قطر تعيش المستقبل


الثورة/نبيل نعمان –
سيظل تاريخ 25 يونيو محفوراٍ في الذاكرة السياسية لدولة قطر وشاهدا تاريخيا على تحول جذري في فكر الحكم وعمق النظرة تجاه المستقبل المستشرف للافاق والمستند إلى ثقة متأصلة في حتمية صيرورة التاريخ ونجاعة التغيير في نهضة الشعوب والامم.
ففي هذا اليوم أعلن أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني تنازله عن الحكم وتسليم السلطة لولي عهده ونجله الشيح تميم بن حمد آل ثاني والبالغ من العمر 33 عاما في خطوة بوركت داخلياٍ وقوبلت بالترحيب والاشادة إقليمياٍ ودولياٍ وخطوة أعتبرت من قبل محللين بأنها تؤسس لما بعدها ترسيخاٍ للحكم الرشيد وتأسيساٍ لتنمية مستدامة ونهضة متواصلة ومتجددة وسط عالم يضج بالمتناقضات وحالات الفصام أفقياٍ ورأسياٍ في الحكم والسياسة.
على مدى 18 عاماٍ ظل فيها الشيخ حمد على سدة الحكم تحولت قطر إلى دولة لها وزنها وحضورها القوي على مستوى العالم .. حققت نهضة متميزة انتقل فيها المواطن القطري إلى مستويات متقدمة في مختلف المجالات.
يمر شهر كامل على تولي الشيخ تميم بن حمد أل ثاني سدة الحكم في قطر وسط امال عريضة بان يكون المستقبل أكثر إشراقاٍ بعد ان ارسى سلفه الشيخ حمد اسس الدولة التنموية وقدم النموذج الآمن لنقل السلطة وهو مايعتبره الكثير خطوة في اتجاه تعزيز مكانة قطر على المستوى الداخلي والخارجي.
ففي أول خطاب له بعد توليه الحكم حدد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ملامح سياسة بلاده الخارجية بالتأكيد على التزام بلاده بتعهداتها الدولية والإقليمية وحتى وعودها الشفوية وبتحقيق الأمن القومي العربي والتزامها بدعم القضية الفلسطينية.
هذا الأمر بالغ الأهمية ويقطع الطريق أمام محاولات الصيد في الماء العكر وهواة التقليل من الأحداث التاريخية الكفيلة بتحرك الأمة خطوة إلى الأمام أو التقليل من أهمية هكذا أحداث أو تأويلها بشكل مغلوط حتى وان كان واضحاٍ وجلياٍ لمن يفهم أو لايريد ان يفهم.
وكما أكد الشيخ تميم بن حمد حرصه على السير بقطر إلى الامام بقوله إن مصلحة قطر على رأس أولوياته.
أكد أيضاٍ بوضوح الدور الخارجي بمواصلة قطرالتزامها بدعم القضية الفلسطينية مشددا على أن قطر ستظل كعبة المظلوم.
من نافل القول التأكيد بأن قطر في ظل قيادة حمد بن خليفة آل ثاني استطاعت أن تحقق ثورة هادئة ومتدرجة وشاملة في كل مفاصل الدولة القطرية بلا استثناء ليصنع في بضع سنين معجزة حقيقية في هذه المنطقة ويقدم أنموذجا فريدا لشعوبها وهو ما أكده الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وشدد على مواصلة الاهتمام بالنهوض بالاقتصاد الوطني وتطوير الخدمات وبناء المرافق العامة وتطوير قطاع الشباب والرياضة والاستثمار للأجيال القادمة وتنويع مصادر الدخل مبينا أن التطور وارتفاع مستوى المعيشة ليس ممكنا من دون نمو اقتصادي وتنمية بشرية تركز على تحسين أداء الفرد ونبل قيمه وجديته وإنتاجيته في العمل وإخلاصه لوطنه.
وقال إنه “استكمالا لمسيرة الإصلاح والحداثة رسمنا في عام 2008 م خريطة طريق لمستقبل البلاد تحت رؤية قطر الوطنية 2030 م ترمي إلى تحويل قطر إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة”.
وشدد على أن “الأهم في موقع قطر الدولي والإقليمي الجديد أنه نقل قطر من دولة تصارع على بقائها ونموها إلى دولة واثقة راسخة المكانة.. ويجب أن نستفيد من هذه المنزلة وان نفيد الآخرين أيضا.. ولا يجوز أن نصاب بالغرور فالتواضع الذي لطالما عرف به القطريون هو سمة الأقوياء والواثقين من أنفسهم والغرور يقود إلى ارتكاب الأخطاء”.
وبين الشيخ تميم أن “ما يصنع الولاية الرشيدة على الأمة هو العدل والصدق والقدوة الحسنة” مضيفا “لقد حملتني الأقدار مسؤولية كبيرة ويشهد الله أني عملت بما يمليه علي واجب ولاية العهد والضمير. وها أنا أستجيب لنداء الواجب لأحمل الراية بكل فخر واعتزاز”.
وقال إنه “استكمالا لمسيرة الإصلاح والحداثة رسمنا في عام 2008 م خريطة طريق لمستقبل البلاد تحت رؤية قطر الوطنية 2030 ترمي إلى تحويل قطر إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة”.
هذه المرتكزات التي تنطلق منها قطر تكشف وتؤكد سلامة ونضج السياسة التي انتهجتها على مدى 18 عاماٍ ولاتزال تحث الخطى نحو المستقبل بثقة كبيرة ورؤية 2030 تؤكد هذا الأمر بمعنى أنها تمسك بزمام المستقبل اليوم وستكون قطر حينها اكثر رسوخاٍ وحضوراٍ على المستوى العالمي. اليمن وقطر العلاقات اليمنية القطرية متجذرة وحميمة وتشهد تطوراٍ مستمراٍ ويتوقع مراقبون ان تكون المرحلة القادمة الأكثر ازدهاراٍ في العلاقات الثنائية وهذا ما أكده الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة فعند تسلم الأخ الرئيس رسالة خطية من سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والتي سلمها سفير دوله قطر في اليمن محمد الهاجري عبر الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي عن تقديره البالغ لسمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وعلى مواقفه الثابتة في دعم أمن واستقرار اليمن منذ النصف الأول من تسعينات القرن الماضي .
وقال الأخ الرئيس لقد قدم سمو الشيخ حمد الكثير من أجل دعم اليمن وكانت له مواقف إيجابيه جدا تصب في مصلحة الشعب اليمني . وأكد الأخ الرئيس أن سمو الشيخ تميم بن حمد على نفس الموقف وأن قطر من الداعمين الأساسين لليمن ومن الدول التي وقفت بقوة لتجنيبه ويلات المحن من خلال تقديم الدعم والمساعدات اللازمة وأشاد بما ينجز في دولة قطر على مختلف جوانب التطور والازدهار.
كما قال الأخ الرئيس لدى تهنئته الأمير تميم بتسلمه مقاليد الحكم في قطر : نحن على ثقة بأنكم ستكونون خير خلف لخير سلف وستواصلون الخطوات العملاقة التي بدأها والدكم سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لنهضة بلدكم الشقيق الذي شهد في ظل القيادة الحكيمة لوالدكم خطوات عملاقة في كل المجالات اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وأصبحت دولة قطر الشقيقة من أكثر الدول حضورا في المشهد السياسي والاقتصادي العربي والدولي.
وأضاف : أغتنم هذه الفرصة لأؤكد لكم عمق ومتانة العلاقات الأخوية التي تجمع بين بلدينا وشعبينا الشقيقين ونقدر تقديرا عاليا ما تقدمه دولة قطر الشقيقة من دعم سياسي واقتصادي كبير لإخراج اليمن إلى بر الأمان ومساندتها للشعب اليمني في صنع التغيير والإصلاح المنشودين وهذا ليس بغريب فالعلاقات بين البلدين علاقات تاريخية حميمة ومتطورة وتزداد رسوخا وثباتا يوما بعد يوم لما فيه خدمة مصالحنا المشتركة وفي إطار الحرص المتبادل والدائم للدفع بها نحو مجالات أوسع.
وقال : إنني على ثقة أن عهدكم الجديد سيفتح آفاقا جديدة
من العلاقات المتميزة بين بلدينا كما أننا سنعمل سويا في سبيل دعم مصالح أمتنا العربية والإسلامية بما يعزز أواصر الثقة والإخاء والمحبة بين مختلف دول وشعوب المنطقة.

قد يعجبك ايضا