الثورة / محمد الروحاني
كلاب ضالة تنتشر في كل محافظات الجمهورية وتفتك بآلاف المواطنين وخصوصاً الأطفال الأكثر عرضة لفتك هذه الكلاب فلا يكاد يخلو يوم من حادثة تعرض احد المواطنين لعضة كلب مسعور في أمانة العاصمة أو إحدى المحافظات، بل صارت أخبار هذه الحوادث مألوفة لدى اليمنيين، وتحولت الى كارثة حقيقية استدعت مؤخرا تحركا من الجهات المعنية للقضاء على هذه الكلاب المسعورة التي تتجول وتجوب الشوارع وترتكب جرائم بحق المواطنين بلا حسيب ولا رقيب.
في بداية هذا العام أعلنت أمانة العاصمة وصندوق النظافة والتحسين عن حملة للقضاء على هذه الكلاب وعزت انتشار هذه الكلاب وقتها إلى “انعدام السم لمكافحة هذه الكلاب ومنع تحالف العدوان دخوله وغلاء سعره واحتكار استيراده من شركة خاصة (مستر كلين) حيث يبلغ سعر الكيلو الواحد من هذه السم ألفين وخمسمائة دولار ورغم ذلك لا يتوفر في العاصمة صنعاء”.
حملة أمانة العاصمة في الربع الأول من العام الجاري قضت على 11 ألف كلب ضار ومسعور في مختلف الأحياء والشوارع بعد تعرض نحو 1055 مواطنا للعض والإصابة من الكلاب المسعورة توفي أربعة منهم” لكن المشكلة لم تحل فالكلاب مازالت تنتشر في العاصمة صنعاء وبشكل كبير، وبين حين وآخر يتعرض احد المواطنين لفتك هذه الكلاب في ظل نقص شديد في كميات المصل الخاص بداء الكلب.
مشكلة عامة
هذه المشكلة ليست فقط في العاصمة صنعاء، فالمحافظات الأخرى لم تكن بمنأى عن هذه الإصابات، وتتصدر محافظة ذمار القائمة بعد العاصمة صنعاء حيث رصدت الجهات المعنية في ذمار وفاة 11 مواطناً واصابة 1811 آخرين بداء الكلب خلال النصف الأول من العام الجاري 2019م”.
وأكد مسؤول وحدة مكافحة داء الكلب في هيئة مستشفى ذمار العام الدكتور يحيى الموشكي أن “معظم حالات الوفاة والإصابات كانت من الأطفال والنساء في مختلف مديريات المحافظة، منها 7 حالات من قرية واحدة في مديرية عتمة”.
الموشكي أرجع اسباب انتشار الكلاب الضالة في أحياء وحارات مدينة ذمار إلى “غياب أنشطة مكافحة الكلاب الشاردة والضالة من الجهات المعنية في صندوق النظافة والتحسين والبلدية، التي تشكو من عدم توفر السم الخاص بالكلاب، جراء منع التحالف إدخاله إلى مناطق سلطة المجلس السياسي الأعلى”.
وأوضح أن “المصل المضاد لداء الكلب متوفر باستمرار لكن وحدة داء الكلب تعاني من عدم توفر لقاحات داء الكلب بكميات كافية من وزارة الصحة وانقطاعها احياناً حتى في الصيدليات الخاصة” معتبرا “محافظة ذمار من أكثر المحافظات التي يتعرض فيها المواطنون لعضات الكلاب”.
الموشكي أشار إلى أن “القمامة والمخلفات المتراكمة في الأحياء والحارات وعلى جانبي الطرقات والأسواق شكلت تجمعات للكلاب الضالة ما أضحى تهديدا حقيقياً للأهالي والسكان لاسيما من النساء والأطفال”.
ودعا الموشكي وزارة الصحة العامة والسكان وكافة المنظمات الصحية إلى “توفير الكميات الكافية من مضادات داء الكلب لمعالجة الأعداد المتزايدة من المعضوضين في المحافظة”.. حاثاً المواطنين في الأرياف على التخلص من الكلاب الضالة وغير المملوكة..
وشدد على إجراء برامج التثقيف والتوعية للمواطنين والكوادر في المرافق الصحية الريفية بداء الكلب، وكيفية إجراء الاسعاف الأولي للمعضوضين.. منوها بضرورة غسل مكان عضة الكلب في حينه بالماء الجاري والصابون لمدة 15دقيقة، تضمن 70 %من المعالجة وترك مكان العض مفتوحاً وعدم خياطته واحالة المعضوضين لوحدة داء الكلب لاعطاؤهم المضادات الخاصة”.
المحويت بلا لقاحات
وفي محافظة المحويت رصدت الجهات المعنية 159 إصابة بداء الكلب خلال النصف الأول من العام الجاري.. وأكد تقرير لوحدة داء الكلب بالمستشفى الجمهوري بالمحافظة أن “106حالات تم اعطاؤها اللقاح والمصل و53 حالة لم تتمكن الوحدة من معالجتها لعدم توفر اللقاح والمصل خلال فترة استقبالها”.
وأشار التقرير إلى أنه تم استقبال 30 حالة في يناير 27 حالة في فبراير و33 حالة في مارس و29 حالة في إبريل و26 حالة في مايو و14 حالة في يونيو.. لافتا إلى “تراجع عدد المصابين مقارنة مع الفترة المقابلة من العام الماضي”.
مسؤول وحدة داء الكلب الدكتور محمد شوعي الشويع أكد على “أهمية تنفيذ حملات دورية منتظمة لإبادة الكلاب الضالة والمسعورة في المدن الرئيسية وفي مناطق الأرياف وفي التجمعات العامة حفاظا على صحة أفراد المجتمع”.
ما هو داء الكلب ؟
داء الكَلَب هو مرض فيروسي يسبب التهاباً حاداً في الدماغ ويصيب الحيوانات ذات الدم الحار وهو مرض حيواني المنشأ أي أنه ينتقل من فصيلة إلى أخرى، من الكلاب إلى الإنسان مثلاً وينتقل غالباً عن طريق عضة من الحيوان المصاب.
ويؤدي داء الكلب للوفاة عندما يصيب الإنسان بمجرد ظهور الأعراض، إلا في حال تلقى المصاب الوقاية اللازمة ضد المرض، وهو يصيب الجهاز العصبي المركزي مما يؤدي إلى إصابة الدماغ بالمرض ثم الوفاة.
ينتقل فيروس داء الكلب إلى الدماغ عبر الأعصاب المحيطية، وغالباً ما تستغرق فترة حضانة المرض عدة أشهر حسب مدى وصول الفيروس للجهاز العصبي المركزي. وبمجرد وصول الفيروس للجهاز العصبي المركزي تبدأ الأعراض بالظهور ولا يمكن معالجة العدوى ويؤدي غالباً إلى الوفاة خلال بضعة أيام.
أعراض داء الكلب
الأعراض المبكرة لداء الكلب هي الشعور بالضيق، الصداع والحمى التي تتزايد لتتحول إلى ألم حاد، مع حركات عنيفة وتهيّج لا إرادي، والاكتئاب ورهاب الماء (أو الكلَب). وتنتاب المريض في النهاية نوبات من الجنون والخمول، ما يؤدي إلى غيبوبة وعادة ما تكون السبب الرئيسي للوفاة.