في رحاب الخالدين”بلذي” عطاء أسرة بلغ 12 شهيدا

إعداد/ شائف فرحان
“أسرة العظماء”.. هكذا أطلق الكثيرون على أسرة “بلذي” التي قدمت فلذات أكبادها في سبيل الله، واحداً تلو الآخر منذ انطلاق المسيرة القرآنية في جبل مرَّان .. قدمت هذه الأسرة العظيمة اثني عشر شهيداً هم: الشهيد حسين علي ناشر بلذي وولده الشهيد علي حسين بلذي , الشهيد بندر صلاح بلذي , الشهيد عارف حسين علي بلذي , الشهيد بشير علي قاسم بلذي , الشهيد فضل عبدالله حسن بلذي , الشهيد علي ناشر قاسم بلذي , الشهيد امين عبدالله حمود بلذي , الشهيد فواز عبدالله حمود بلذي , الشهيد يحيى قاسم بلذي , الشهيد عادل صلاح بلذي..
أي تضحية أعظم من هذه التضحية، وأي فداء أعظم من هذا الفداء الذي قدمته هذه الاسرة الصابرة المجاهدة في سبيل الله، فسلام الله عليهم وعلى أمثالهم من الرجال الصادقين الذين نذروا أنفسهم وما يملكون للجهاد وإعلاء راية الحق , ورغم صعوبة أن تفي الكلمات هذه الأسرة حقها، إلا أننا ستتحدث في هذه السطور عن اثنين من شهدائها العظماء..
الشهيد بندر بلذي (ابوصلاح )
عاش الشهيد الشامخ الأبي بندر صلاح بلذي (أبوصلاح ) في أسرة كريمة متواضعة تدين بالولاء المطلق لآل البيت عليهم السلام وتظهر المحبة لمن والاهم والعداء لمن عاداهم..
أبو صلاح ذلك الرجل العظيم الذي كان له الدور البارز في مقارعة رموز الوهابية وفكرها المنحرف في المنطقة .. وعندما انطلقت المسيرة القرآنية في عام 2001م /2002م تلقف الهدي بكل قوة وانعكس ذلك على سلوكه وشخصيته، فتحرك مبلِّغا آيات الله ومهيئاً نفسه ليكون ممن قالوا نحن “أنصار الله”..
وبعد خروجه من السجن عاد إلى مرَّان فوجد أن الوضع صار مختلفا ولم يعد أحد يستطيع أن يتحدث أو يرفع رأسه، فالجيش الظالم يسيطر على البلاد وينتشر في كل مكان يسجن ويعذب ويستذل عباد الله المستضعفين ..
شارك في الحرب الأولى بكل قوة وبكل شجاعة واستبسال منكلا بأعداء الله حتى سقط جريحا وتم أسره ونقله إلى سجن الحديدة.. وبعد المعاناة التي تلقاها في السجن تم الإفراج عنه، فعاد إلى مرَّان وواصل العمل محرِّضا الشباب على مواصلة الجهاد..
في كل مكان تحرك الشهيد البطل الجسور الهُمام رغم كل تلك التحديات متجاوزا كل المخاوف، مذكِّرا أقاربه وأصدقاءه بآيات الله، ويحذرهم مما قد يحل بهم من عقوبات، فعاد إلى قراءة الملازم وإحياء الصرخة رويدا رويدا، وكان يُعينه في ذلك ابن عمه الشهيد المناضل علي حسين بلذي رحمة الله عليهما..
جن جنون سلطات الدولة –آنذاك- وبدأت تُطلَّق حملات أمنية لاعتقاله ووقف نشاطه وتحركه لكنها لم تتمكن من الإمساك به، حيث كان يتنقل ويختفي عنها إلى حين انصرافها، ثم يعود إلى منزله ويدرس الملازم حتى ضيقت عليه الخناق وحاصرت بيته وأسرته وهددته بتفجير منزله، فلم يتنازل أو يتراجع عن مبدئه ومنهجه الذي يسير عليه الأبطال، غير مبالٍ بذلك رغم انه لا يوجد لأسرته أي منزل تأوي إليه فشردت أسرته وأخرجت من بيتها وفُجِّر وهي لا تملك غيره..
هاجر الشهيد بعد ذلك للجهاد متخفياً في الوديان والشعاب إلى أن وصل الى مجمع الأبطال والعظماء حيث هم مهاجرون في مطرة، وصارع الطواغيت في الحرب الرابعة إلى أن شنت سلطات الدولة الظالمة الحرب الخامسة، فلم يكن منه إلا أن شارك سباقاً الى المعركة ونزل إلى أرض الشموخ والإباء لتحريرها من دنس الظالمين والمفسدين، فاستشهد هناك وهو يضحي بنفسه ليأخذ جثمان ابن أخيه الشهيد بشير علي قاسم بلذي الذي استشهد قبله، ثم التحق به شهيداً وارتقت روحه الطاهرة مع ابن أخيه بشير علي قاسم الى جوار ربهما..
الشهيد علي حسين بلذي
كان واحداً من رجال مرَّان الذين شكلوا الركيزة الأساسية لدعم هذه المسيرة القرآنية مادياً ومعنوياً، مقاتلاً مغواراً عندما يتطلب الامر ذلك، إذ أنه عندما تعرضت المسيرة للعدوان الغاشم من قبل السلطة العميلة في العام 2004م تحرك مجاهداً في زمن قلَّ فيه أمثاله وجُرح جرحاً بليغاً في الحرب الأولى وتم إلقاء القبض عليه في مرَّان وأودع السجن في الحديدة، وبعد أن خرج من السجن كان أكثر ولاء لمبادئه وأكثر عزماً وتصميماً على مواصلة الدرب الذي سلكه الشهيد القائد رضوان الله عليه وسقاه بدمه الطاهر..
شارك الشهيد في الحروب الست وعانى كثيراً طوالها، لم يحنه جبروت الطغاة ولم تهن من عزمه وحشية المستكبرين، فواصل دروب الجهاد والعمل في مواجهة هذا العدوان الغاشم وتحرك في عدة مجالات إلى أن نال الشهادة ولحق بوالده الشهيد حسين بلذي..
فسلام الله عليهما وعلى أمثالهما من الرجال الصادقين الذين نذروا أنفسهم وما يملكون من أجل الجهاد وإعلاء راية الحق.

قد يعجبك ايضا