الرياضة اليمنية والاستثمار المفقود

حسن الوريث

مدينة الثورة الرياضية في خطر.. يريدون بناء دكاكين على أسوارها، فهل يمكن أن يكون لكم دور يا إعلاميين لمنع هذا الأمر؟ بهذه الكلمات بدأ أحد الرياضيين القدامى حديثه عندما التقيته، وتابع بقوله: هل صارت أموال وممتلكات الشباب والرياضيين تباع وتشترى هكذا؟ أخبرته وحسب علمي بأن الأمر ليس هكذا وربما أن لدى الوزارة رؤية للاستثمار في المدينة، وهذا هو المطلوب الذي طالبنا به وباستمرار وقلنا إن منشأة كبيرة بحجم مدينة الثورة من المعيب أن تظل هكذا دون أن نستثمر فيها وبما يعود لخدمة الرياضيين والشباب.
بالطبع فإن البعض يحاول أن يصوّر ما يجري ربما من تفاوض على الاستثمار في مدينة الثورة الرياضية بأنه بيع للمنشآت الرياضية سواء بحسن نية أو بسوء نية، المهم في الأمر أن عملية الاستثمار في القطاع الرياضي مطلوبة ولكن ربما برؤية حديثة ومتطورة وليس بما كان في السابق حيث نقوم ببناء دكاكين وتأجيرها دون حتى ضوابط ما جعل منها مشاريع تذهب عائداتها إلى الهواء لأنها لم تكن وفق الآليات الحقيقية للاستثمار وخاصة في قطاع الرياضة، كما أن ذلك جعل الجميع يتخوفون من أي مشاريع استثمارية ويتصورون أن مصيرها سيكون نفس مصير تلك الدكاكين.
طالبنا مراراً وتكرراً بضرورة أن يكون لدينا في وزارة الشباب والرياضة قطاع للاستثمار والتسويق الرياضي باعتبار هذا القطاع من أهم القطاعات التي يفترض أن تتواجد، ولكن أيضاً علينا أن نختار مسؤولين مؤهلين وأكفاء لهذا القطاع بحيث يقوم بدوره على الوجه الأكمل، فمسؤولو القطاع حالياً يسيرون بنفس ما قالت جدتي سعيدة وبنفس ذلك الروتين الممل ولم يطوروا أنفسهم وهذا القطاع الذي يعتبر العمود الفقري للرياضة، إذ أن الاستثمار والتسويق الرياضي يلعب دوراً مهماً وحيوياً في تطوير الرياضة وهو واحد من أهم الأدوات الاقتصادية ذات النفع الكبير والمردود الايجابي نحو بناء استراتيجية رياضية مستقبلية ترتكز عليها المؤسسات الرياضية المختلفة بدءاً بالوزارة، مروراً بالاتحادات، وصولاً إلى الأندية الرياضية.. ومما لاشك فيه أن جزءاً من مهام قطاع الاستثمار والتسويق يهتم بتحقيق التكامل بين الرياضة والقطاع الخاص لتطوير الرياضة والاستفادة من تجارب البلدان المتطورة رياضياً التي بلا شك أننا نتابع النجاحات التي تتحقق فيها والملايين التي تجنيها الأندية والاتحادات الرياضية جراء التسويق والاستثمار في هذا القطاع الهام ، بمعنى أن هناك تبادل منافع بحيث أن الأندية والاتحادات واللاعبين يستفيدون والشركات تجني أرباحاً طائلة وإذا ما وصلنا إلى هذه الرؤية فسنتطور ونطور رياضتنا، أما إذا ما بقينا نراوح في نفس المكان فإننا سنتأخر أكثر لأن العالم يتطور ويبتعد عنا بمسافات كبيرة وهائلة.
سأقول لصديقي الرياضي – الذي أبدى قلقه بل وانزعاجه من الأنباء التي سمعها عن محاولات بيع مدينة الثورة الرياضية – كما أسماها بحسب ما وصله – إن علينا أن نشجع الاستثمار الرياضي ولكن وفق رؤى جديدة وحديثة تنطلق مما وصل إليه العالم في هذا الجانب ، وأن يكون لدينا في وزارة الشباب والرياضة والاتحادات والأندية قطاعات وإدارات للاستثمار والتسويق الرياضي ويتم رفدها بكوادر مؤهلة أو تأهيل كوادر في هذا الجانب لتطوير عملية التسويق والاستثمار الرياضي لتسهم في الارتقاء بالرياضة، باعتبار أن الاستثمار والتسويق الرياضي صار فناً وعلماً يستند إلى أسس وقواعد لتلبية احتياجات ورغبات المستهلك الرياضي من خلال عمليات متعددة ومتشابكة ومترابطة .. وأنا أضم صوتي إلى أصوات كل الرياضيين والإعلاميين بضرورة تطوير الاستثمار وسرعة إنجاز قانون الرياضة لحماية الاستثمار والمستثمرين والحفاظ على حقوق الجميع، على اعتبار أن وجود القانون سيشجع كافة الأطراف وفي مقدمتها القطاع الخاص على الاستثمار في القطاع الرياضي كي لا يبقى الاستثمار كما هو عملية بيع وشراء ودكاكين.
الذهباني أمانة في أعناقا:
الزميل العزيز والإعلامي القدير أحمد الذهباني يرقد حالياً في المستشفى، وبالتأكيد أنه بحاجتنا جميعاً للوقوف معه في محنته ومرضه وفي المقدمة الدولة والحكومة لتقديم كافة أنواع الدعم والرعاية له ولا يكفي زيارة لهذا المسؤول أو ذاك فتلك الزيارات التلفزيونية شبعنا وسئمنا منها .. الزميل أحمد الذهباني غني عن التعريف ولن أضيف شيئاً سوى قول: إنه أمانة في أعناقنا جميعاً وعلينا مساندته ومساعدته، تقديراً له ولما قدمه في خدمة الوطن.

قد يعجبك ايضا