد العلاقة
ويضيف: نحن بدورنا قمنا بإنزال أكثر من 50 مفتشاً مع الأجهزة الأمنية لضبط العملة وتم توحيد العلاقة ما بين الجهات المعنية ومن الملاحظ أن العملة غير القانونية تم ضبطها فيما يتعلق بالتداولات الكبيرة لدى الصرافين والبنوك وإلى الآن تم ضبط أكثر من مليار ريال من العملة غير القانونية المطبوعة في عدن وهي موجودة في البنك المركزي و90% من محلات الصرافة المخالفة تم إغلاقها.
وتطرق أبو لحوم في ورقته إلى بعض الجوانب التي يتم تناولها في الحرب الاقتصادية كتحميل حكومة صنعاء المسؤولية عن توقف صرف المرتبات برغم أن كل الإيرادات من الغاز والنفط والموارد الأخرى توقفت وهي الآن بيد المرتزقة والمجتمع الدولي يحملهم مسؤولية توقف المرتبات وهذا أمر يجب التنبه إليه.
توريد
وعن مسألة أزمة المشتقات الراهنة يقول الدكتور أبو لحوم إن سببها هو أن حكومة المرتزقة اتخذت قراراً بضرورة توريد إيرادات الضرائب والجمارك لاستهلال المشتقات النفطية إلى عدن مقدماً وهذا ما نرفضه في صنعاء جملة وتفصيلاً، لأننا لو اعترفنا بهذا الأمر فإن ذلك يعني أننا سلمنا يقيناً لهادي وحكومته، وبالتالي ستذهب كل التضحيات التي تقدم هباء إذا تم التسليم لهم بكل القرارات التي يفرضونها والتي لا تخدم شعبنا كونها جملة وتفصيلاً تخالف العقل والمنطق.
نسب الاستهداف
وخلص الدكتور أبو لحوم في ورقته إلى أن الفئة المستهدفة التي يجب مخاطبتها باستهداف الحاضنة الشعبية، نسبة 50% من مجالات الاهتمام في وسائل التواصل الاجتماعي وفي الإعلام 30% تسلط على الأشخاص الذين ليست لديهم قناعات معينة والباقي توجه إلى العدو مباشرة ومن الضروري التركيز على الآتي:
أولاً: مسار توعوي لحاضنتنا الشعبية والكل سوف يكون قادراً على مواجهة أدوات واستخدامات العدو.
ثانياً: يجب أن نهتم بالخسائر التي يسببها العدو جراء الحصار والاستهداف المباشر إضافة إلى ضرورة ما يتعرض له العدو من خسائر اقتصادية نتيجة الضربات العسكرية النوعية التي يتلقاها من قبل قواتنا المسلحة في الجيش واللجان الشعبية.

قد يعجبك ايضا