يموت طفل في اليمن كل 10 دقائق:

أربعة أعوام وطائرات العدوان تستهدف الأطفال!!

 

 

إعداد/ نجلاء علي

ما زال الطفل في اليمن يدفع ثمن حرب عبثية شنها العدوان الغاشم على الشعب اليمني الحر دونما مبالاة للأعراف والقوانين الدولية التي تقتضي تجنيب الأطفال والمدنيين الصراعات المسلحة.. وهاهو العام الخامس للعدوان قد حل ولا تزال الأفواه الدولية صامتة عدا بعض التصريحات التي لا تغني ولا تسمن من جوع وكأن الهدف منها ذر الرماد على العيون لا أكثر.. فإلى متى يستمر هذا الصمت الدولي لتلك الدول المنادية بضرورة احترام حقوق الطفل.. خاصة بعد تزايد عدد جرائم القتل ضد أطفال اليمن بحسب آخر إحصائيات وزارة الصحة العامة والسكان.. فإلى التفاصيل:

أكدت مصادر محلية في منطقة ميتم بمحافظة إب أن غارات العدوان السعودي استهدفت مدرسة السبطين بالمنطقة، وان عشرات الطلاب سقطوا بين شهيد وجريح جراء الغارة الجوية التي استهدفت المدرسة.
كما ان ثمانية أفراد من اسرة واحدة استشهدوا معظمهم نساء واطفال في قرية التخراف بالمديرية نتيجة الغارات الجوية للعدوان السعودي التي استهدفت القرية.
وفي منطقة بني مطر غربي العاصمة صنعاء عاودت الغارات الجوية للعدوان السعودي قصفها للقرى والتجمعات السكنية، حيث قصفت قرية بيت رجال، ما أدى الى سقوط شهداء وجرحى من المدنيين معظمهم نساء واطفال.
وكانت المنطقة قد شيعت في وقت سابق عددا من الشهداء ينتمون الى اسرة واحدة سقطوا إثر استهداف الغارات العدوانية على قرية حجر عكيس، وهو ما يعده مراقبون استهدافا ممنهجا وواضحا للشعب اليمني.
وقال ممثل اليونيسف في اليمن جوليين هارنيس في تصريحاته ان الاطفال يدفعون ثمنا باهظا للنزاع في اليمن فهم يقتلون ويشوهون ويجبرون على الفرار من منازلهم كما اصبحت صحتهم مهددة ومسيرتهم التعليمية متوقفة، ودعا الى ضرورة احترام وحماية الاطفال بما يتوافق مع القانون الانساني الدولي، واشارت اليونيسف الى ان” اعداد الاطفال الذين قتلوا اعلى بكثير خاصة مع ارتفاع حدة النزاع خلال الاسابيع الماضية”.
وقالت منظمة الامم المتحدة للطفولة ان الصراع في اليمن يقود البلد الفقير صوب كارثة انسانية كنزوح الكثير من الاسر وتعرض الآلاف الى تهديد المرض وسوء التغذية.
إدانات
وتظل فئة الاطفال والنساء الفئة الاجتماعية الاكثر تأثرا من اجواء الحرب ومشاهدها المأساوية وصورها الدامية التي تكون لها آثار نفسية كبيرة في حاضر الاطفال ومستقبلهم، ويقول احمد القرشي رئيس منظمة سياج لحقوق الأطفال: إن دور المنظمات في اليمن ما يزال قاصرا وخاصة في مثل هذه الظروف التي يستهدف فيها الاطفال فإضافة الى ما يعانيه اطفال اليمن جاءت هذه الظروف لتقضي على ما تبقى من الاطفال وحقوقهم ولا بد من الوقف الفوري لهذا العدوان الذي يقضي في معظم ضرباته على الاطفال العزل .
المجاعة وسوء التغذية
هذه الآثار الكارثية للعدوان المتواصل على اليمن باتت كما يقول المختصون والمراقبون ومسؤولو المنظمات الإنسانية بمثابة العقاب الجماعي وجرائم الإبادة الجماعية، ويشيرون في هذا الجانب إلى أن المجاعة التي ضربت مناطق في تهامة وخاصة في مدينة التحيتا في الحديدة وحجة والضالع ماهي إلا مؤشر خطير للوضع الكارثي الذي سيحل باليمن وشعبه خلال فترة وجيزة إذا ما استمر العدوان وما يفرضه من حصار خانق على كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية..ناهيك عن حالات سوء التغذية التي انتشرت في الفترات الأخيرة بشكل واسع في أوساط الأطفال وأصبحت تهدد 4 ملايين طفل يمني كما توضح ذلك احدث التقارير لمنظمات دولية متخصصة وفي مقدمتها منظمة رعاية الطفولة والأمومة العالمية “يونيسف”.
أرقام مخيفة
وأفاد الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة العامة والسكان الدكتور يوسف الحاضري بأن عدد حالات سوء التغذية لدى الأطفال دون سن الخامسة بلغ مليونين و900 حالة، منها 400 ألف حالة مصابة بسوء التغذية الحاد فيما يصل عدد حالات الإصابة بسوء التغذية لدى الأمهات المرضعات والحوامل إلى مليون و100 حالة و18 مليون حالة انعدام الأمن الغذائي”.
ولفت إلى أن معدلات وفيات الأطفال في اليمن ارتفعت إلى أكثر من 100 ألف ممن هم دون العام ومثله للرضع وما دون الخامسة، وذلك بسبب الالتهاب الرئوي والإسهال والحصبة والملاريا وسوء التغذية.
وبين أنه يموت طفل في اليمن كل 10 دقائق بسبب سوء التغذية وارتفاع معدل وفيات الأمهات عند الولادة من 148 لكل مائة ألف حالة ولادة قبل العدوان وصولا إلى 385 لكل مائة ألف حالة ولادة بنسبة زيادة تصل إلى 160 % ..مشيرا إلى أن 80 مولودا يموتون من أصل ألف ولادة بالمقابل يموت 85 طفلا دون سن الخامسة من أصل ألف طفل.
ويرجح علماء النفس بأن الصدمة النفسية التي تتركها الحروب لدى الأطفال تندرج ضمن باب الآثار المدمرة، وهو ما جعل مختصين يقومون بالدراسات المستفيضة وتحليلها للوصول إلى نتائج تساعد على بذل كل الجهود والعمل على مراعاة الأطفال في زمن الحروب وإيوائهم وتأهيلهم وإبعادهم قدر الإمكان عن الآثار النفسية والمعنوية التي يمكن أن تلحق بهم، فإن لم يستشهدوا فيها ويموتوا دون ذنب؛ فإنهم سيتجرعون كأس مراراتها وأصنافا من ألوان الشقاء والعذاب وهم شاهدون عليها وعلى رعبها بصور تُحفر في ذاكرتهم ولن يستطيعوا نسيانها خاصة وهم يشاهدون صورا حية تمثل بشاعة القتل بأقسى صوره خاصة لو طال الموت عزيزا أو قريبا للطفل وإذا كان الكبار يستطيعون تحمل الصدمات مع ألمها ومعاناتها فإن الأطفال على العكس من ذلك وما يصاحب الحروب من أهوال ونكبات وصدمات كفيل بزعزعة نفس الطفل وأمنه مدى الحياة.
آفة نفسية
ويضيف المختصون النفسيون: قد لا يدرك الأهل والمجتمع هذا الأثر في وقته، ولكنه بمرور الزمن تتفاقم حالة الطفل ويتحول المشهد المرعب والمفزع الذي رآه قبل سنوات في غمرة الحرب، إلى آفة نفسية لا يستطيع التخلص منها إلا بعد علاج قد يطول زمنه.
ويؤكّد المختصون في علم النفس أن أخطر آثار الحروب هو ما يظهر لاحقاً من مشاكل وعقد نفسية لدى أجيال كاملة من الأطفال يتوقف مدى خطورتها على مدى استيعاب الأهل وكيفية مساعدة الطفل على تجاوز المشاهد التي مرّت به حيث تُعتبر الصدمات التي يتعرض لها الطفل بفعل الإنسان أقسى مما قد يتعرض له من جرّاء الكوارث الطبيعية وأكثر رسوخاً بالذاكرة ويزداد الأمر صعوبة إذا تكررت هذه الصدمات لتتراكم في فترات متقاربة. وتُعيق الكشف عن هذه الحالات لدى الأطفال صعوبة تعبيرهم عن شعورهم أو الحالة النفسية التي يمرون بها بينما يختزلها العقل ما يؤدي إلى مشاكل نفسية عميقة خاصة إذا لم يتمكّن الأهل أو البيئة المحيطة بهم من احتواء هذه الحالات ومساعدة الطفل على تجاوزها، ومن الآثار النفسية على المدى القريب للأطفال ما حدده مختصو علم النفس ويتمثل في :سوء التغذية، الأمراض المتعددة، التشرد، اليتم، الإرغام على ارتكاب أعمال العنف أو الاعتداءات الجنسية، الاضطراب في التربية والتعليم.
كارثة إنسانية
وتُحمل منظمات دولية ومحلية قوات التحالف السعودي الامريكي كامل المسؤولية عن تفاقم الوضع الإنساني في اليمن، حيث يقول مسؤولون في الأمم المتحدة بأنها ستؤدي حتما إلى كارثة إنسانية غير محمودة العواقب كما ستساهم في انتشار الأوبئة سيما وباء الكوليرا على نطاق واسع وغير مسبوق وسيكون من المستحيل السيطرة عليه أو الحد من انتشاره.

قد يعجبك ايضا