التحالف الذي ولد ميتاً!؟

بدون مقدمات ودون أن نسمع عن أي اجتماعات تمهيدية أعلنت وسائل الاعلام السعودية أو المتسعوده ما سمي بالتحالف الإسلامي ضد الإرهاب. من الإعلان وما أعقبه من تحليلات اتضح غباء الجانب السعودي وحقيقة المأزق الذي انحدر إليه النظام وأركانه بفعل الهوس وعقدة الزعامة ورغبة التحكم في شؤون دول المنطقة.
من صياغة الخبر وأسلوب إعلانه يكتشف كل ذي بصيرة مدى الغباء لدى هؤلاء الناس والدور القذر الذي يلعبونه في سبيل إخضاع المنطقة للإدارة الأمريكية ولمنطق الغطرسة والتحكم في شؤون الجميع كمن يؤكد الإصرار على تعميم فاحشة الاستلاب والانقياد الطوعي لإرادة الآخرين لتعميم الداء الذي أصيب به هذا النظام من لحظة وجوده في نجد والحجاز.
ومن ثم تتضح حالة الإفلاس والتعري الذي بلغه نظام آل سعود وطبيعة الأزمة التي باتت تتسع يوماً بعد يوم في نطاق الأسرة الحاكمة وان سلطة الأمر الواقع تراهن على أحلام وأماني واهمة لإلهاء الداخل المتأزم بمشاريع خارجية فاشلة تتصل بالعروبة والإسلام وهذه هي قمة السخرية فالسعودية التي أنفقت المليارات لحرب الفكر القومي تناصره وتتزعم المناصرين للفكرة اليوم،والسعودية التي تتبنى تمويل الجماعات الإرهابية في العراق،وسوريا، واليمن وكانت أول من بذر البذرة ومدها بالفكر والمال والسلاح في أفغانستان تتزعم تحالف باسم الإسلام! لمحاربة الظاهرة عسكرياً وفكرياً وإعلاميا …. اليست مفارقة عجيبة تثير السخرية؟
الإشكالية الأساسية تكمن في طبيعة ومستوى تفكير حكام آل سعود الجدد.
رغم علمهم المسبق أن أوراق الفكر الوهابي المتطرف انكشفت وان المليارات التي أنفقوها للتبشير بهذا الفكر الشوفيني شوهت الإسلام وصنعت بؤر التوتر في العالم، مع ذلك يحاولون فرض وصاية خاصة على الدين ويعتبرونه أهم ورقة لاستقطاب وفرض قوة الحضور وإقصاء الخصوم ممن يتصدون لهم أو لمشروعهم السياسي باعتبار من يقف أمامهم مخالف للخالق سبحانه وتعالى أو مرتد عن الدين، هنا تبرز معضلة خلط الأوراق بما يؤكد أن الفكرة ماتت قبل أن تولد بل أنها لم تخرج من الرحم ولم تر النور.
وانه تم حشر العديد من الدول العربية والإسلامية بنفس الأسلوب الانتهازي الذي أساسه المصالح الذاتية والمغريات المادية وهذا العامل بذاته يؤدي إلى تفاقم المشاكل في الداخل السعودي كون النظام في سبيل حماية نفسه يصر على تبديد مقدرات شعب نجد والحجاز في مشاريع تآمرية كهذا التحالف الذي تم التوافق عليه عبر التلفون أو أن بعض الدول فوجئت بالإعلان عنه من وسائل الإعلام .
المهم أن القضية تتمحور في إرضاء غطرسة وغرور وعنجهية أركان النظام الحاكم وهو عامل خطير سيقرب أمد البقاء ويعجل بالنهاية المحتومة إن شاء الله.
بيت من الشعر
أذن الله لحكم فاسدً ….. نعمة الله عليه ان يزولا
المرحوم:يحيى البشاري

قد يعجبك ايضا