برغم تهديدات العدوان وتداعيات الحصار:

الطلبة يخوضون الامتحانات وسط تحديات كبرى

 

بعد ايام قليلة من حادثة استهداف عدد من المدارس بمنطقة سعوان من قبل العدوان وسقوط عدد من طلاب وطالبات المدارس في تلك الجريمة النكراء وخاصة في مدرسة الراعي يخوض عشرات الالاف اعتبار من اليوم امتحانات النقل، رافعين شعار التحدي وموجهين رسائل الى دول تحالف العدوان بأن المسيرة التعليمية متواصلة ولن تتوقف ابدا وان اهدافهم بتجهيل هذا الشعب ستبوء بالفشل .

ويقول مسؤولو وزارة التربية والتعليم: إن كافة التجهيزات قد استكملت لضمان اداء الطلبة لهذه الامتحانات بكل يسر وسهولة في امانة العاصمة ومختلف المحافظات مشيرين الى ان استمرار التعليم مسؤولية وطنية تقع على عاتق الجميع بما فيهم اولياء امور الطلبة باعتبارهم شريكاً اساسياً في العملية التربوية .
ويضيف المسؤولون : إن الاستهداف المباشر للمدارس ومرافق التعليم من قبل العدوان كان منذ اليوم الأول لانطلاق عاصفة الحقد وظل يتمادى في قصف الطلبة ومدارسهم بهدف إيقاف مسيرة التعليم ونشر التجهيل على نطاق واسع في اوساط الشعب اليمني لكنه فشل فشلا ذريعا وها هو بعد اكثر من أربع سنوات يجني ثمار الخيبة والهزيمة والانكسار، مشيدين ببسالة العاملين في القطاع التعليمي والذين اصروا على اداء واجبهم الوطني ورسالتهم النبيلة في تعليم الأجيال رغم كل التضييق على المعلمين وحرمانهم من مرتباتهم إلا ان تضحياتهم الجسيمة كانت بمثابة الصفعة على وجه العدوان ومخططاته الخبيثة .
وها هم اليوم يخوضون الامتحانات وسط ظروف في غاية الصعوبة بسبب العدوان والحصار والتي ألقت بظلالها السلبية على كافة مناحي الحياة وكان للتعليم النصيب الأكبر من هذه التداعيات حيث كان العام الدراسي حافلا بالصعوبات والإشكاليات التي رافقت العملية التعليمية منذ البداية والمتمثلة في عدم وجود المناهج الدراسية بصورة كاملة ناهيك عن عدم انتظام الدراسة في كثير من المناطق .
ويقول عبدالرشيد عبده مشولي في الصف الأول الثانوي من مدرسة الأحقاف :إن القصف الذي تأثرت منه مدرستهم بسعوان لن يثنيهم عن اداء الامتحانات بل انه توجه لأدائها هو وزملاؤه رغم انهم فقدوا زميلاً لهم من نفس الفصل فقد توفي في مجزرة قصف سعوان وهو في مدرسته .
ويضيف عبدالرشيد: لم نتوقف أبداً عن الدراسة بل داومنا في المدرسة في نفس الأسبوع الذي استهدف فيه العدوان مدارسنا بمنطقة سعوان وها نحن نخوض اليوم الامتحانات وكلنا شجاعة وتحدياً للعدوان الذي ترك الكثير من المآسي والقتلى والجرحى في صفوفنا وفي المدرسة وسائر المدارس الأخرى ونحن اليوم نؤدي الامتحانات ونسأل الله تعالى بأن يرحم شهداءنا وزملاءنا الذين اخذ العدوان ارواحهم وهم في مدارسهم آمنين وسنكمل مسارنا التعليمي رغم كل الظروف والعقبات التي نواجهها.
النازحون
على الرغم من التسهيلات الكبيرة التي حظي بها الطلبة النازحون من مناطق الصراع في الحديدة وغيرها من المحافظات فيما يتعلق بأداء الامتحانات وإلحاقهم بالمدارس إلا أنهم يشكون أيضا من عدة صعوبات يواجهونها خلال أداء الامتحان فكثير منهم لم يستطيعوا الحصول على الكتب والبعض لم يستطع فهم المنهج بأكمله فهم لم يدرسوا إلا جزءاً بسيطاً من سنتهم ويقول بعض الطلبة الذين نزحوا الى العاصمة صنعاء يجب مراعاة الظروف التي عاشها الطلبة النازحون الذين واجهوا معاناة كبيرة خلال فترة نزوحهم وتركهم لمنازلهم بحثا عن الأمان ،وان فترة الانتقال والبحث عن أماكن إيواء جديدة كانت طويلة ولم تتوفر الظروف والأجواء المناسبة للاستذكار والمراجعة المناسبة خاصة وان فترة التصعيد سبقت الامتحانات بأيام قليلة و أن أماكن الإيواء الحالية لا تتوفر بها الإمكانيات والوسائل المناسبة لأداء امتحانات بصورة مثالية وكما يجب إذ أن الطلبة يحتاجون إلى الاستقرار النفسي والأجواء الملائمة للمذاكرة والاستعداد السليم للاختبار وهو ما لم يتوفر خلال هذه الاختبارات الأمر الذي يجب أن يكون محل اعتبار لدى المعلمين ولجان التصحيح.
وأخيرا
لقد حاول تحالف العدوان من خلال استهدافه المتعمد والممنهج للمدارس ومرافق التعليم في مختلف المحافظات كما يقول تربويون إيقاف العملية التعليمية وفرض حالة من التجهيل على جيل كامل لكنه فشل فشلا ذريعا، ويؤكد التربوي نبيل المغلس وهو مدرس في مدرسة عبدالاله غبش الحكومية بمديرية آزال بالعاصمة صنعاء أن هذه الظروف الأمنية التي فرضها العدوان لم يزد الطلبة إلا إصرارا على مواصلة تحصيلهم والمواظبة في التعليم.
ويرفع أطفال اليمن الذين كانوا من أكثر الشرائح الاجتماعية تضررا من العدوان السعودي الغاشم شعار التحدي وهم يؤدون امتحاناتهم غير آبهين بصواريخ العدوان التي ترسل قذائف الموت على رؤوسهم، ويقول محمود بجاش وهو طالب في المرحلة الأساسية بمدرسة بلال بن رباح بحي نقم شرقي العاصمة صنعاء : إن العدوان لن يستطيع أن يمنع الطلاب والطالبات من الحصول على حقهم في التعليم مهما بلغت قوته وجبروته.
وتقول الأستاذة عواطف فرج مدرسة بمدرسة عمار بن ياسر :إن المدارس قد عملت كل الوسائل الممكنة لضمان سير الامتحانات بشكل طبيعي وانه لم يبدو هناك أي تراجع في مستوى الطلبة مقارنة بالعام الماضي بل لاحظنا الكثير من الأسر وأولياء الأمور يترددون على المدرسة للاطمئنان على أبنائهم قبل بدء الاختبارات مما يعكس اهتمام الأسر بمستقبل أبنائهم الدراسي.
وفي الأخير يؤكد الطلبة أن المرحلة الحالية والصعوبات التي يعيشها الوطن تتطلب تكاتف الجهود دفاعا عن الوطن وإنجاح العملية التعليمية كون ذلك النجاح يعتبر انتصاراً هاماً أمام تصعيد الأعداء ومخططات الأعداء الذين يسعون إلى تجهيل هذا الشعب وعرقلة أي مساع أمام تطوره ونهضته .
ويقول المختصون :إن فترة الامتحانات تشكل ضغوطا وأعباء نفسية للطلبة وأسرهم ويكون القلق والتوتر مخيما على الجميع وتصبح الأسرة غير قادرة على القيام بواجباتها الاجتماعية أثناء الامتحانات ويكون هناك الوعيد الشديد للطالب إذا لم يجتز الامتحان بنجاح أو الحصول على درجات ضعيفة مما يؤثر سلبا على نفسية الطالب بسبب هذا الضغط هذا على الرغم من أن متابعة الطالب أو الطالبة أثناء أيام الدراسة تخفف بشكل كبير هذا العبء النفسي خلال الامتحانات بحيث تأتي بأثر ايجابي ويكون النجاح والتفوق حليف الطلبة.
ويقول الأستاذ محمد سليمان الحاصل على شهادة الماجستير في علم النفس التربوي. إن الأسر تستنفر كل إمكانياتها وجهودها لتهيئة الأجواء المناسبة لأبنائها وتخفيف القلق الذي يصاحب أبناءها أثناء فترة الامتحانات والذي قد ينقلب سلبا على مستوى أدائهم في الامتحانات وقد يؤدي إلى النسيان والاضطراب النفسي فيجعل الطالب غير قادر على التركيز وللأسرة دور كبير في تهيئة أبنائها وتشجيعهم وتوفير أجواء من الطمأنينة والهدوء والابتعاد عن جو المشاحنات والمشاكل داخل الأسرة وتوفير جو أسري يسوده الحب والهدوء وتوجيه الأبناء للاعتماد على أنفسهم في المذكرة وتقديم نمط غذائي متوازن خال من المنبهات حتى يحصلوا على الراحة والنوم المبكر وتشجيعهم واحترام قدراتهم ورفع معنوياتهم وتخصيص أوقات للراحة وعدم الضغط عليهم وتعزيز جانب الثقة بأنفسهم وتنظيم أوقات المذاكرة.

قد يعجبك ايضا