طلاب لا يجيدون القراءة والكتابة ومعلمون يفتقدون الكفاءة..!!


أولياء أمور: تقصير بعض المعلمين أضعف مستوى أبنائنا

معلمون: زيادة أعداد الطلاب في الصف الواحد وتقاعس أولياء الأمور وراء المشكلة

اللغة العربية هي اللغة الأم وبها كتب الوحي والنصوص الشرعية كما أننا نتناول الحديث فيما بيننا بمفرداتها وأي خطأ في نطقها وكتابتها بشكل جيد معيب على من يتحدث بها .. وللأسف الشديد هذا ضعف اللغة بين طلابنا وأصبح الحال عليه الآن حيث نجد طلاباٍ في صفوف متقدمة والبعض الآخر في الصفوف الجامعية لا يجيدون القراءة والكتابة دون أخطاء إملائية .. الأسباب المؤدية إلى تدني مستوى الطلاب لغوياٍ وإملائياٍ والحلول الممكنة لهذه المشكلة تجدونها في هذا التحقيق .. إلى التفاصيل..!!

– مستوى تعليم ولدي كان بمثابة صدمة كبيرة لي لم أكن أتوقعها -بحسب بكيل البكير- والد الطالب هشام في الصف الأول الابتدائي يقول: كنت منتظراٍ رجوع هشام لمراجعة دروسه ومعرفة مستواه التعليمي وفوجئت بمستواه المتدني لدرجة أنه لم يتمكن من القراءة أو حتى كتابة جملة تتكون من أبسط الحروف اللغوية وحين سألته عن السبب أجاب قائلاٍ: أنا لم أفهم ما قاله المدرس متسائلاٍ عن دور الإدارة والمدرس في تعليم الأطفال ومعرفة مستواهم التعليمي مضيفاٍ : إن المدرسة والمدرس لا تقوم بالدور المطلوب في تعليم الأطفال وإن أصبح ذهاب الأطفال إلى المدرسة كعدمه متسائلاٍ عن تصعيب المنهج والتسهيل في وضع كفاءة من المدرسين لتعليم الأطفال وتسهيل الدراسة لهم وتعليمهم النطق والكتابة.
في نفس السياق قال أحد أولياء الأمور الحاج علي عزالدين الذي يعتبر دور المدرسة والمدرس دوراٍ ضعيفاٍ للغاية وهذا الأمر أثر في مستوى الطلاب أثناء مراجعة الدروس مشيراٍ إلى أنه يقوم بمراجعة الدروس لأبنائه في المنزل داعياٍ الإدارة المدرسية إلى تعيين الأستاذ المناسب الذي يستطيع أن يتعامل مع الأطفال خاصة صغار السن منهم. مضيفاٍ: إن الأسرة تقوم بالدور الذي يجب أن يقوم به المدرس داخل الصف الدراسي منوهاٍ أنه يجب على المعلمين مراعاة الأسر الأمية ومراعاة أطفالها .
من جانب آخر قال المعلم أحسن طامش -مدرس المرحلة الابتدائية – إنه يواجه الكثير من الصعوبات أثناء تدريس الأطفال منها الفوضى وذلك لزيادة عدد الطلاب داخل الصف الدراسي خاصة في المدارس الحكومية والصعوبة في إيصال المعلومة بسبب عقلية الطفل الصغيرة التي تحتاج إلى جهد كبير والمرور إلى كل طالب على حدة لكي يتم تعليمه التعليم الصحيح. مشيراٍ إلى أن زيادة أعداد الطلاب يعيق توصيل المعلومة بسبب التشويش والفوضى وأيضاٍ غياب الكتب الدراسية وغياب دور بعض الأسر في مراجعة الدروس لأبنائها يجعل الطالب عاجزاٍ عن فهم الدروس.

أخطاء لغوية
من جانب آخر قال معلم اللغة العربية للمرحلة الثانوية علي سعيد من محافظة صنعاء : إن معظم الطلاب لا يقرأون بطلاقة إضافة إلى ارتكاب الكثير من الأخطاء الإملائية التي كان من المفترض إتقانها في المرحلة الأساسية التي تعتبر أهم مراحل تعليم القراءة والكتابة للطلاب وجعلهم يستمرون على ذلك حتى المرحلة الثانوية وفي حالة التقصير والتهاون مع الأطفال في هذه المرحلة تنتج نتائج سلبية منها الاستمرار في الأخطاء الإملائية على مدى المراحل الدراسية وقد تصل إلى ما بعد الثانوية وهي الإعاقة التي تلازم المريض مشيراٍ إلى أن الأستاذ والإدارة والأسرة هم من يقررون مصير الطفل كما أن الطلاب يواجهون الكثير من الصعوبات في المرحلة الأساسية والثانوية والجامعية من خلال تراكم الأخطاء اللغوية التي لم يتعلمها في المراحل الأساسية.

معوقات
من جانب آخر قال مدير مدرسة الشهيد أحمد مبخوت مديرية بني حشيش -ناجي علي جابر: يتم اختيار المعلم حسب المواصفات التي تتماشى مع الأطفال ولكن هناك الكثير من المعوقات التي تواجه تعليم الأطفال منها زيادة أعدادهم وصعوبة المنهج مقارنة بمستواهم العقلي إضافة إلى تساهل بعض الأسر في متابعة أبنائهم ومراجعة الدروس لهم ومعرفة ما يحتاجه الطالب ورفعها للإدارة والأستاذ لحلها.
معظم الطلاب في الصفوف الثانوية والجامعية يعانون من عدم نطق اللغة العربية بطلاقة وكذلك كتابتها وتعود أهم الأسباب بحسب الدراسة إلى عدم تأسيس الطلاب وتعليمهم التعليم الصحيح في المراحل الأساسية خاصة المراحل الثلاث الأولى من المرحلة الأساسية والتي تؤثر سلباٍ على الطلاب طيلة حياتهم وتؤثر على مستواهم العلمي مستقبلاٍ.
من جانب آخر يرى الأخصائي الاجتماعي الأستاذ مهدي طامش أن الطلاب في المراحل الابتدائية يحتاجون إلى مزيد من الجهد في تعليمهم القراءة والكتابة وكذلك مراعاة الجوانب النفسية والاجتماعية للطفل.
مشيراٍ إلى أن دور الإدارة المدرسية يبرز في اختيار المعلم المناسب لهذه المرحلة الحرجة بشرط أن يتميز باستخدام الأسلوب التربوي الناجح في التعامل مع الأطفال كوالد وليس كمدرس ولديه سعة صدر في تحمل الطفل والصبر على تعليمه وإيصال المعلومة له وتكون لديه خبرة كافية في التعامل مع الأطفال وتشجيعهم معنوياٍ والبعد عن استخدام العصبية نظراٍ لنتائجها السلبية التي تجعل الطفل يكره التعليم ويهرب منه كما أنه يجب أن يكون المعلم بارعاٍ في توصيل المعلومة للطفل.
ويضيف طامش أن هناك أسباباٍ عديدة وراء ضعف التعليم في المراحل الأولى منها عدم وجود مدرسين ذوي كفاءة لهذه المرحلة وأن أكثر المدرسين خريجو دبلوم أو ثانوية خاصة في المدارس الخاصة إضافة إلى دفع أولياء الأمور أبناءِهم إلى التعليم وهم لم يبلغوا السن القانونية للتعلم أيضا عدم متابعة الأسرة للأبناء في المنزل لمراجعة ماتم أخذه في المدرسة.
ويضيف طامش أن ضعف الإدارة يلعب دوراٍ كبيراٍ وذلك من خلال تعيين مدرس ذي كفاءة وتقييم أسلوب التدريس والإشراف على أسلوبه وعلى مستوى الطلاب خصوصاٍ أن هناك الكثير من المدراء للأسف غير مؤهلين وأغلبهم خريجو ثانوية أو دبلوم وليس لديهم خبرة كافية في رفع مستوى التعليم في مدارسهم .
ويشترك في ذلك ضعف دور الموجهين في الخروج إلى المدارس وتقييم المدرسين وتقديم تقرير عن وضع الطلاب والرفع بالجوانب السلبية إلى الإدارة المختصة لإيجاد الحلول المناسبة والعمل بها.
وينوه طامش إلى أن كثافة المنهج في الصف الأول تشتت عقل الطالب وتعرقل استيعابه وفهمه وأن المنهج بحاجة إلى سياسة جديدة تراعي مستوى عقل الطفل وقدرته على فهم واستيعاب المادة التعليمية المقدمة له في هذه المرحلة التأسيسية.

مسؤولية جماعية
في السياق ذاته قال رئيس قسم الموجهين في بني حشيش – الأستاذ عارف عبدالقادر: إن المسئولية جماعية تبدأ من المدرسين الذين يتم تعيين أغلبيتهم بدون مؤهلات مما يسبب عدم القدرة على توصيل المعلومة وأيضاٍ عدم متابعة الأسرة للأبناء وصولاٍ بالإدارة المدرسية والوزارة التي يتوجب عليها الإشراف على وضع التعليم.
ويضيف عبدالقادر أن إدارة التعليم الأساسي قامت بتقديم مشروع الدراسة المبكرة بتمويل من الأمم المتحدة لتلافي ضعف التعليم في المراحل الأولى وتضمن المشروع تعليم الطلاب في السن السادسة قبل دخولهم المرحلة الأولى عن طريق استخدام الإشارات بحيث تأخذ الوزارة عينات عشوائية من المدارس للقيام بالمشروع وفي حالة نجاح المشروع يتم تطبيقه على جميع المحافظات. ويضيف عبدالقادر أنه تم اتخاذ مديريتي بني حشيش وسنحان ومن كل مديرية ثلاث مدارس وتم تطبيق المشروع في عامين وكانت النتائج مبهرة جداٍ حيث ارتفع مستوى فهم الطالب وأصبح يقرأ ويكتب وهو في المرحلة الأولى وأن الوزارة قامت بالتوجيه إلى اعتماد المشروع وتطبيقه في جميع محافظات الجمهورية من هذا العام (2014م – 2015م).

تغيير المنهج
ويضيف عبدالقادر أن هناك خطة لتغيير المنهج للثلاث المراحل الأولى وقد تم تغيير منهج الصف الأول العام الماضي كما تم تغيير المنهج للمرحلة الثانية هذا العام وأن العام القادم سيتم تغيير المنهج للصف الثالث وأن هذا التغيير سيحقق نتائج إيجابية للطلاب.

حلول تربوية
فيما يرى علماء النفس التربوي أن هذه المشكلة ترتبط بصورة مباشرة بتقصير جميع الجهات تبدأ من المدرسة وتنتهي بالأسرة وأن حل القضية يكمن في تأدية كل من له علاقة بالطلاب في المراحل الأساسية بواجبه على أكمل وجه ابتداء من المدرس في تعليم الأطفال وتوصيل المعلومة ومراجعة الأسرة للأبناء في المنزل وإشراف الإدارة المدرسية على المدرس والطلاب ووضع العلاجات المناسبة لحل جميع مشاكل الأطفال التي تقف حائلاٍ أمام استيعاب الطلاب لدروسهم وتجعلهم عاجزين عن القراءة والكتابة ويفضلون عدم الدراسة والتركيز على الجوانب النفسية للطلاب في المراحل المتقدمة كونها تؤثر على نسبة استيعابهم للدروس ووجود التنسيق بين المدرسة وأولياء الأمور للوصول لحل مناسب للحد من هذه المشكلة.

قد يعجبك ايضا