المحرر السياسي.. الرئيس وثورة البناء

 

كتب / المحرر السياسي
أتى إقرار «الرؤية الوطنية لبناء الدولة « في اجتماع المجلس السياسي الأعلى الذي ترأسه فخامة الرئيس مهدي المشاط أمس الأول ، ليضع مشروع يد تحمي ويد تبني في سياقيه التاريخي والوطني، على أنه امتداد وتواصل لمشروع الدفاع عن السيادة والاستقلال ، الذي أعلنه الشهيد الرئيس صالح الصماد رحمه الله في السادس والعشرين من مارس 2018/م ، وبداية لمشروع البناء والتصحيح الذي تعهد به الأخ الرئيس مهدي المشاط ومضى عليه منذ اليوم الأول لتولي فخامته زمام أمور البلاد في مختلف قطاعات الدولة ومساراتها.
وانطلاقا من القول بأن كل دولة لا تبني أساس شرعيتها على الدفاع عن الأمة فإن مصيرها إلى الزوال ، قُسمت الرؤية الوطنية إلى مراحل ومسارات زمنية وموضوعية ، تبدأ بالتعبئة العامة لمواجهة الحرب العدوانية المدمرة ، بعدها الانتقال إلى مرحلة المصالحة الوطنية والحل السياسي ومحور منظومة إدارة الحكم ومحور البناء الاجتماعي ومحور الاقتصاد ومحور التنمية الإدارية والبناء المؤسسي ومحور الأمن والعدالة ومحور الابتكار والمعرفة والبحث العلمي ومحور البنية التحتية وخدماتها ومحور الأمن القومي والسياسة الخارجية ومحور البيئة والتنمية العمرانية، وهذه المراحل يتم تنفيذها على مدى 12 عاما من 2019 – 2030 وفق مراحل معينة.
وإذا كان عزم الأخ الرئيس على تحقيق وإنجاز المشروع فإن توفر الإرادة السياسية لا بد أن يتآزر بتلاحم مجتمعي أيضا ، ولا بد من الإشارة إلى أن حزمة القرارات والتغييرات التي أجراها رئيس المجلس السياسي الأعلى في المناصب الوزارية والسيادية خلال الفترات الماضية وآخرها أمس تجسد تفاصيل هذا التوجه والعزم ، لما لتلك التغييرات من أثار إيجابية رافعة للمشروع ولأن تعيين الخبرات والكفاءات الوطنية من عوامل البناء الموضوعية أيضا.
فإذا كان اليمنيون اليوم وهم يطوون عاما رابعا من الصمود والمواجهة لحلف البغي والعدوان ، يشرعون في إنتاج صورة جديدة للسيادة الوطنية ، فإنه لمن الأولى أن يشرعوا في بناء الدولة الوطنية من خلال إعادة بناء المؤسسات والهياكل الاقتصادية والإدارية ، وعلى نحو يحشد كل الطاقات الفردية والاجتماعية إلى ميدان العمل والانتاج الاقتصادي، وبقدر ما يكون البناء ذاتياً ، تتعاظم قوة الدولة ، وتتعزز البنية الأساسية لها.
هذا هو الزمن الصعب والممكن في آن ، لتحقيق الأحلام والطموحات وبناء دولة قوية متماسكة بعيدة عن الوصاية والهيمنة ، وخالية من الفساد والاعتلال ، خصوصا وأن النموذج الذي يقدمه رئيس المجلس السياسي الأعلى ، هو نموذج القائد الذي يسعى إلى بناء الدولة، لا الزعيم أو السياسي الذي يبحث عن المكاسب الخاصة.

قد يعجبك ايضا