الإمارات والخيارات المنتظرة

 

عبدالفتاح علي البنوس

خلال مسيرة عملي الصحفية المتواضعة ومتابعتي للشؤون السياسية والمواقف الدولية للدول والأنظمة العربية والأجنبية، لم أجد دولة ولا نظاماً بغباء وحماقة وسخافة الإمارات ونظام محمد بن زايد آل نهيان ، دويلة بلا تاريخ ، وبلا حضارة حباها الله بالثروة النفطية التي مكنتهم من مواكبة عجلة التطور والتقدم في مجال البناء والتعمير مع انفتاحهم مع الكيان الإسرائيلي وانبطاحهم للبيت الأبيض الأمريكي.
تحولت هذه الدولة الزجاجية -التي يسقطها صاروخ بالستي واحد يسقط على برج خليفة أو جزيرة النخلة ، أو ميناء المنطقة الحرة – إلى غول وشبح مخيف يقودها المسخ محمد بن زايد وأذنابه ومرتزقته يوجهها الأمريكي والإسرائيلي لنشر الفوضى والعبث بأمن واستقرار المنطقة .. البداية كانت ضد سوريا من خلال دعم الحرب التي قامت مع شريكة السوء السعودية وبتنسيق أمريكي إسرائيلي بإشعالها من أجل إسقاط القيادة السورية والنيل من الجيش العربي السوري والذهاب نحو تمزيق سوريا وإغراقها في دوامة من الصراعات والحروب لتظل إسرائيل في مأمن ، ومن ثم اتجهت نحو مصر فقادت مؤامرتها القذرة مع السعودية لإسقاط محمد مرسي الرئيس الشرعي المنتخب من قبل الشعب المصري صاحب الإرادة الشعبية المصرية ، ومن ثم ليبيا تحت مزاعم الخلاص من معمَّر القذافي ليتضح أن الهدف كان إسقاط ليبيا وتدميرها ونهب ثرواتها النفطية.
لتسوقهم ذنوبهم إلى اليمن بعد تحالفهم مع الكيان السعودي لشن عدوانهم الإجرامي وإعلان حربهم العالمية وحصارهم الدولي على الشعب اليمني ، الذي لم يصدر منه تجاههم أي أذية أو موقف سلبي على الإطلاق ، تصرف أرعن وقرار غبي جاء تنفيذا للتوجيهات الأمريكية والإسرائيلية ،.. الإمارات الدويلة الزجاجية تعتدي على اليمن وتحتل الجزر اليمنية وتتوغل في المحافظات الجنوبية ، وسعت للسيطرة على مأرب قبل أن ينسف توشكا اليماني حلمها بضربته المسددة التي حولت جنودهم الغزاة إلى أعجاز نخل خاوية ، وتحاول اليوم السيطرة على الحديدة وسواحل تعز مستعينة بمرتزقة طارق عفاش ومرتزقة الصبيحة والمحافظات الجنوبية الذين وقعوا ضحية تجار الحروب ، يستقوون بالطائرات ، ويسوقون المرتزقة لحتوفهم ومصارعهم ومحارقهم ويدَّعون التعملق وهم أوهن من القش .
يحاول محمد بن زايد أن يقنع الأمريكي والإسرائيلي بأنه جدير بزعامة المنطقة ، ويحاول من خلال حماقاته في اليمن أن يحظى بقبولهم وتأييدهم ، ولذلك يذهب خلف رفض إيقاف العدوان ورفع الحصار ولو جزئيا على الحديدة بحسب اتفاق السويد ، وهو بذلك ينفذ أوامر أسياده الذين يدَّعون حرصهم على السلام ودعمهم له وهم من يصب الزيت على النار لتظل الحرب مستعرة ، ويسعون كي تزداد استعارا ، هذه الحماقة “الحماراتية” التي يبديها بن زايد رد عليها قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي بنصيحة قدمها لهذا البغل وغلمانه بقوله : ( أنا أقدم النصيحة للإمارات بأن لا تعود إلى مسار التصعيد العسكري ، مؤكدا ( ونحن نأخذ بعين الاعتبار إذا عادوا للتصعيد العسكري ما علينا من مسؤولية أن نعمله ومن ذلك خيارات لا أحبذ الحديث عنها) كلام كالرصاص الحارق الخارق ، ساقه السيد القائد في نصيحته الأخيرة للحمار الحماراتي ، الذي يدرك جيدا أن السيد لا يتكلم من فراغ وأقواله تترجمها الأفعال، وعليه وقطيعه أن يدركوا أن أي تصعيد من جانبهم سيقابل بخيارات رد عنيفة ومزلزلة لهم ولعروشهم ولدويلتهم الزجاجية.
بالمختصر المفيد- الخيارات التي أعلن عنها السيد القائد ليست للتخويف والاستهلاك المحلي ، ولا تندرج في سياق الحرب النفسية ، لكنها خيارات فعلية وعملية بالغة التأثير ومضمونة النتائج ، وهي خيارات ردع وتأديب يمانية لن تُمحى من ذاكرة الحماراتي وأذنابه ، وستجعله يندم ألف مرة على تطاوله على اليمن واليمنيين وذهابه خلف الصهاينة والأمريكيين ، وتحالفه مع مهفوف السعودية اللعين ، وسيقول حينها يا ليتني استمعت لنصيحة ابن بدر الدين ، قبل أن يقبع في الزنازين ، ويحل عليه الغضب واللعنة إلى يوم الدين .

قد يعجبك ايضا