الصّرخَة .. مُنطلقُ الكَرامَة ومَنبعُ الانتصَار

 

مطهر يحيى شرف الدين

الاعتقاد بالله كإلاهٍ معبود لا سواه وأنه الكبير الأكبر من كل ما في الوجود مسألة يجب علينا جميعاً أن نعتقد بها ونعلنها ونرفعها صرخةً مدوية في وجه قوى الاستكبار العالمي، وفي ذلك تذكير وتدبّر بأن كل ما في الوجود حقيرٌ وصغيرٌ أمام عظمة الله وملكوته وجبروته، وفي المقابل كان لزاماً علينا أن نُظهر السخط على أعداء الله ورسوله ومواجهتهم بأدق العبارات وأقواها تأثيراً لتثير غيضهم وتزلزل أركانهم وهي المتمثلة بالموت والهلاك لأمريكا وإسرائيل الكيانين اللذين أصبح لنظامهما وسياستهما العلو والاستكبار في الأرض والاستبداد بالشعوب .
فكم هي الانتهاكات وكم هي المجازر والجرائم المتنوعة التي لم تسلم من ويلاتها الكثير من شعوب العالم وبالذات الشعوب العربية والإسلامية، علاوةً على ذلك التهديد والوعيد على من ينشد السيادة والكرامة بشن الحروب وخلق الأزمات وفرض الحصار وهو ما دأبت عليه تلك القوى المتمثلة في الصهيوأمريكية بحق الأنظمة والشعوب الحرة المناهضة لمحور الشر في هذا العالم وكذلك الخطط التآمرية التي ترسم ملامحها القوى الدولية الإمبريالية، فكان من الواجب على جميع المسلمين في بقاع الأرض القيام بمواجهة تلك الممارسات والمؤامرات برفع شعار الصرخة كسلاح مناهض وموقف رافض لوجود تلك القوى وهيمنتها وتدخلاتها في الشؤون العربية والإسلامية.
نصرٌ من الله وفتحٌ قريب وتأييدٌ من الله لعباده ولجنوده وأوليائه الصالحين لأنهم بصرختهم في وجوه أولياء الشيطان قد أعلنوا براءتهم منهم وأعلنوا الولاء لله ورسوله ، ولأنهم كذلك فقد منحهم الله الحكمة والسداد في الرؤية الثاقبة التي أثبتت الموقف العظيم وحققت رؤية الإسلام والمسلمين كسلاح يقض مضاجع المستكبرين الذين نازعوا الله في كبريائه وجبروته فكانت صرخة حقٍ تُحقِّر شأنهم وتزلزل عروشهم وأداةً رادعة لإجرام وطغيان المستكبرين وحصناً منيعاً يتقهقر وراءه أعداء الله ورسوله.
كما قد صارت اليوم منطلقاً لعزة وكرامة المؤمنين الأتقياء الذين أدركوا كيف تكون شوكتهم قاصمة قوية تُزهق الباطل وتكشف ما يحيكه المتآمرون الساعون إلى الإفساد في الأرض، فكان حقاً على الله نصرهم لأنهم جعلوا كلمة الله هي العليا والأكبر والأجل ورفعوا راية الإسلام ونصروا الله، فانتصر الله لهم .
وألهمهم وسدّد رميتهم ، ولأنهم رجعوا إلى الله وعادوا إليه بوقوفهم موقف الحق الذي كان نتاجاً للصبر والثبات في الموقف مع أعداء الله، فقد نالوا التوفيق من الله إلى ما يحبه ويرضاه .
ولأنهم أرادوا الهداية فاهتدوا واختاروا المعبود الجدير بالعبادة وليهم من دون المخلوق وأطاعوا الله باتباع هديه، فازدادوا هدىً وبصيرة وأصبحوا قدوةً وأسوةً في التعامل مع الله ومع الآخرين.
ولذلك كان الشعار منطلقاً للانتصار وآيةً كاشفة تفضح تربص الأعداء ومؤامراتهم وبرهاناً يتجلى لكل ذي عقل ولكل باحثٍ عن الحقٍ والهداية وأدلة محققة تترجم وتصنف أصحاب الحق من أصحاب الباطل.
وتثبت أن من وقفوا مناهضين للشعار قد اختاروا أن يكونوا خداماً للأمريكان وللصهاينة وأصبحوا في ذل ومهانة وفي مقدمتهم أمراء المال الخليجي ومن تبعهم وسار على نهجهم الخانع لسياسة أمريكا وإسرائيل في المنطقة .
وإذا كان القرآن الكريم يحكي حال أولئك الذين انحرفوا عن نهج الله وحرَّفوا آياته وأشركوا بالله وقتلوا أنبياءه وآمنوا بالجبت والطاغوت فقد استحقوا لعنة الله وغضبه، ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا ، ولذلك فقد ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضبٍ من الله، فكيف سيكون حال من ارتموا في أحضان أولئك الذين استحقوا غضب الله من أهل الكتاب ، إنهم وبلا شك في حالٍ أعمق مهانةً وأشد ذلاً في الدنيا وفي الآخرة ..
قال تعالى ” ضُربتْ عَليهِم الذلّة أينَ ما ثُقفوا إلّا بحَبلٍ منَ اللّهِ وحبْلٍ منَ النّاسِ وباءُو بغَضبٍ من الّلهِ وضُربَت عليهِم المسْكنةُ ذلكَ بأَنهُم كانوا يَكفرونَ بآياتِ الّله ويقتُلونَ الأَنبياءَ بغيْر حقٍ ذلكَ بمَا عصُوا وكَانوُا يعْتدون”.

قد يعجبك ايضا