تساؤلات وتوضيحات لمن يرفض التطعيم لأبنائه !!

د. يوسف الحاضري
سمعنا كثيرا عن أطروحات رافضي التطعيم وتخوفاتهم والتي كلها لا تستند إلى دليل عقلاني ولا واقعي باستثناء فرضيات ونظريات لا حقيقة لها ، فهل قمتم بأنفسكم بفحصها ووجدتم ما يخيفكم في مكوناتها أم لا ؟؟
اذا كان (لا) فعلى ماذا استندتم في أطروحاتكم وإذا كان (نعم) ففي أي مختبر قمتم بذلك وما هي الأشياء التي وجدتموها ؟
خلال العام الماضي ،قامت وزارة الصحة بحوالي أربع حملات تطعيم (شلل – كوليرا) وشملت ملايين المستهدفين ، فهل يمكن أن تعطوننا مثالا واحدا من ملايين الأطفال أصيبوا بمشاكل صحية تتناقلها أطروحاتكم وتخوفاتكم ؟ وأنا مستعد ان أعطيكم عشرات الآلاف من الأمثلة تدعم تأييدي للتطعيم خلال 2018م مثال ذلك (15ألف إنسان يمني أصيب بالحصبة توفي منهم المئات) ؟؟؟
وجدت في بعض أطروحاتكم أنها على المدى الطويل قد يصاب الإنسان بالعقم أو بأمراض كالتوحد (والذي من أعراضه الرهاب والخوف من أي شيء) فهل تمتلكون أرقاما كثيرة لهذا الطرح وهل عملتم مسحاً سكانياً لهذه الأمراض وانتشارها وقيمتم تاريخهم التطعيمي حتى تستندوا عليها ؟؟ فأنا أمتلك ملايين الأمثلة تنسف هذا الطرح فاليمن يمتلك أكبر نسبة خصوبة في المنطقة رغم أن معظمنا أخذنا اللقاح والتطعيم في صغرنا كاملا عوضا عن ان 95 % من مجاهدينا في الجبهات تلقحوا وتطعموا في صغرهم ومع ذلك تدوس أقدامهم الشريفة ابرامز العدو ومدرعاته وهو لا يملك الا السلاح الخفيف وتنفجر بجانبه الصواريخ ولا يشعر بأدنى قلق وخوف بل ينتفض كالأسد فينهش أسلحة العدو الحديثة نهشا ، فأين التوحد والرهاب الذي تتكلمون عنه؟؟
قلتم إن السيد حسين الحوثي سلام الله عليه قال إنه يجب ألا نلقح أبناءنا ، ولكنني فتشت كل ملازمه سلام الله عليه ولم أجد إلا ما يدعم التطعيم والتلقيح (إن وجدت هناك قيادة حكيمة وإيمانية) عندما قال في الدرس السادس من سورة البقرة وفي آية (ما يود الذين كفروا …إلخ) فقد تحدث بوضوح عن المنظمات المدعومة أمريكيا كلاماً كثيراً أبرزها ما يلي (يعمل مشاريع يعمل ما يريد لكن موقفي هو موقفي منه الموقف القرآني يكون موقفك منه الموقف القرآني استفد مما يقدم من خدمات وابق في تعاملك معه التعامل القرآني اتركه في الأخير سواء أراد أن يعتبر نفسه متجملاً أو يندم) ركزوا كيف قال السيد كن مؤمنا وحصيفا وأستفد منه ولا تدعه يستفيد منك بل استمر حاملا مشاعرك القرآنية في تعاملك معهم وموقفك القرآني ، ونحن اليوم نمتلك قيادة قرآنية لوزارة الصحة العامة والسكان وواثق منها قائد المسيرة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي .
هناك من يقول إن هذه المنظمات لا تقدم للناس مساعدات صحية دوائية وعلاجية وعند اللقاحات تتسابق وتنفق المليارات ، لذا هناك سر خبيث وراء هذه اللقاحات ؟؟ … نعم أؤيد الى حد ما هذا الطرح ، فالمنظمات بطيئة التحرك في تقديم أدوية وأجهزه نحتاجها ومسارعة في توفير اللقاحات وهذا راجع لسياساتها التي تأسست وفقا لها وهي الاهتمام بالرعاية الصحية الأولية المتمثلة برعاية الطفولة والأمومة وكل متعلقاتهم ، عوضا عن أن عشوائية العمل في الحكومة خلال السنين الماضية جعل القائمين على الدولة سلبيين في التخطيط والنظرة الحقيقية لمصلحة اليمن أرضا وإنسانا ،أما اليوم وخاصة في 2019م فقد تم توحيد العمل مع المنظمات والتنسيق معها عبر هيئة وطنية واحدة اسمها (الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق جهود الإغاثة “نمشا”) وستجدون في 2019 أمورا أفضل مما سبق رغم أن هناك أيضا مساعدات طبية تقدم من المنظمات كتوفير الأدوية وبعض الحوافز للعاملين الصحيين وغير ذلك وإن كانت لا ترتقي الى حجم المشكلة التي تعاني منها اليمن بسبب العدوان والحصار والفساد السابق للعدوان .
وفي الأخير ، أراهنكم أن 90 % من اولئك الذين ينشرون ضد اللقاح والتحصين تم تلقيحهم وتحصينهم في طفولتهم ومع ذلك يسعون لمنع أطفالهم وأطفال الآخرين من وقايتهم من الأمراض القاتلة لأنهم عندما يموت الأطفال سيقال (حق الله ، قضاء قدر ، ووو) ليتم دسه في التراب ونقول لهم (ألا ساء ما يزرون) فهم لا يدركون انهم قد يكونون قتلة وهم لا يعلمون والله سيقول لهم (وقفوهم إنهم مسئولون)
((حصنوا أطفالكم من مرضي الحصبة والحصبة الألمانية كي لا نجد طفلك ضمن أرقام وفيات 2019 بسبب هذا المرض كما وجدنا أسماء المئات من اطفال قاصري الوعي والفهم ضمن وفيات 2018م)).
* الناطق الرسمي لوزارة الصحة العامة والسكان

قد يعجبك ايضا